بدأت الولايات المتحدة هجومها الحاد على الصين من خلال منصة القمة عبر كلمة لنائب رئيس الأمريكي، مايك بنس، الذي أكد أن الولايات المتحدة لن تلغي التعريفات الجمركية مع الصين إلا بعد تغيير سياساتها مشيرا أن قيمة الأسعار الجمركية على البضائع الصينية ستبقى مرتفعة إلى وقت ستغير الصين نهجها الاقتصادي مع واشنطن.
الولايات المتحدة في هذه القمة أبدت انزعاجها بشكل مباشرمن نشاط الصين الاقتصادي في العالم، ما يؤرق الأمريكيين اليوم هي صناعات الصين والعلاقات التجارية والاقتصادية التي كرستها مع دول العالم، هذا فضلا عن الغزو الصناعي والفكري من خلال طرح بدائل تكنولوجية عبر ادعاءات أمريكية بسرقة الملكية الفكرية لشركات أمريكية كبرى ومنها "أيفون" و"جنرال إلكتريك" وغيرها الكثير.
كما كشفت القمة عن هواجس أمريكية كبرى إزاء التبدلات الجيوسياسية في شبه الجزيرة الكورية والتي تحاول الصين زيادة سيطرتها ونفوذها فيها وبدى ذلك جليا في خطاب مايك بنس الذي أضاء عن الموضوع قائلا أن الصين تهدد حركة الملاحة البحرية في المنطقة.
أما الصين فبدورها ردت على الاتهامات الأمريكية بحنكة وبرودة أعصاب من خلال تجاهل الخطاب والرسائل الأمريكية في قمة "أبيك" ودعت دول العالم أجمع إقامة علاقات على قاعدة المساواة والاحترام من خلال تجارة وعلاقات حرة بين الدول بدون أي قيود أو سياسات تعرقل التطور والإنماء في الدول والمجتمعات.
ولعل رسالة الرد الصينية كانت أكثر انفتاحا وعقلانية وموجهة إلى الجميع في وقت واحد، وهي تدعو الدول إلى الحوار والعلاقات التجارية العادلة مع إمكانية المساعدة للدول النامية الباحثة عن سبيل لتطوير نفسها، وعلى غير عادتها أطلقت الصين المبادرة للتجارة معها دون أي عقبات وتوعدت بضمان حقوق كل من يتعامل معها من دون خوف من أحد.
وهذه بحد ذاتها رسالة إلى الأمريكيين ومفادها "لا نخاف منكم ونحن مستمرون بسياستنا".