سبوتنيك: قال نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي فرشينين، إنه قد تتم عمليات دقيقة محددة الأهداف في منطقة نزع السلاح في إدلب. في رأيكم ما هي حدود الصبر لدمشق، وفي أي وقت يمكن أن تنتظر دمشق حتى تقوم تركيا بالتزاماتها حول إدلب؟
إذن بالمنطق وبالقياس العلمي بالمواقف على أرض الواقع فإن إدلب لن تكون استثناء بكل ما تعني الكلمة، قد تماطل تركيا لكن هنا لا بد من التركيز على أمرين: نحن أصبحنا في العام 2018 من القرن الواحد والعشرين حيث لم يعد هناك وجود لما يسمى حروب صفرية: طرف يربح كل شيء وطرف يخسر كل شيء، هذه الحرب المركبة التي تتسارع على الجغرافية السورية تشترك بها عدة قوى من عدة اتجاهات، والواضح بأن المخطط الأساسي هو تفتيت الشرق الأوسط ضمن استراتيجية أمريكية واضحة، لكن صمود الدولة السورية ووقوف أصدقاء سورية بجانبها وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية استطاع أن يمنع تمرير هذا المخطط، وهنا ظهر التكامل ما بين أداء المقاتل العربي السوري النوعي والذي أدى إلى تطهير هذه المناطق الشاسعة وبكل التأكيد سيؤدي إلى تطهير كل ما تبقّى، وما بين الدبلوماسية الروسية الهادئة.
بقدر ما يكون هناك تناغم وتكامل ما بين الأداء العسكري أو الأداء الحكومي العسكري والسياسي واقتصاد الدولة السورية وما بين الدبلوماسية الروسية بقدر ما نصل إلى النتائج المرضية، لكن في جميع الأحوال وبغض النظر عن أن تركيا هي رأس حلف الناتو فإن مصير إدلب وما تبقّى من الجغرافية السورية لن يكون إلا كبقية الجغرافية السورية و ستعود كاملة إلى حضن الوطن مطهرة مبرأة من الإرهاب ورعاته.
سبوتنيك: لنتابع موضوع تركيا… نعرف أن هناك قضية الأراضي المحتلة من قبل القوات التركية في عفرين ومنبج، ما هي الحلول المحتملة لهذه القضية وهل يمكن في رأيكم إجراء عملية عسكرية من قبل الجيش السوري في هذه المناطق؟
على الرغم من أنه تركيا تدفق عشرات آلاف الإرهابيين عبر الحدود التركية فإنه كما تم تطهير المناطق السابقة ستواصل الدولة السورية ومن معها تطهير تلك المناطق.
لإعادة كل شبر محتل سواء كما قلت من تركيا، أم من القوات التي تدعمها تركيا، أم من القوات التي هي تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الأطلسي الغربي الأمريكي فإنه يوجد أكثر من أسلوب وأكثر من طريقة، والسوريون الذين اعتادوا أن يكونوا فعلاً أنموذج في التضحية وفي كيفية التمسك بحقهم سينجحون في إعادة عفرين وغير عفرين إلى سيادة الدولة السورية، إن كان بعملية سياسية ممتاز، أو بعملية تسوية ممتاز، وإن لم يكن في نهاية المطاف فإن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي عندما تصل الأمور إلى حائط مسدود.
سبوتنيك: حول عمليات قوات سوريا الديموقراطية… حسب ادعاءاتهم هم يحاربون داعش ويتعاونون مع التحالف الدولي ولكن كما نعرف قصفهم التحالف الدولي مرات… ومؤخرا يعني أمس قالت هذه القوات أن هناك توقف العمليات ضد داعش. في رأيكم اذا رفضوا الأكراد من قسد التعاون مع واشنطن هل يمكن تعاون بين الجيش السوري وقسد؟
الأمر الآخر، الولايات المتحدة الأمريكية تمسك بالعصا الكردية من المنتصف مرة تلوح بها فوق رأس تركيا ومرة فوق رأس سورية وفوق رأس العراق وفوق رأس إيران، إذن استخدام هذه الورقة بهذا الشكل أصبح مفضوحاً ولم يعد بالإمكان الاستمرار به إلى مالا نهاية، لم تكن هذه القوات خارج إطار سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الأمر فيما يتعلق بقوات قسد، عندما تم الحديث عن أن قسد طهرت مناطق من داعش هذا نفس المسرحية الهزلية التي تحدثت بها عن توغل القوات التركية.
