نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر معارضة أن تركيا تنوي مهاجمة القوات الكردية المتمثلة بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في تل أبيض والتي تدعمها الولايات المتحدة انطللاقا من الحدود الجنوبية لتركيا.
وتدخلت الولايات المتحدة التي تدعم القوات والفصائل الكردية في الشمال السوري على خط التصعيد وسيرت دوريات شمالا على الحدود وأكد البنتاغون أن الولايات المتحدة على اتصال مع أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حول هجوم أنقرة المخطط على شمال شرقي سوريا.
وجاء الرد التركي على الدوريات الأمريكية من قمة الهرم في تركيا حيث انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسيير الولايات المتحدة دوريات عسكرية على الحدود التركية والعتبرها أمرا غير مقبولا.
وقال أردوغان للصحفيين بعد لقائه مع كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، حسب وكالة الأنباء التركية "الأناضول" إن "تسيير القوات الأمريكية دوريات مع وحدات حماية الشعب الكردية أمر غير مقبول".
وتابع:
أتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يوقف الدوريات المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية على الحدود السورية بعد اجتماع باريس.
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية أن تركيا أوعزت للفصائل المسلحة في إدلب وريف حلب الغربي والشمالي بالاستعداد للتوجه إلى شرق الفرات في الشمال السوري لمواجهة القوات الكردية (قسد) التي تسيطر على المنطقة هناك.
وأفادت مصادر في "الإدارة الذاتية" للصحيفة أن "أردوغان يخطط لاجتياح عين العرب بالكامل، ليتخذها نقطة انطلاق نحو باقي مناطق شرق الفرات للسيطرة على المواقع المتاخمة لحدود بلاده في المرحلة الثانية ثم على باقي المناطق، غير آبه بوجود قواعد أمريكية فيها أو برفض "المجتمع الدولي" لمساعيه في الهيمنة على مناطق جديدة في سوريا على غرار ما قامت به ميليشيات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" فيما مضى".
موقف المحور الروسي السوري الإيراني
من جهتها لا تعترف الدولة السورية بالوجود العسكري الأمريكي والتركي على الأراضي السورية وأعلنت أن وجهة الجيش السوري ستكون بعد تحرير إدلب هي شرق الفرات، وهذا ما قد يؤدي إلى مواجهة بين الجيش السوري والقوات الكردية المدعومة أمريكيا في حال لم يتم تسليم مناطق شرق الفرات إلى الدولة السورية سليما.
واعتبرت روسيا أن ما تقوم به الولايات المتحدة شرق الفرات من محاولات لإنشاء شبه دولة منفصلة عن سوريا أمرا غير مقبولا، وقال لافروف ردا على سؤال "آر تي فرانس" و"باري ماتش" و"فيغارو" بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول: "أنا لا أتفق معكم في أن إدلب هي آخر منطقة ذات مشاكل في سوريا. هناك، إلى الشرق من الفرات، أراض ضخمة تحدث فيها أشياء غير مقبولة على الإطلاق. حيث تحاول الولايات المتحدة استخدام هذه الأراضي من خلال حلفائها السوريين، وخاصة الأكراد، لأجل خلق كيان شبه دولة هناك".
وقال روحاني، في كلمته أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في طهران، اليوم الجمعة، إن "شرق الفرات هي المرحلة التي تلي إدلب حيث تتواجد قوات أمريكية بشكل غير شرعي ويجب عليها الانسحاب".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكد أنه يوجد أمام القوات الكردية في الشمال السوري خيارين، إما العودة إلى حضن الوطن تحت السيادة السورية، أو سيتم التعامل معهم بالقوة بوجود القوات الأمريكية أوبعدمه.
وقال الأسد " سنتعامل معها (قسد) عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات، لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين، ويفترض أنهم يحبون بلدهم، ولا يرغبون بأن يكونوا دمى بيد الأجانب. هذا ما نفترضه، وبالتالي لدينا الأساس نفسه. جميعنا لا نثق بالأمريكيين منذ عقود، ليس بسبب الحرب، بل لأنهم دائما يقولون شيئا ويفعلون عكسه، إنهم يكذبون بشكل يومي، إذن لدينا خيار وحيد وهو أن نعيش مع بعضنا كسوريين وإلى الأبد، هذا هو الخيار الأول. إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم".