وروى زوكربرغ قصة تأسيس موقعه "فيسبوك"، كما دافع عن الانتقادات الموجهة إليه، من خلال مدونة مكونة من 1000 كلمة، نشرها عبر حسابه الشخصي.
وتابع: "كانت هذه الرغبة فى التعبير عن أنفسنا والتعرف على بعضنا البعض والتواصل بطرق جديدة أكبر مما كنت أتصور، فى غضون أسبوعين، كان ثلثا طلاب جامعة هارفارد يستخدمون "فيسبوك" كل يوم تقريبا، فى غضون الشهرين المقبلين، أرسل إلينا الطلاب من أماكن أخرى بريدا إلكترونيا ورفقاء فى السكن لإطلاق الموقع فى مدارسهم، وافتتحنا الموقع فيما يقرب من 30 مدرسة فى غضون عام، كان هناك أكثر من مليون طالب يتواصلون على الموقع، وفى غضون عامين، كنا نعمل على جعل الخدمة متاحة للجميع، استغرق الأمر ما يقرب من أربع سنوات لتوصيل 100 مليون شخص، وأقل من عقد من الزمن لتواصل مليار شخص، واليوم، يتم توصيل حوالى 2.7 مليار شخص باستخدام خدماتنا".
وأضاف:
"خلال العقد الأول، كان يقضى الناس وقتا رائعا، بينما اعتبر العديد ما كان يحدث أنه بدعة أو غير منطقي، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يستخدمون هذه الخدمات منذ الأيام الأولى، كان من الواضح أن هناك شيئا مميزا ومهما كان يعكس حقيقة جديدة لكيفية عمل العالم اليوم".
وأردف: "لقد تم تعريف الكثير من تجارب الناس في الماضي من قبل المؤسسات الهرمية الكبيرة — الحكومات ووسائل الإعلام والجامعات والمنظمات الدينية — التي كانت مستقرة، ولكنها كانت في كثير من الأحيان بعيدة ولا يمكن الوصول إليها، إذا كنت ترغب فى التقدم، فقد عملت في طريقك صعودا ببطء، إذا كنت ترغب فى بدء شيء جديد أو نشر فكرة جديدة، كان الأمر أصعب من دون مباركة هذه المؤسسات".
وواصل مارك زوكيربرغ: "يتم تعريف قرننا الحالي أكثر من خلال شبكات من الناس الذين لديهم حرية التفاعل مع من يريدون والقدرة على تبادل الأفكار والخبرات بسهولة، و"فيسبوك"، أبعد ما يكون عن الشبكة الوحيدة التي تمكن هذا التغيير — إنه جزء من الاتجاه الأوسع مع الإنترنت"، مضيفا: "قبل الإنترنت، إذا كان لديك آراء أو اهتمامات مختلفة من الناس فى منطقتك، كان من الصعب العثور على مجتمع يشاركك اهتماماتك، إذا ابتعد شخص تعرفه، فغالبا ما تفقد الاتصال، إذا أردت إثارة الاهتمام بقضية ما، فعادة ما تضطر إلى المرور عبر السياسيين أو الصحافة — أى شخص لديه القدرة على توزيع رسالتك، إذا كنت ترغب فى الوصول إلى عملاء جدد لنشاطك التجارى، فغالبا ما تضطر إلى شراء إعلانات باهظة الثمن أو لوحات إعلانية باهظة الثمن، لن أنسى أبدا بعد إطلاقنا لـ "شريط الأخبار" "News Feed"، رأينا ملايين الأشخاص ينظمون مسيرات ضد العنف فى كولومبيا، رأينا مجتمعات تجتمع معا لجمع التبرعات الفيروسية".
ويقول مؤسس "فيسبوك": "الآن، يمكنك التواصل مع أى شخص واستخدام صوتك، لست مضطرا للذهاب من خلال المؤسسات القائمة بنفس الطريقة، يتمتع الناس الآن بقوة أكبر بكثير، وهذا يخلق الفرص، ولكن أيضا تحديات ومسؤوليات جديدة"، وتابع "إذا كان الجزء الأول من هذا القرن يدور حول توصيل هذه الشبكات، فإن المرحلة التالية ستكون حول الأشخاص الذين يستخدمون هذه الشبكات لإعادة تعريف كل جزء من مجتمعنا، وسيتطلب ذلك إيجاد التوازن الصحيح بين حريات ومسؤوليات عالم مترابط".
ولفت مارك زوكربرغ إلى أنه "خلال العامين الماضيين، كان معظم النقاش حول القضايا الاجتماعية والأخلاقية الجديدة التى تثيرها هذه الشبكات — سواء كانت تحكم المحتوى لتحقيق التوازن بين حرية التعبير والسلامة، ومبادئ حماية الخصوصية فى عالم حيث يشارك الناس الكثير من المعلومات وكيفية تحسين الصحة والرفاهية عندما نكون على اتصال دائم، وضمان نزاهة الانتخابات والعملية الديمقراطية، هذه كلها قضايا حرجة، ونحن نتحمل مسؤولية إدارة هذه الشبكات بشكل أكثر استباقية لمنع الضرر".
وقال زوكربرغ:
"في الوقت نفسه، هناك قوة أخرى تلعب كذلك، مع استبدال شبكات من الناس بالتسلسل الهرمي التقليدي وإعادة تشكيل العديد من المؤسسات في مجتمعنا — من الحكومة إلى الأعمال إلى وسائل الإعلام إلى المجتمعات وأكثر — هناك ميل لبعض الناس للتعبير عن هذا التغيير، والتأكيد بشكل مفرط على السلبية، وفى بعض الحالات الذهاب إلى أبعد من ذلك قوله التحول إلى تمكين الناس فى الطرق التى تفعل الإنترنت وهذه الشبكات ضارة فى الغالب للمجتمع والديمقراطية".
وأضاف مارك زوكربرغ: "على العكس، فى حين أن أي تغيير اجتماعى سريع يخلق حالة من عدم اليقين، أعتقد أن ما نراه هو أن الناس لديهم المزيد من القوة، واتجاه طويل المدى يعيد تشكيل المجتمع ليكون أكثر انفتاحا وخضوعا للمساءلة بمرور الوقت، مازلنا فى المراحل المبكرة من هذا التحول وبطرق عديدة بدأ للتو، ولكن إذا كانت السنوات الخمس عشرة الأخيرة تتعلق ببناء هذه الشبكات الجديدة والبدء فى رؤية تأثيرها، فإن السنوات الـ 15 القادمة ستتمحور حول استخدام الناس لقدرتهم على إعادة تشكيل المجتمع بطرق من شأنها أن تكون إيجابية بشكل عميق لعقود قادمة".
واختتم مارك زوكربرغ مدونته: "عندما بدأت في "فيسبوك"، كنت أعتقد أننا جميعا لدينا رغبة عميقة في التركيز أكثر على ما نفعله حول الناس — وليس فقط المحتوى أو التجارة أو الشركات أو التطبيقات أو السياسة، ما زلت أؤمن بهذا اليوم، وأنا ممتن لكل فرد فى مجتمعنا الذى يؤمن بذلك أيضا ويبني هذا العالم كل يوم، هنا إلى 15 سنة قادمة".