لم يكن هناك قتال على الإطلاق ولكن ما تم هو عملية استلام وتسليم، المايسترو واحد — الولايات المتحدة أو ما يسمى التحالف الدولي، وهو الذي يقود "داعش"، وهو الذي يشرف على أعمالها وهو الذي يقود قسد، وهو الذي يشرف على أعمالها، وهو الذي يسند المهام إلى هذه الفصيل أو ذاك الفصيل، يعني نوع من توزيع الأدوار وتقاسم المهام لا أكثر ولا أقل.
لكن في نهاية المطاف الدولة السورية كان موقفها واضحاً: دعت الجميع ومن ضمنهم الأخوة الأكراد للعودة إلى حضن الوطن والوقوف إلى جانب الدولة وإلى جانب الجيش العربي السوري، لذلك من الخطأ أن نقول القوات الكردية لأنه لدينا من المكون الكردي ما نفتخر به، لدينا أعضاء في مجلس الشعب، لدينا وزراء، لدينا مسؤولون في جميع مفاصل الدولة، وإعطاء هذا المسمى الطائفي أو الأثني هو لخدمة المخطط التفتيتي الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة، بوضوح هي تريد فرض ما يسمى نظرية الشرق الأوسط الجديد أي تهديم البني السياسية القائمة وإعادة تركيبها بما ينسجم ومصالح الاستراتيجية الأمريكية وقد أخفقوا كما في الكثير من حلقات ومحطات مخططاتهم القديمة، الأمر الوحيد الذي ثبت الآن للعالم أجمع هو أن واشنطن ومن معها لا يحاربون الإرهاب، هي تزعم أنها تحارب داعش أو تقاتل داعش سواء كان عبر قسد أم غيرها، والطائرات الأمريكية التي كانت تشرف على نقل متزعمي داعش إلى مكان آخر خير شاهد على صحة ما أقول. وعندما يتقدم الجيش العربي السوري في هذه المنطقة أو تلك يتدخل الطيران الأمريكي بشكل مباشر في العدوان أو الطيران الصهيوني أو غيره من طيران الدول التي تدور في إطار التحالف الأمريكي الذي ثبت على أرض الواقع أنه يحارب كل شيء إلا الإرهاب، وهو يحارب مظاهر الحياة الطبيعية في سوريا ويحارب الإنسان السوري والوجود السوري والحضارة السورية، يحارب كل مقومات الحياة إلا أمراً واحداً لا يحاربه ألا وهو الإرهاب، والأمر الطبيعي ألا يحارب الإرهاب لا داعش ولا غيره. لماذا؟ لأنه هو صانع ذلك الإرهاب.
سبوتنيك: هل اختتمت تصديرات مجموعات إس-300 وكم فوجاً بالتحديد؟ من سيشرف على إطلاق صواريخ مجموعات إس-300: العسكريون الروس أو الجيش السوري؟
مثل هذه التفاصيل لا نتحدث بها، لأنه لكل جيش شيء يسمى بالسرية العسكرية. لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنه تم إنجاز هذه العملية، الضابط السوري أثبت على أرض الواقع كفاءة عالية في التعامل مع أحدث التقنيات وأحدث الأسلحة. وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نحدد ما هو نوع هذه الصواريخ؟ هل هي صواريخ هجومية، هي صواريخ دفاعية؟ بما أنها دفاعية فمن حق الدولة السورية سواءٌ كان بالتنسيق مع الأصدقاء الروس أم بشكل مستقل أن تدافع عن سمائها عندما يكون هناك اعتداء، والأمر الطبيعي إذا كان بالإمكان الرد على الاعتداء يجب أن يتم الرد بشتى السبل الممكنة.
