كشفت عضوة المجلس المصري للشؤون الخارجية، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، نهى بكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد التنصل من واجباتها تجاه العالم، وفي الوقت نفسه تريد أن تظل قوى عظمى، لافتة لـ"سبوتنيك" أن تكرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عدم استمرار بلاده في تحمل فاتورة استقرار العالم على حد وصفه، يتسق مع كل ما قاله (ترامب) منذ أن بدأ حملته الانتخابية الرئاسية، فقال في الناتو مشاركة الأعباء، وأنه لن يدفع فاتورة حل مشاكل الدول الأخرى، ومؤخرا "أمريكا لا يمكنها أن تستمر في أداء دور الشرطي العالمي".
وكان البيت الأبيض قد أعلن، أمس، قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة مفاجئة للعراق، استمرت 3 ساعات فقط، برفقة زوجته ميلانيا في ليلة عيد الميلاد، التقى خلالها بالقوات الأمريكية هناك، وقال خلالها إن الولايات المتحدة "لا تريد أن تستغل الدول الأخرى الجيش الأمريكي في حماية أمنها من دون مقابل".
وأشارت عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن ترامب أعلن في استراتيجيته منذ اليوم الأول أن أمريكا أولا، وهو يفعل كل ما هو في صالح أمريكا من وجهة نظره، ويتناسى أن القلاقل الموجودة في العالم سيمتد أثرها إلى بلاده وإلى رعايا الولايات المتحدة في كل مكان، لافتة إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي إلى العراق بهذا الشكل المفاجئ وبدون مقابلة أي مسؤول تحمل العديد من علامات الاستفهام، ولكن العالم يعيش نظام عالمي جديد مرتبك، لا توجد فيه كل أدوات الديمقراطية التي تعودنا عليها، مدللة بزيارة الرئيس الأمريكي إلى العراق المفاجئة وبدون لقاءه بأي مسؤول عراقي.
وشددت أستاذة العلوم السياسية على أن سياسة ترامب وتناسيه لحجم الولايات المتحدة الأمريكية والدور الذي يجب أن تلعبه في العالم. تدلل على أننا أمام حالة عالمية مرتبكة بشدة.
وخلال زيارته لقاعدة عين الأسد الجوية في العراق، دافع ترامب عن قراره سحب قوات بلاده من سوريا، قائلا: "أعتقد أن الكثيرين يتفقون مع طريقة تفكيري. وقد حان الوقت لنبدأ بالتفكير بذكاء"، ولكنه في الوقت نفسه، نفى وجود أي خطط لدى الولايات المتحدة للانسحاب من العراق، وقال: "في الحقيقة بإمكاننا استخدام هذا كقاعدة في حال أردنا القيام بشيء في سوريا".
وقالت عضوة المجلس المصري للشؤون الخارجية: "إن ترامب من الممكن ألا يعاد انتخابه خلال الفترة الرئاسية الثانية، وإن كنت لا أتوقع ذلك، ولكن المؤكد أننا نعيش عالم يسوده حالة من عدم الاتزان السياسي، وإذا قارنا بين عالم اليوم، وعالم ما قبل الحرب العالمية الثانية، من حيث النعرات القومية، وحالة الاستقطاب الشديدة، وحالة الشعبوية الشديدة في الخطاب السياسي، والتحالفات السرية التي لا نعلم عنها شيء، وهي كثيرة جدا الآن بحسب بكر، إضافة إلى فائض التسليح في العالم، كل ذلك يدق ناقوس الخطر على العالم ككل، خصوصا وأن كثير من دول العالم وعلى رأسها أمريكا تعاني من حكمة الزعماء وحكمة اتخاذ القرار في سياستها الخارجية".