ورثا أصدقاء الروائي، الحاصل على الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة، علاء المشذوب، موته بطريقة شنيعة وغادرة، وسط غضب واستنكار شديد في الأوساط الأدبية والفنية، معتبرين اغتياله، لإسكاته عن الحقيقة، في مناهضته للتخلف والعنف.
وانطلقت المبادرة، من قبل إحدى صفحات الفكر والثقافة في العراق، تدعى "دافنشي في بغداد"، بالتعاون مع مكتبة لها أثر ودور كبير في النشر وإيصال الكتب إلى مختلف أنحاء المدن، مقرها في شارع المتبني أقدم شوارع العراق، والمعروف بشريان الثقافة وسط العاصمة بغداد.
وصرح الشاب الكتبي، أحمد جبار، صاحب دار وكتبة أشور بانيبال للكتاب التي تعاونت على توزيع جميع مؤلفات المشذوب مجانا على المارة والقراء، الجمعة المقبل الذي يصادف، 8 فبراير/ شباط، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، قائلا:
"إن الهدف من توزيع مؤلفات الروائي، هو إيصال فكرة مفادها بأن الأشخاص يموتون والأجساد تفنى لكن الفكر الحر باق ومستمر بالتنقل عبر كل زمان ومكان".
وتعتزم المكتبة باسمها المأخوذ من الملك الآشوري الملقب بملك العام، في القرن السابع قبل الميلاد، توزيع ألف مؤلف للروائي، على ألف شخص ليقرأوا مؤلفاته وللتعرف على فكره كباحث ومؤلف في مجالي الفن والأدب.
ويضيف جبار، أيضا ليعرف القراء، العقل الذي أنتج هكذا مؤلفات وكيف 13 رصاصة "رعناء وبربرية قضت عليه"، وليعرفوا مدى فداحة واتساع الفجوة بين العلم والجهل.
وذكر جبار، أن مؤلفات "المشذوب" منشورة في مكتبات وبسطات شارع المتنبي، وهي متنوعة ما بين الأكاديمية، والروايات، كان ينشرها عن طريق دور النشر، منوها إلى أن مكتبة آشور لم تحصل على التشرف به ونيل حقوق نشر أحد مؤلفاته.
وأخبرنا الكتبي، الشاب صاحب مكتبة آشور بانيبال الكائنة في شارع المتنبي منذ 4 سنوات، بقوله: تخيلي قبل أسبوعين، قمت بإرسال طلب صداقة إليه، وإضافته إلى قائمة الأصدقاء، عبر صفحتي على موقع "فيسبوك".
وأرجع الراثون، أسباب اغتيال الروائي، إلى منشورات له عبر صفحته على موقع الفيسبوك، انتقد فيها علي الخامئني المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، عن تدخلات وأذرع له في العراق.
صوت الكلمة
ونصت مبادرة "صوت الكلمة يعلو على صوت الرصاص"، التي أطلقتها "دافنشي في بغداد" على رسالة هي:
لأن الظلاميون أرادوا أسكات صوت الوعي والتحرر تخليدا للدكتور المغدور علاء مشذوب، ولأن صوت الكلمة سيبقى أعلى من صوت الرصاص و لكي لا تموت الأفكار و الآراء الحرة باغتيال صاحبها، أطلقنا هذه المبادرة بالتعاون مع الصديق دار اشوربانيبال لتوزيع 1000 كتاب من مؤلفات الكاتب والروائي الذي اغتيل قبل نحو يومين، في محافظة كربلاء، وسط البلاد".
نبذة عنه
ويمتلك المشذوب عضوية في كل من، نقابة الفنانين العراقيين، والصحفيين العراقيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وجمعية السلم والتضامن.
يكتب المشذوب في عدة صحف محلية أبرزها: الصباح والزمان والمدى والصباح الجديد والاتحاد.
في عام 2008 عندما أصدر منجزه الأول عن الوطن والوطنية، وبعدها مجاميعه القصصية "ربما أعود اليك" عام 2010، و"الحنين الى الغربة" عام 2011، و "زقاق الأرامل" عام 2012، و"خليط متجانس" عام 2013، و"لوحات متصوفة" عام 2017، ومن الروايات "مدن الهلاك ـ الشاهدان"، و"فوضى الوطن" و"جريمة في الفيس بوك"، و"أدم سامي ـ مور"، و"انتهازيون… ولكن"، و"حمام اليهودي"، و"شيخوخة بغداد"، و"بائع السكاكر"، و"جمهورية باب الخان"، و"رصيف الثقافة".
ونفذ اغتيال الروائي على غرار عمليات اغتيال باتت معروفة وروتينية في العراق، منها اغتيال تارة فارس "ملكة جمال بغداد، ومن قبلها عملية قتل الفنان كرار نوشي بسبب شعره الأشقر الطويل، وغيرهم من بعدهم في مسلسل لم تكشف ملابسات حلقاته أو الجهات التي ورائه إلى الآن.