سبوتنيك: وهل يمكن أن نقول الآن انه تم استبعاد او استثناء أي نجاح لعدوان إسرائيلي محتمل على سورية الآن بعد تصديرات مجموعات إس-300؟
بالاستراتيجية العسكرية لا يوجد احتمال صفري على الإطلاق، لأننا نتحدث عن سماء مفتوحة، عن حدود ممتدة، نتحدث عن تقنيات مختلفة، ومن وجهة نظري الشخصية فإن أحد أوجه وتجليات هذه الحرب هي حرب ما بين المجمعات الصناعية العسكرية الروسية من جهة والأمريكية والأطلسية من جهة أخرى.
وبالتالي أنا لا أستطيع أن أقول لن يكون هناك نهائيا أي اعتداء، لكن عند التفكير بأي عدوان أصبحت إمكانية تحقيق أهدافه في حدودها الدنيا.
سبوتنيك: ما هو تقييمكم لمستوى التعاون العسكري التقني بين سورية وروسيا؟
التعاون العسكري الروسي السوري أقل ما يمكن أصبح معروفاً للجميع أنه استطاع أن يواجه الإرهاب التكفيري ممثلا بأقذر وأشرس هذه التنظيمات — داعش والنصرة ــ وقضى على القسم الأكبر منها.
في حين أن الآخرين يدعون محاربة الإرهاب وعلى أرض الواقع لا يفعلون شيء إلا دعم هذا الإرهاب. إذن النقطة الأولى — التعاون العسكري التقني الروسي ترك بصمة واضحة، أدى إلى القضاء على أشرس التنظيمات الإرهابية بشكل واضح، وهذا كفيل أن يبنى عليه، لأن من استطاع أن يحضر مثل هذه الأعداد الكبيرة ونحن لا نتحدث عن مئات أو آلاف، نتحدث عن عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف الذين تم العمل على تدريبهم وتسليحهم، وتزويدهم بكل أنواع السلاح — خفيف ومتوسط وثقيل —، عندما يحقق هذا التعاون مثل هذه النجاحات فإن كل معطيات الواقع والمنطق والعلم والقياس والاستراتيجية العسكرية تشير إلى أنه يمكن البناء على هذا التعاون، ويمكن فتح آفاق جديدة تؤدي بالحد الأدنى إلى إعادة رسم قواعد الاشتباك بمنطقة ساخنة جداً وهي منطقة الشرق الأوسط.
سبوتنيك: أعلنت الحكومة السورية مؤخرا عفوا عن الفارين من الخدمة العسكرية أو الهاربين من التجنيد. ما هي نتائج هذه الحملة حتى الآن، هل هناك معطيات حول عدد الأشخاص الذين سلموا أنفسهم؟ وما هي الإجراءات المتخذة تجاه هؤلاء الأشخاص؟
عندما نتحدث عن مرسوم العفو نتحدث عن أن كل ما يترتب من عقوبات بارتكاب المخالفة قبل مرسوم العفو أصبحت خارج إطار التنفيذ، يعني كالثوب الأبيض الذي عليه بقعة سوداء، والعفو كالصابونة التي تزيل هذه البقعة السوداء.
بعد أن صدر مرسوم العفو كل ما له علاقة بالجريمة لم يعد موجوداً، تم حذف الجريمة ومضاعفاتها، جريمة الفرار أو التخلف. وبالتالي نعم بكل تأكيد هذا الكلام ترك الكثير من الآثار، بعد صدور المرسوم بيومين أو ثلاثة كان هناك تصوير لأكثر من وسيلة إعلامية للعشرات من الشباب الذين أتوا وخلال أقل من ساعتين كان بيد كل منهم استناداً لمرسوم العفو أمر بالالتحاق بوحداتهم الجديدة،هذا من الفارين، من فرّ سيعود إلى وحدته ليكمل خدمته.
