وكان في استقبال الطفل أحمد العيسى مدير مركز المعالجة المستعجلة لكسور وجروح الأطفال الناجمة عن الحروب والكوارث البروفيسور فاليري ميتيش، والفريق المفوض "جنرال مايور" إيغور فيدوروفيتش ممثل لجنة البحث واستقصاء الحقائق في روسيا الاتحادية، وآنا يورفنا كوزنيتسوفا المكلفة لدى إدارة الرئيس بوتين بشؤون حقوق الطفل، ونتاليا ميزنيتسوفا رئيسة صندوق القديس الشهيد فينوفاتيا الإنساني، وعدد من الأطباء المختصين، وقدموا له بعض الهدايا لتخفيف عبء السفر ومشقته عنه.
وسيعالج الطفل العيسى لمرحلة قد تصل إلى عدة أشهر بعد أن تتم جميع العمليات اللازمة للحفاظ على ساقه من البتر وتركيب ساق إصطناعية مكان المفقودة وسيعود ماشياً على قدميه إلى سوريا في وقت قريب وفق تقديرات الأطباء ووفق ماصرح به البروفيسور فاليري ميتيش مدير المركز وذلك سيظهر بعد أن يقدم الأطباء المختصين تقييما كاملاً لوضعه الصحي.
وأيضا في حديث خاص لـ"سبوتنيك":
قال الفريق إيغور فيدروفيتش ممثل لجنة التحقيق في روسيا الاتحادية أنه بعد عدة زيارات إلى سوريا مع فريق من أطباء المعهد وتم توثيق الكثير من الحالات المستعصية لدى الأطفال والتي تحتاج إلى علاج خاص وفق طرق حديثة جداً ودقيقة ونظراً لكثرة الأطفال المصابين والجرحى نتيجة الأحداث تم التوصل إلى وضع برنامج خاص.
ويعتزم من خلاله الجانب الروسي أن يقوم بإرسال بعثة مقيمة في سوريا لمعالجة الأطفال المصابين والجرحى على أراضي الجمهورية العربية السورية وتعليم وتدريب الأطباء السوريين وإجراء العمليات الصعبة بالإضافة إلى تأمين زيارات رفع تأهيل للأطباء السوريين في هذا المجال في المعهد والمراكز الطبية التابعة له.
وستتم معالجة الأطفال على الأرض السورية أما العمليات الصعبة والخاصة سوف يتم نقلها إلى موسكو لمتابعتها والتعامل معها طبياً وفق أحدث الطرق، وقال الفريق فيودروفيتش أن روسيا لديها خبرة كبيرة في معالجة هذه الحالات وخاصة في الفترة الأخيرة تمت معالجة حالات شبيهة لأطفال أوكرانيا وضمن لجنة التحقيق الروسية يعمل في هذا المجال منذ عشر سنوات مجلس خاص بمعالجة حالات الأطفال الناجمة عن الحروب والكوارث الطبيعية والأعمال الإرهابية تم اتخاذ قرار من قبل المجلس القيام بجولة إطلاعية في سوريا ودراسة إمكانية تقديم المساعدة في علاج الأطفال وخلال زيارتنا إلى سوريا التقينا مع ممثلي وزارة الصحة السوري وقمنا بزيارة المشفى العسكري المركزي والتقينا بمدير المشفى وشهدنا حالة الطفل أحمد العيسى وهي حالة صعبة جداً حيث بترت إحدى ساقيه والأخرى مفقود الأمل منها وكان لابد من بترها لكن قررنا مع الأطباء المرافقين لنا أن ننقل الطفل أحمد إلى موسكو، وعلمنا أنه أصيب مع أخويه أحدهم فقد حياته والثاني أصيب بجروح متوسطة، وأنا أخذت على عاتقي الاهتمام بعلاج الطفل هذه المرة، وفي المستقبل سنرى كيف يمكننا أن نتابع هذا العمل ونعالج أكبر عدد من الأطفال السوريين المصابين.
الطفل أحمد العيسى بدروه عبر لوكالتنا عن أنه سعيد جداً بقدومه إلى روسيا وكان قد تعلم بعض الكلمات الروسية تحدث بها مقدماً الشكر والإمتنان لروسيا والأطباء ومن ثم خلع سترته العليا وأرى الحاضرين أنه يرتدي بلوزة عليها العلم الروسي تعبيراً عن حبه لروسيا وشكره لما يقدمه الجنود الروس من أعمال قتالية ضد الإرهابيين وأعمال إنسانية في مساعدة الشعب السوري.
بدورها والدته تقدمت بالشكر لروسيا على هذه الخطوة الإنسانية لعلاج ولدها، وقالت والدموع تنهمر من عيونها، أنا حتى اللحظة لا أصدق بأن ولدي سوف يعالج ويمشي على قدميه بعد فترة من العلاج الحمد لله و شكرا لكم جميعا وشكرا لروسيا.