أصبحت الموصل، مركز محافظة نينوى التي عانت من جرم الإرهاب وفضاعاته بحق البشرية من ذبح وسبي وتدمير للتاريخ، واحدة من المدن الآمنة المستتبة استقرارا على يد القوات العراقية التي مازالت عيونها ساهرة تلاحق الخلايا الإرهابية النائمة وتفككها وتدمرها مع ما بقي من آثار خطرة من مخلفات "الدواعش".
ويقول الشاب مهند حامد، في حديث لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الثلاثاء، 18 كانون الأول/ديسمبر:
" إن المدينة باتت آمنة بعد أن كان قبل سنة تحت الرعب والقتل والدمار..قبل سنوات منذ منتصف عام 2014 تاريخ اجتياح الدواعش للمدينة حيث وقعت تحت الخوف اليومي وعمليات الإعدام المستمرة على مدار الساعة بحق المواطنين على يد التنظيم".
ويؤكد حامد، أن الوضع الأمني في الموصل، "شمال العاصمة بغداد"، ممتاز جداً، ولم يحدث أي خروقات أو عمليات قتل وتفجير، عدا الاعتداء الإرهابي الذي وقع نتيجة انفجار سيارة مفخخة مركونة بالقرب من مطعم "أبو ليلى" في الساحل الأيمن من المدينة، قبل نحو شهرين، وحينها صرح قائد العمليات معتبرا "هذا العمل هو محاولة للزعزعة، وضغط لأن للواء نجم الجبوري كان مرشح لتولي منصب وزارة الدفاع".
وافتتحت محلات الأسواق بين الركام مثل زهور برية مضيئة بالأمل والسعادة بحياة جديدة كان لبدئها أحلام مستحيلة حتى تحققت بتحرير المحافظة ومركزها بالكامل في أواخر أغسطس/آب العام الماضي بسواعد القوات الأمنية التي يحب العراقيون تسمية رجالها بالأسود والأبطال وغيرها من الألقاب التي تعبر عن تضحياتهم ودورهم في استعادة أكثر كبرى مدن البلاد من بطش الإرهاب.
ويشير متحدثنا، إلى أن الوضع الاقتصادي في الموصل، عاد إلى أحسن أحواله، مؤخرا بعد رفع التعرفة الكمركية على البضائع والسلع والمواد الغذائية التي كان دخولها مستحيلا تحت سطوة "داعش" خلال السنوات الماضية.
ولازالت البالونات والشرائط الزهرية والحمراء المستوحاة من ورود الجوري، تزين سيارات القوات العراقية مع ابتسامات عريضة للجنوب والضباط والقادة الكبار في احتفائهم بالنصر الذي تحقق بدمائهم وبنادقهم يوم قاتلوا بها الدواعش، بيد، وأمنوا نقل العائلات المحاصرة إلى بر الحرية والأمان الغائب عنهم.
ووثقت "سبوتنيك" بالصور، الحياة والوضع الأمني في الموصل، واحتفالاتها بالتحرير والأمان والسلام، رغم الدمار الذي بدء بالتداوي والترميم لينبض مرة أخرى سحرا يعانق الربعين للمدينة العريقة.
واحتفل العراق بكافة مدنه، في العاشر من الشهر الجاري، بالذكرى السنوية الأولى، بإعلانه محرر بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي بعد نحو ثلاث سنوات من استيلائه على أكبر المدن وأكثرها سكانها وهي: نينوى، وأجزاء من كركوك، وديالى، وصلاح الدين، والأنبار"، شمال وشرق وغرب البلاد.