وأشار سوبرينا ترو إلى أن المواد التي يستعملونها تعتبر قانونية، لكنها لا تستعمل بالطريقة التي أنشأت لأجلها، ولا يجوز أن ينتهي بها المطاف للاستعمال كمادة مخدرة، لافتا إلى أنه "يجب علينا اتخاذ بعض التدابير والخطوات من أجل تثقيف الناس على أنه توجد بعض المكونات التي لا تصنف ضمن المهلوسات في نظر القانون، لكن يبقى بالإمكان إساءة استعمالها لهذا الغرض".
وفي تفاصيل القضية المحزنة والمقرفة على حد سواء، تتراوح أعمار هؤلاء المراهقين بين 13 سنة إلى 16 سنة، وهم يعيشون في الشوارع، ويقومون بجمع والتقاط الفوط الصحية النسائية، التي يكون بعضها مستعملا وملوثا، ثم يقومون بغليها في المياه مما يسمح بتحلل المواد الكيميائية والهلام الذي تحتويه، ثم يتناولون المشروب الناتج ويشعرون بنوع من النشوة.
إقرأ أيضا: بريطانيا تقترب من إجازة استخدام الحشيش
وعلى ما يبدو فإن هذه الممارسات الخطيرة من طرف الأطفال كانت تجري منذ سنوات من الآن، حيث في الماضي كان استنشاق الغراء هو المخدر المفضل لدى أطفال الشوارع الأندونيسيين، لكن الكثير منهم تجاوز ذلك بحثا عن طرائق أكثر إبداعا للعبث بأدمغتهم باستخدام أشياء قد لا يفكر معظمنا ولا مرة واحدة بتجربتها.
بدورها قالت مفوضة الصحة لدى اللجنة الأندونيسية لحماية الطفولة سيتي هيكماواتي، إن موضة غلي الفوط الصحية النسائية قديمة قليلا، موضحة أن الكثير من هؤلاء الأطفال أذكياء، وباستعمال الإنترنت يمكنهم إعداد تركيبات جديدة، وبينت "وهنا يرتفع عامل الخطر لأنهم لا يهتمون إلا بمادة واحدة في كل تلك الخلطات التي يعدونها ويهملون المواد الأخرى، مما يترك المجال مفتوحا أمام الأعراض الجانبية القاتلة".
من جانبها، أكدت وزارة الصحة في البلاد أنها ستباشر تحقيقاتها في هذا الموضوع الشائك، وما تحتويه هذه الفوط الصحية بالتحديد الذي يجعل الأطفال يصابون بالهلوسات لدى استهلاكه، أما ما لم يقله أي أحد أو أية جهة مسؤولة في البلد هو ما إن كان أحدهم سيعمل على إبعاد هؤلاء الصبيان عن الشوارع في المقام الأول، وهو ما يعد أمرا محزنا كثيرا.
أما وكالة محاربة المخدرات الأندونيسية فقد صرحت في وقت سابق أن المادة المسؤولة عن "انتشاء" الأطفال في الفوط الصحية هي مادة الكلورين التي تستخدم من أجل تعقيمها، ومن آثارها أنها تمنحهم هلوسات وشعورا بأنهم يطيرون.