ومن هو متخلف منح فرصة من أربعة أشهر إلى ستة أشهر، وكان هناك أكثر من ندوة توضح ذلك وموضوع الدعوات الاحتياطية التي صدرت قبل تسعة أشهر أصبحت بدون فاعلية، وإذا كان هناك حاجة لمزيد من التحاق شباب جدد سيكون هناك دعوة جديدة.
إذن الدعوة القديمة والتخلف عنها أصبح مشمولا بمرسوم العفو. هذا الحد الأدنى وأتمنى أن يكون مرسوم العفو حافزاً لأبنائنا لإخوتنا الشباب، كيلا يعيد الشباب المخالفة لأنه عندما يتم توجيه الدعوة ولا تتم تلبيتها ستكون هذه المخالفة جديدة كل المخالفات التي تم ارتكابها قبل تاريخ صدور المرسوم أصبحت ملغاة بالمطلق وكأنها غير موجودة. هذا سيمكّن من عودة الكثيرين، وهنا التناسب الطردي — كلما كان هناك عودة لمن تخلف عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية أو لمن فر وعاد إلى تشكيله كل ما كان بالإمكان تسريح أعداد أخرى من العسكريين الذين هم قيد الخدمة في تشكيلات الجيش.
سبوتنيك: موقف سورية والجيش السوري من زيادة القواعد العسكري العربية والأجنبية للدول الموجودة بصورة غير شرعية في سورية، ويفيد الإعلام بانه هناك خطط لإنشاء القاعدة العسكرية الفرنسية بالقرب من الرقة، هل لديكم معطيات عن هذه القاعدة وما هو هدف فرنسا من انشاء هذه القاعدة؟
إذا هذا يعطيني صورة واضحة بأن أي وجود عسكري ليس بناء على طلب الدولة السورية، هو وجود غير شرعي، وبالتالي يبقى الوجود الشرعي محصور بالوجود العسكري الروسي، والوجود العسكري الإيراني، والمقاومة الوطنية اللبنانية، حزب الله، الذين أتوا إلى الدولة السورية أو إلى الجغرافيا السورية بناء على طلب الدولة السورية، وبناء على دعوة الدولة السورية، وكل مظهر مسلح آخر تركياً كان أم أمريكياً أم بريطانياً أم فرنسياً أم ألمانياً أم من دول الخليج… إلخ، أي مظهر مسلح، أي مظهر عسكري آخر هو وجود غير شرعي، وبما أنه وجود غير شرعي، وبما أنه يغيب سلطة الدولة عن هذه البقعة الجغرافية أو تلك، فمن حق هذه الدولة، ومن حق من يقف مع هذه الدولة، أن تكافح هذا الوجود غير الشرعي، وهذا الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، وبالتالي سواء أقاموا قاعدة أم أكثر، أم يفكرون، ما هو الهدف؟
الهدف الأساسي هو إبقاء هذا الوضع القائم أطول فترة ممكنة في ظل العجز عن تحقيق الهدف الأساسي، والذي هو تفتيت الدولة السورية، ما هي المعادلة الموضوعة لديهم؟ المعادلة الموضوعة لديهم إبقاء هذا الوضع أكبر وقت ممكن، لن يفلحوا بذلك، وهذا يعني مزيداً من التضحيات، ومزيداً من الضريبة التي على الدولة السورية أن تدفعها، لكن من دفع الضرائب السابقة وتحمَّل حوالي ثماني سنوات أقذر حرب عرفتها البشرية، لن يضحي بكل ما دفعه لكي يسمح بإقامة قاعدة فرنسية أو غير فرنسية.
دوماً وأبداً لكل عمل ضريبة، والاستراتيجية العسكرية بشكل عام، أو غير العسكرية تبنى على كفتين أساسيتين، التكلفة والمردودية. أكيد التضحيات التي تم تقديمها كبيرة جداً، كل شهيد هو قصة، كل شهيد هو وطن بالنسبة لأهله وزوجته وأمه ولأولاده وأخواته، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن من رفض الإذعان وصبر 8 سنوات، سيقبل الإذعان مؤخراً، والنقطة الثانية التي سأقف عندها هي أن هذه الحرب بقت أكثر من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، لدينا بعض المناطق التي كانت محاصرة تجاوزت الرقم العالمي، إذا نحن أمام محطات مفصلية أساسية، استطاعت الدولة السورية أن تتجاوز الكثير منها، وبكل تأكيد ما تبقى سيتم تجاوزه، وقد ترتفع مستوى الضريبة المطلوب دفعها، الدولة السورية شعب وجيش وقيادة أثبتت على أرض الواقع أنها مستعدة لدفع الضريبة، وأنها قادرة على دفع الضريبة.
سبوتنيك: حول الوضع في مناطق شرق الفرات، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن لا أحد يعرف ماذا يحدث هناك، وقال هناك إرهابيو داعش الذين يحتجزون نحو 700 رهينة ومن بينهم أجانب ووعدوا بقتل 10 أشخاص كل يوم، هل لديكم أي تفاصيل حول هذا الوضع؟
حول هذه الحادثة، وحول هذا الأمر بالذات ليس لدي تفاصيل، لكن وجود داعش شرق الفرات، كما هو وجودها بالقرب من التنف، بمباركة الولايات المتحدة الأميركية، والحلف الذي تقوده الولايات
سبوتنيك: حول الوضع في حلب نعرف أن الإرهابيين يقصفون المدينة كل يوم من منطقة الراشدين، هل هناك وقت محدد للبدء في عملية تمشيط وتطهير المنطقة من الإرهابيين في حلب ؟
ما يهمني أمر أساسي، وعنوان أساسي، أنه فيما تم الاتفاق عليه سابقاً، عبر 8 سنوات وحالياً وماقد يحدث في المستقبل، هناك عنوان أساسي، هو سيادة الدولة السورية، وصاحب القرار الأول والأخير فيما يحدث على الجغرافيا السورية هو الدولة السورية، صاحب الحق الحصري في نظام حكمه وأسلوب عيشه، هو الشعب السوري وليس أي جهة أخرى.
سبوتنيك: حول أصدقاء سورية طلبت البلدان الغربية، وخاصة الكيان الصهيوني، مرات انسحاب الميليشيات الإيرانية في سورية، هل يمكنكم التعليق على دور هذه القوات الإيرانية، في دحر الإرهاب؟
بكل تأكيد لو يدركون بأن هذا المنطق سوف يتم القبول به فإنهم بعد عدة أيام سيقولون أن الوجود الروسي يشكل خطراً، ويطالبون بخروج القوات الروسية، هذا منطق اللا منطق، هذا منطق مرفوض بالمطلق، ما يتعلق بالجغرافيا السورية، ومن يكون على الجغرافيا السورية هو شأن سوري خاص بسيادة الدولة السورية، لذلك هم يسوقون ويسوغون ويسوفون ويختلقون الأعذار والأسباب، هذا كله للتغطية على اتفاقاتهم، للتغطية على حقيقة ما تبقى من حلقات في هذا المخطط التفتيتي، ليس من حقهم، وليس من الحكمة بمكان أن يقام وزن لمثل هذه الأحاديث.
هؤلاء أعداء، يعني نتحدث عن أعداء سورية، ما الذي يمكن أن يطلبه عدو سورية، هل يمكن أن يطلب الخير لسورية، بكل تأكيد لا يمكن أن يطلب الخير لسورية، أنا أفهم أن يخطط عدوي لتدميري، لكن مدى قدرتي على مواجهة هذا التدمير هو ما يعول عليه، وقد أثبتت الدولة السورية شعباً وجيشاً وقيادةً أن لديها قدرة كبيرة ليس فقط على الصمود، بل على الصمود وتحطيم حلقات ما تم التخطيط له، وإذا كان لديهم بدل الخطة "أ" الخطة "أ" و "ب" و"ج" يقيني المطلق أن للدولة السورية، سيناريو "أ" و "ب" و"ج" و"د" على الخيار "أ" والخيار "أ" و"ب" و"ج" و"د" وعلى الخطة "ب" و "ج" إلخ.
