هو أديب وكاتب كبير ومشهور، ترجمت مؤلفاته إلى ما يربو عن 45 لغة حول العالم، مساند للمواقف الفلسطينية، ومؤيد لحل الدولتين، فهو مواليد فلسطين، أيام الانتداب البريطاني، بل أكثر نشطاء الحركة اليسارية في بلاده، كونه أحد مؤسسي حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية، في وقت يتم تدريس بعض مؤلفاته في الجامعات العربية والدولية، التي يتم تدريس اللغة العبرية وآدابها بين جنباتها.
يعد عاموس عوز من أشهر الكتاب والأدباء في إسرائيل، على مر تاريخها، فاز بالعشرات من الجوائز، على رأسها "جائزة إسرائيل"، وتمت ترجمة كتبه إلى 45 لغة. وقد ذكر مرارا كمرشح رئيسي لجائزة نوبل للآداب، لكنه لم يحصل عليها.
ولد الكاتب والأديب الإسرائيلي، عاموس عوز، في العام 1939، في فلسطين إبان الانتداب البريطاني عليها، وتحديدا في مدينة القدس، وهي المدينة التي تحدث عنها في كثير من أعماله ومؤلفاته، التي يعتبرها الإسرائيليون من أبرز المؤلفات إنجازا في تاريخ الأدب الإسرائيلي.
يعتبره الكثيرون مؤيدا ومساندا للفلسطينيين، فهو مثل كثير من الكتاب والأدباء اليساريين الإسرائيليين، يعتقد أن هناك ضرورة ملحة لإقامة دولة فلسطينية، جنبا إلى جنب دولته الإسرائيلية.
يقول عوز في إحدى مقابلاته التليفزيونية، في العام 2015: "كانت نقطة البداية الصهيونية بالنسبة لي بسيطة: نحن لسنا وحدنا في إسرائيل وفي القدس، ولا الفلسطينيين وحدهم. لا يمكننا أن نصبح أسرة سعيدة واحدة". وفي مقابلة أخرى: "هناك طريقة أخرى: إنهم لن يذهبون إلى أي مكان، وليس لديهم مكان يذهبون إليه؛ ليس لدينا مكان نذهب إليه. يجب تقسيم البيت إلى عائلتين".
وقال الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في اشارة الى سيرته الذاتية "قصة حب و ظلام"، والتي تحولت إلى فيلم لناتالي بورتمان: "الحزن قد انحدر علينا…إن عاموس عوز أعظم كاتب لدينا، وسيتم تذكر عوز كعملاق، لقد أثرت كتاباته على أجيال من الإسرائيليين واليهود ومتابعيه من العالم أجمع".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء اليوم، السبت، عن الممثلة الأمريكية المعروفة، ناتالي بورتمان، أن قلبها مكسور على وفاة الكاتب عاموس عوز، وبأنه اشترى الكثير من الجمال والحب، وبأنه كانت لديه رؤية واضحة للسلام في حياة العالم ككل. حيث نشرت على الانستغرام الخاص بها صورة لها تجمعها مع عوز.
ومن جهته، قال إسحاق هرتسوغ، رئيس الوكالة اليهودية والرئيس السابق لحزب العمل: "لغته الأصيلة والغنية، وقوته الأخلاقية ومحنته من أجل العدالة والسلام ستكون إرثه الأبدي. التعازي القلبية لعائلته!".
وقالت وزيرة الثقافة، ميري ريغيف، التي كانت في كثير من الأحيان على خلاف مع عوز سياسيا، قالت إن أعماله "دارت حول العالم وألهمت كل قلوبنا. التقيت بعاموس عوز عدة مرات، وحتى عندما تجادلنا (كثيرا جدا!) كان شريكا يقف من أجل المساواة، إنهاء الاحتلال (الإسرائيلي)، والسلام، ولم يكن خائفا من التعبير عن رأيه، لقد كان موهبة استثنائية".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن الكاتب عاموس عوز، إنه من دشن منظمة "السلام الآن"، وكان عضوا في حزب العمل اليساري، ثم حزب "ميرتس"، ومؤيدا لاتفاق أوسلو، وكان صديقا مقربا للرئيس السابق، شمعون بيريز، ويعد صوتا للكتلة اليسارية في إسرائيل.
وأشارت القناة العبرية العاشرة إلى أن كثير من كتبه وصلت إلى العالمية، وترجم أغلبها لأكثر من 42 لغة، وحصل في العام 1998 على جائزة إسرائيل، وفي العام 2005، حصل على جائزة أخرى باسم "غاتا"، وتبعها بجائزة ثالثة في العام 2008. ورشح لأكثر من مرة لجائزة نوبل للآداب.
وأنهت القناة العبرية العاشرة على موقعها الإلكتروني تقريرها المطول حول عاموس عوز، قائلة: "إن عوز ابن البروفيسور كلوزنر، بروفيسور الأدب العبري، والمؤرخ عظيم لبلاده، توجه ومعه كل من الأديب أ.ب يهوشواع ويهودا عميحاي إلى يهود الولايات المتحدة الأمريكية للتعبير عن آرائهم في سياسة بلاده، إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، في فبراير/شباط 1988ن وذلك خلال بيان نشر في صحيفة "نيويورك تايمز".