وقتل خاشقجي، الذي كان مقربا من الأسرة الحاكمة ثم أصبح منتقدا لولي العهد، في أكتوبر/ تشرين الأول، في قنصلية المملكة بإسطنبول، مما أثار غضبا دوليا ودفع وزارة الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات على 17 شخصا فضلا عن إصدار قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي يلقي باللوم على الأمير محمد.
وألقى تقييم أجرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية باللوم على الأمير محمد بن سلمان في إصدار الأمر بقتل خاشقجي، وهو ما ينفيه المسؤولون السعوديون. ويخضع 21 سعوديا على الأقل للتحقيق في القضية بينهم خمسة يواجهون عقوبة الإعدام. كما أقالت الرياض خمسة مسؤولين بينهم سعود القحطاني.
وذكرت الصحيفة أن الشركة الأمريكية، التي تحمل اسم "كرول"، أعدت للرياض تقريرا سريا خلال الشهر الماضي، رفضت فيه أن استنتاجات وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" بشأن علاقة محمد بن سلمان بجريمة قتل خاشقجي.
وزعمت الشركة الأمريكية في تقريرها أن استنتاجات المخابرات الأمريكية بأن الرسائل المتبادلة بين محمد بن سلمان ومساعده سعود القحطاني على "واتسآب"، لم تذكراسم خاشقجي، وبالتالي من الخطأ الاستنتاج بأن ولي العهد هو من أمر بقتل خاشقجي.
وبحسب الصحيفة، فتقرير الشركة الأمنية يركز فقط على فحصها لهاتف جوال واحد يعود إلى القحطاني، ولم يتناول قنوات تواصل أخرى بين ولي العهد والقحطاني، الذي زعمت تقارير إعلامية غربية، من بينها وكالة "رويترز"، أنه ما زال يمارس مهامه، رغم ما تردد عن إبعاده بعد اتهامه بالوقوف واء قتل خاشقجي.
ويكشف تقرير الشركة الأمريكية عن 11 رسالة نصية في الواتساب أرسلها ابن سلمان للقحطاني في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) أي في اليوم الذي قتل فيه خاشقجي، إضافة إلى 15 رسالة أرسلها القحطاني لولي العهد السعودي.
وزعم التقرير أن الرسائل التي وجهها محمد بن سلمان كانت تتناول أمورا عادية، بما في ذلك اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
ويقول التقرير إن أيا من تلك الرسائل "لم تحتو على أي إشارة لجمال خاشقجي"، وأن الشركة (كرول) لم تجد ما يؤشر على وجود عملية تغيير أو حذف في البيانات.
لكن التقرير كشف عن وجود رسالة واحدة تم حذفها من قبل القحطاني، وزعمت الشركة الأمريكية، أن النائب العام السعودي أبلغها أن القحطاني حذفها لوجود أخطاء مطبعية ومن ثم قام بإرسال رسالة مصححة.
واعترف مسؤولو المخابرات في التقرير، الذي اكتمل في شهر نوفمبر، بأنهم كانوا على علم بالاتصالات، لكن "لم نعرف محتوى الاتصالات". ويركز تقرير "كرول" — وهي شركة أمنية خاصة كبيرة — على فحص الهواتف المحمولة للمستشار السابق للأمير محمد بن سلمان.
وتغطي الرسائل المرسلة من المستشار إلى الأمير مجموعة من الموضوعات، حسبما قال التقرير، بما في ذلك الترجمة المناسبة لخطاب ألقاه زعيم أجنبي، وبيان صحفي قادم حول التزام السعودية بالطاقة الشمسية.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن درجة قناعة الاستخبارات الأمريكية بين متوسطة ومرتفعة بأن محمد بن سلمان شخصيا استهدف خاشقجي، وأنه هو الذي أعطى التفويض لاستهدافه وربما قتله.
وكانت جينا هاسبل، مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية، رفضت تأكيد ما إذا كانت الوكالة تعتقد أن ولي العهد السعودي، مسؤول بشكل مباشر عن جريمة قتل خاشقجي.
وفي سؤال حول مشروع القرار الذي أصدره مجلس الشيوخ حول تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية مقتل خاشقجي، وما إذا كان المجلس مخطئا في ذلك، قالت هاسبل: "من مسؤوليتي تقديم التقارير الاستخباراتية لدعم قرارات المجلس، وأعتقد أننا قمنا بذلك بشكل جيد في هذه القضية، وسنواصل متابعة هذه القضية وتحديد آخر المستجدات فيها".
وقبل أيام التقت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي، أغنيس كالامارد، مستشار رئيس "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، ياسين أقطاي، في إطار التحقيق الذي تقوده بشأن الجريمة.
وقال أقطاي، إن كالامار ترى أن ابن سلمان هو المشتبه به الأول في جريمة قتل خاشقجي، وفقا لما نشرته صحيفة "يني شفق" التركية.
وقبل أيام قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "هناك كذبا في تصريحات ولي العهد، ووزير خارجيته عادل الجبير، منذ اختفاء خاشقجي، ولذلك تمت إقالة عادل الجبير من منصبه".
وطالب الرئيس التركي، السعودية بالكشف عن هوية المتعاون المحلي في الجريمة، موضحا أن المتورطين في الجريمة 22 شخصا بما فيهم 15 الذين نفذوا عملية القتل في القنصلية. وأكد أن السلطات السعودية ملزمة بتقديم إجابات على جميع التساؤلات المتعلقة بالقضية.