ولفت زهران إلى أن الآلية المتبعة لعودة النازحين السوريين من لبنان إلى سوريا تقوم على إرسال الأمن العام اللبناني بلائحة لأسماء السوريين الراغبين بالعودة والذين يسجلون أسماءهم في مراكزه للعودة، وترسل تلك الأسماء من قبل الأمن العام اللبناني إلى مكتب الأمن الوطني في سوريا.
"طبخة" المبادرة الروسية على النار
بعد ذلك، يقوم المكتب المذكور بتدقيق الأسماء ومن لديه مشاكل أمنية أو قضائية سيتم معالجتها، ثم تعطى الموافقة إلى الأمن العام اللبناني وينقل النازحون، لكي لا يحصل أي إشكالية مع أي نازح يتم توقيفه سواء عبر المعبر أو داخل الأراضي السورية.
وأشار زهران في حديث خاص لـ"سبوتنيك" إلى أن مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم قام بزيارة إلى روسيا الاتحادية الأسبوع المنصرم، وبنفس التوقيت كان هناك ضابط سوري برتبة لواء موجود في روسيا.
إقرأ أيضا: مدير الأمن العام اللبناني: المبادرة الروسية بشأن النازحين في طور الترجمة العملية
وكشف زهران أن الدولة الروسية "وضعت المبادرة على النار"، وهي تنص على ما يأتي، "قال الروس إن هناك آلية معتمدة لعودة النازحين ويعود الآلاف من النازحين، ماذا نستطيع أن نفعل لكي يتحول الآلاف إلى عشرات الآلاف، وعشرات الآلاف إلى مئات الآلاف، وبالفعل تم اتخاذ عدد من الخطوات والإجراءات منها قيام الدولة السورية بإلغاء الاحتياط للخدمة العسكرية الإلزامية مع الإشارة إلى أنه تبين للأمن العام اللبناني في دراسته التي أعدها أن جزءا كبيرا من النازحين لا يرغب بالعودة هربا من الاحتياط، وكذلك إصدار الدولة السورية للمراسيم الإعفائية.
وأضاف زهران: "المبادرة الروسية انطلقت تدريجيا والمرحلة الأولى هي تعزيز الآلية المعتمدة من قبل الأمن العام اللبناني ومكتب الأمن الوطني السوري، والخطوة الثانية ستكون في الأسابيع المقبلة بإعادة هذه المحركات وتفعيلها أكثر وأكثر، لكن يبدو أن هناك دولا عربية وتركيا لم تتجاوب مع المبادرة الروسية حتى اللحظة لكن ما هو لافت تصريح الملك السعودي بالأمس الذي لو طبق بالفعل فهو إشارة نحو أخذ المبادرة الروسية زخما كبيرا على المستوى العربي".
الأطراف المعرقلة للمبادرة الروسية
كشف المحلل السياسي أن هناك ثلاثة أطراف يعرقلون عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، مشيرا إلى أن "المعرقل الأول هو وزير شؤون النازحين معين المرعبي الذي من المفترض أن يكون هو جسر عبور للنازحين للعودة إلى سوريا… لكن الذي يحصل بالعكس وزير شؤون النازحين يبدو أنه أكثر شخصية لبنانية تخوف النازحين من العودة إلى بلادهم، وقد سجل إخبار إلى النيابة العامة المالية في الساعات الماضية بحق معين المرعبي وزوجته التي يبدو أنها ترأس جمعية معنية بخدمة النازحين السوريين وتتعاون مع "يو أس آيد" ومنظمات دولية".
وأضاف: أن الجمعيات الأهلية هي المعرقل الثاني التي تستفيد من وجود النازحين السوريين في لبنان، والمعرقل الثالث المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين".
وكشف زهران لـ"سبوتنيك" أن "ضباطا لبنانيين أعدوا تقريرا مفصلا وأخذوا شهادات من مواطنين سوريين أفادوا فيها أن المفوضية اجتمعت بهم وطلبت منهم ألا يعودوا إلى سوريا وأن الجحيم بانتظارهم ولقد تم إرسال تلك المحاضر من الأمن العام اللبناني إلى وزارة الخارجية اللبنانية التي بدورها أرسلتها إلى الأمم المتحدة".