في نهاية المطاف هذه الحرب تتجاوز الجغرافيا السورية، هذه الحرب كما أراها أنا كشخص كمتابع كمهتم، هي حرب فوق إقليمية وأقل من عالمية، ليس بإمكان أحد لا سورية ولا من يقف مع سورية، كما أنه ليس بإمكان لا أميركا ولا من يقف من أميركا، الدفع بالأمور إلى حافة الهاوية، لأننا نحن نتحدث عن التقانة العسكرية التي يمتلك فيها كل طرف ــ وبخاصة القوتان العظمتان روسيا وأميركا ــ ما هو كفيل بتدمير الكرة الأرضية عدة مرات، لا أحد يستطيع المغامرة أو تحمل نتائج وتداعيات الذهاب إلى حافة الهاوية، لذلك فإن مدى قوة الدولة السورية على الصمود في هذه الحالة من الاضطراب والتصارع والاشتباك هو ما يعول عليه، وكما قلت أشدد وأؤكد بأن الدولة السورية في كل يوم تثبت أنها أكثر قدرة على الصمود، وأنها أكثر قدرة على التأقلم مع أية مستجدات جديدة.
سبوتنيك: ما هو تقييمكم لحادث إسقاط الطائرة الروسية، وما هو مصير الضباط الذين كانوا خلال الدوام في كتيبة الدفاع الجوي، التي أطلقت الصواريخ، من مجموعة إس 200 في وقت الاعتداء الإسرائيلي على اللاذقية؟
الآن ثبت على أرض الواقع، وقالها الأصدقاء الروس أكثر من مرة، أن الكيان الصهيوني والطائرات الإسرائيلية التي شنت الاعتداء تعمدت ذلك، وأنهم كانوا يخططون لهذا الأمر، وأنهم يتحملون
سبوتنيك: هل يمكن أن نقول أنه لا يزال يوجد تهديد إرهابي في سورية، وتكرار سيناريو عام 2011 وظهور مجموعات إرهابية مثل داعش؟
بكل تأكيد لم يعد بالإمكان عودة الإرهاب كما كان عليه، لأن القسم الأكبر من الجسد الإرهابي تم القضاء عليه والعمود الفقري لهذا التشكيل ولهذه التنظيمات الإرهابية داعش أو النصرة أو القاعدة تم تحطيمه.
لكن هذا لا يعني أن خطر الإرهاب قد زال بالمطلق ليس في سورية فقط، لا في سورية ولا في روسيا ولا في أي منطقة من العالم، نحن نتحدث عن أجهزة استخبارات كبرى تقف وراءه، يعني هل يمكن للعاقل أن يقتنع بأنه تم تجنيد عشرات الآلاف من شتى أنواع بلدان العالم وتم تزويدهم بهذا الفكر الظلامي، هذا الفكر الذي يلغي الآخر ويتلذذ عندما يبقر بطن المرأة ويخرج الجنين ويطلق النار عليه، هل يمكن لعاقل بأن يظن بأن مثل هذا الفكر ينتشر ويكون بين يديه وصفوفه عشرات الآلاف من حملة الفكر التكفيري الظلامي، إلا بوجود جهود استخبارات دول عظمى.
هذه الاستخبارات التي حرصت على تفريخ الإرهاب، ستبقى حريصة على محاولة إعطاء كما يقال جلسات إنعاش لهذا الإرهاب الذي يحتضر، لكن قدرته الآن أصبحت في تراجع، وفي تراجع كبير، إمكانية أن تبقى بعض الخلايا النائمة، أو أن تتم محاولة خلط الأوراق وتحريك ما تبقى من حملة هذا الفكر بسلاحهم في هذه المنطقة أو تلك تبقى قائمة، لكن إمكانية القضاء عليها أيضاً تزداد وترفع.