وقال البشير، في خطاب أمام مناصريه بالساحة الخضراء وسط الخرطوم: "الذي يريد السلطة مرحب به، ولكن بطريق واحدة وهي صناديق الاقتراع ومن يريد أن يحكم يعود للشعب"، ولك وفقا لوكالة الأنباء السودانية "سونا".
وتابع: "لن يذلونا بحفنة من الدولارات وقمح وبترول وغيره وأخبرونا أن الحكاية بسيطه وبشروط ستحل مشاكل القمح… عزتنا أغلى من كل شي وكرامتنا أغلى من أي دولار ونحن مؤمنين ونؤمن أن الأرزاق بيد الله".
وعبر الرئيس السوداني عن شكره وامتنانه للدول التي وقفت إلى جانب السودان في ظل الظروف التي تعصف بالبلاد حاليا، وقال: "هناك أصدقاء يهمهم السودان ووقفوا معنا مثل الصين وروسيا والإمارات والكويت وقطر. مهمتنا نؤمن الناس والممتلكات ممن يقوم بالتخريب والحرق والتدمير سنحسمه".
وشكر البشير قوات الأمن التي تعاملت مع المظاهرات بشكل سلمي، مؤكدا أن بلاده لن تعاني كما حصل مع بعض الدول الأخرى، وختم بالقول: "من يظن أن السودان سيلحق بالدول التي إنهارت هذا مستحيل، رسالة لكل من يظن أن السودان سيلحق بالدول الأخرى، نقول لا، نحن حراس الشعب وحراس ممتلكاته".
ويمر السودان بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى تفجر احتجاجات شعبية راح ضحيتها أكثر من 20 شخصا بحسب إحصائيات حكومية، واندلعت الاحتجاجات في عدة مدن سودانية بسبب شح الخبز، ولكنها تطورت إلى المطالبة بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير، فيما أصدر الرئيس السوداني قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد برئاسة وزير العدل مولانا محمد أحمد سالم.
ووقع 22 حزبا سودانيا غالبيتها مشاركة في الحكومة، الأسبوع الماضي، على مذكرة رفعتها، للرئيس السوداني عمر البشير، للمطالبة بحل الحكومة والبرلمان السوداني، وطالبت الجبهة الوطنية للتغيير، التي تضم 22 حزبا، بتكوين مجلس سيادي جديد يقوم بتولي أعمال السيادة عبر تشكيل حكومة انتقالية تجمع بين الكفاءات الوطنية والتمثيل السياسي لوقف الانهيار الاقتصادي ويشرف على تنظيم انتخابات عامة نزيهة، واتهمت الجبهة، الحكومة بإهمال تطوير القطاعات الإنتاجية، وعلى رأسها الزراعة وانتهاج سياسات خاطئة أدت إلى تفشي البطالة وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية.
ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.
ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيه سوداني، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.