وسلم بن علوي، عباس رسالة من قابوس، قالت الوكالة الرسمية إنها تتعلق بزيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إلى سلطنة عمان. ولم يدل أي مسؤول فلسطيني بمزيد من التفاصيل. وهذه الرسالة هي الثانية من قابوس لعباس خلال 3 أيام، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط".
وكان عباس قد استقبل الأحد، المستشار سالم بن حبيب العميري، الذي حمل رسالة من السلطان قابوس له.
زيارة نتنياهو إلى عمان
والزيارات العمانية المتكررة لعباس، جاءت بعد أيام من زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عمان، التقى فيها قابوس، وتمت بعد أيام من لقاء قابوس بعباس نفسه.
وقالت مصادر لـ"الشرق الأوسط"، إن العمانيين يحاولون تقريب وجهات النظر، من أجل إطلاق عملية سلام جديدة تستند إلى الخطة الأمريكية للسلام. وأضافت، إن الحديث يدور حول طلبات عباس من أجل العودة للمفاوضات.
وأكدت المصادر أن عباس يريد أو يشترط اعترافاً أمريكياً بالقدس الشرقية عاصمة للدولة العتيدة.
رعاة للمفاوضات
وتابعت: هذا سيكون تعويضاً كافياً في هذه المرحلة.
وبحسب المصادر، يريد العمانيون لعب دور مهم في تسوية الخلافات بين الفلسطينيين والأمريكيين من جهة، ومع الإسرائيليين من جهة أخرى. لكنهم لن يكونوا رعاة للمفاوضات أو وسطاء، يريدون أن تقوم الولايات المتحدة بهذا الدور.
وكان يوسف بن علوي بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، أكد أن بلاده تطرح أفكارا لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التقارب، لكنها لا تلعب دور الوسيط.
وقال بن علوي، "إن بلاده تعتمد على الولايات المتحدة، ومساعي رئيسها دونالد ترامب، في العمل باتجاه صفقة القرن"، وأضاف: "إسرائيل دولة موجودة في المنطقة ونحن جميعا ندرك هذا… العالم أيضاً يدرك هذه الحقيقة، وربما حان الوقت لمعاملة إسرائيل بنفس المعاملة (كالدول الأخرى)، وأن تتحمل أيضاً الالتزامات نفسها".
تحركات عمانية سرية
وكان عباس على علم مسبق بالتحركات العمانية. وبعد لقاء نتنياهو بقابوس، منع عباس أي إساءة لسلطنة عمان، وأمر متحدثين ومسؤولين فلسطينيين بتجنب التعليق على لقاء قابوس بنتنياهو، وبسحب أي تصريحات بهذا الصدد.
والتزمت السلطة الفلسطينية الصمت تجاه اللقاء، واضطر مسؤولون في حركة فتح، لسحب تصريحاتهم حول "التطبيع" المرفوض. ولا يعرف إذا ما كانت سلطنة عمان ستنجح في إحداث اختراق، مع طلب عباس اعترافاً بالقدس الشرقية، عاصمة للفلسطينيين.
وكان عباس رفض سابقاً، بقاء الولايات المتحدة وسيطاً وحيداً في عملية السلام، بعدما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، مطالباً بإطلاق مؤتمر دولي للسلام ينتج عنه آلية متعددة، من أجل رعاية المفاوضات، وفق مرجعيات محددة وسقف زمني واضح.
صفقة القرن
وقال عباس مرارا، إنه حتى لن يستمع لصفقة القرن، لأن الولايات المتحدة بدأت بتطبيقها فعليا، بإزالة القدس عن طاولة المفاوضات وانتهاء ملف اللاجئين. وأبلغ عباس أعضاء المجلس الثوري والمركزي في الاجتماعات الأخيرة، أنه لن ينهي حياته بخيانة، ولن يوقع، ولن يجدوا في الشعب الفلسطيني من يوقع على اتفاق يستثني القدس واللاجئين.
وقال عباس: "القدس الشرقية بحدود 1967 بكامل ترابها، هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وليست العاصمة في القدس".