وحتى يوم الأحد، كانت إسرائيل تقر رسميا فقط بتوفير مساعدات إنسانية لمجموعات معارضة في الطرف الثاني من الحدود، بينما نفت أو رفضت التعليق على تقارير حول تزويدهم بالأسلحة أيضا.
وفي مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، قبل إنهاء ولايته كرئيس هيئة الأركان، قال إيزنكوت إن "إسرائيل فعلا وفرت أسلحة خفيفة لمجموعات معارضة سورية، مخصصة للدفاع عن النفس".
ومع إجراء قائد الجيش المنتهية ولايته مقابلات إعلامية، ظهرت معلومات إضافية كانت سرية حول حرب الجيش الإسرائيلي ضد الترسيخ الإيراني في سوريا.
فخلال المقابلات، أقر إيزنكوت بتنفيذ الجيش مئات الغارات الجوية في سوريا، وفي بعض المقابلات، قال إنه تم تنفيذ 200 غارة، وفي أخرى قال إن العدد 400، وأنه ألقى 2000 قنبلة على أهداف إيرانية في عام 2018 وحده.
"نفذنا آلاف الهجمات [في السنوات الأخيرة] دون تبني المسؤولية، ودون طلب أن تنسب إلينا"، يقول إيزنكوت للصحيفة.
وتخلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضا عن سياسة "الإقرار العام، الغموض المحدد" في سوريا، التي بحسبها تقول إسرائيل إنها تنفذ عمليات في سوريا، بدون تبني مسؤولية هجمات محددة.
وفي يوم الأحد، قال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي قصف مخازن أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي يومين قبل ذلك.
ولكن إقرار إسرائيل بدعمها لمجموعات معارضة في سوريا استثنائيا جدا، لأن مسؤولين إسرائيليين كرروا منذ سنوات أن إسرائيل لا تتدخل بالقتال السوري الداخلي — ما يبدو أنه كان كذبة، نظرا لملاحظات ايزنكوت.
ولكن بينما لم يتم الحديث عن مسألة دعم مجموعات المعارضة في الإعلام الإسرائيلي، تحدثت وسائل إعلام دولية عن المسألة بحرية.
وفي شهر سبتمبر الماضي، أفادت صحيفة "فورين بوليسي" أن إسرائيل وفرت سرا أسلحة وأموال لـ12 مجموعة معارضة سورية على الأقل من أجل منع القوات المدعومة من إيران ومقاتلي تنظيم "داعش" من إنشاء قواعد عند الحدود.
وورد في التقرير، الذي أشار إلى مقابلات مع عدة شخصيات من المعارضة، أن الدعم الإسرائيلي شمل دفع أجر 75 دولار شهريا لمقاتلي المعارضة وتزويد المجموعات بالأسلحة ومواد أخرى.
ولم تعلق إسرائيل على التقرير حينها.
وذكرت صحيفة "فورين بوليسي" أن دعم إسرائيل لمجموعات المعارضة بدأ عام 2013، بتمويل مجموعات في أماكن مثل القنيطرة ودرعا. وقد انتهى ذلك قبل شهرين عند تقدم القوات السورية وسيطرتها على مناطق جنوب سوريا من المعارضة. واستعاد جنود الجيش السوري السيطرة على المناطق الحدودية في شهر يوليو.
وقال الجيش السوري عام 2013 إنه وجد أسلحة إسرائيلية بحوزة المعارضة.
وأفاد التقرير أن إسرائيل أرسلت أسلحة شملت بنادق هجومية، رشاشات، قاذفات هاون ومركبات. وأرسلت في بداية الأمر بنادق (إم-16) أمريكية الصنع للمعارضين، كيلا تكشف أن مصدرها القدس، ولاحقا بدأت تزويد الأسلحة والذخائر من شحنة إيرانية إلى "حزب الله" اللبناني التي سيطرت عليها إسرائيل عام 2009، بحسب "فورين بوليسي".