وقال الأمير تركي الفيصل، في حوار مع وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ليست أفضل مقياس للتقارير الاستخباراتية الموثوقة حول العالم".
وأوضح الأمير السعودي أنهم "نشروا تقارير خاطئة في وقت سابق… المخابرات أخطأت من قبل. فخلال غزو العراق، ظهرت تأكيدات من وزير الخارجية آن ذلك كولين بأول والمخابرات الأمريكية صدقته بشكل أعمى، بأن تقارير تصنيع الأسلحة الكيميائية بالعراق كانت كاذبة تماما".
وكانت وسائل إعلام أمريكية قالت إن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" خلصت إلى أنّ ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل الصحفي، جمال خاشقجي، الذي اختفى في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقالت مصادر مقربة من الوكالة إن "سي آي أيه" فحصت الأدلة التي بحوزتها بشأن القضية فحصا دقيقا.
ولم يصل المحققون إلى "دليل صارخ" على ضلوع ولي العهد السعودي في عملية القتل، ولكنهم يعتقدون أن مثل هذه العملية لابد أنها تمت بموافقته.
ونفت السعودية هذه الادعاءات، وقالت إن ولي العهد لم يكن على علم بأي شيء في هذه القضية.
وتقول الرياض إن الصحفي قتل على يد مجموعة "خالفت تعليمات القيادة".
وقتل خاشقجي يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول بعدما دخل قنصلية بلاده في اسطنبول، ولا تزال جثته مختفية.
وتؤكد تركيا أن الأمر بالقتل جاء من قيادات عليا في السعودية.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست"، التي كان خاشقجي يكتب فيها، إن تحقيق سي آي أيه مبني على اتصال هاتفي أجراه خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد، وسفير السعودية في واشنطن.
ولكن السفارة السعودية في واشنطن نفت أن يكون خالد بن سلمان تحدث مع خاشقجي بشأن ذهابه إلى تركيا.
ولم يعلق البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية الأمريكية على تقرير سي آي أيه، حتى الآن، ولكن المصادر تقول إن الوكالة أطلعتهما على النتائج التي توصل إليها المحققون.
ويعتقد أيضا أن سي آي أيه فحصت اتصالا هاتفيا تلقاه أحد مساعدي ولي العهد من المجموعة التي قتلت خاشقجي.
ونقلت وسائل الإعلام الأمريكة عن مصادر قريبة من سي آي أيه أن المحققين لم يعثروا على أي دليل يربط ولي العهد مباشرة بعملية القتل، ولكنهم يعتقدون أن مثل هذه العملية لا بد أنها تمت بموافقته.
وخلص المحققون حسب واشنطن بوست إلى أنه "يستحيل أن تكون هذه العملية تمت دون علمه بها أو ضلوعه فيها".
بينما قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لم تحمل ولي العهد السعودي، مسؤولية إعطاء الأمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وعند السؤال بشأن تقييم سي آي أيه، قال ترامب للصحفيين: "لم يستنتجوا".
وأضاف: "لديهم بعض الاعتقادات بوجود طرق معينة (بشأن القضية). التقرير لدي، إنهم لم يستنتجوا، أنا لا أعلم ما إذا كان في مقدور شخص ما أن يستنتج أن ولي العهد هو من فعلها".