الصور التي التقطها القمر الصناعي "Eros-B" الإسرائيلي، تشير إلى أن النظام الصاروخي المضاد للطائرات "إس-300" في سوريا تسلم قبل أيام معدودة مهمات قتالية.
على خلفية الهجمات المتكررة للعدو الاسرائيلي تسعى روسيا، كما تعتقد المجلة المتخصصة في شؤون الأمن والدفاع، إلى منع تل أبيب من شن غارات جوية على سوريا، ولكنها لم تهرع إلى نشر هذه المجمعات الصاروخية فورا وعلى وجه السرعة، من أجل تجنب تصعيد الموقف.
لكن للأسف كل هذه المساعي والمماطلة في نشر المجمعات الصاروخية لم تؤت أكلها بحسب المجلة العسكرية الأمريكية، خاصة بعد الموجة الأخيرة من القصف الإسرائيلي للأراضي السورية، والتي، بحسب المراكز العسكرية المطلعة، يمكن أن تكون "القشة التي قصمت ظهر البعير" التي دفعت موسكو لنشر منظومة الصواريخ "إس-300".
أياً كان الأمر فإن نشر أنظمة الصواريخ "إس-300" في سوريا قد يكون أحد أذرع الضغط الروسي على إسرائيل في عملية التفاوض لحل الوضع المتشكل في سماء وعلى أراضي الجمهورية العربية.
الخطر يكمن في أن المنظومات الصاروخية الروسية بأنواعها المختلفة أثبتت جدارتها أمام المنظومات الأمريكية، التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي. وقد تم إثبات القدرات المحدودة لهذا السلاح في سوريا، عندما فشلت ضربة بـ 105 من صواريخ كروز المتطورة التابعة لحلف شمال الأطلسي في تعطيل حتى قاعدة الشعيرات الجوية وحدها، مع طائراتها التي عفا عليها الزمن.
الصواريخ البالستية الإيرانية — رادع حقيقي أم تهديد وهمي
المراكز العسكرية المطلعة تتحدث عن قدرة الرؤوس الحربية الإيرانية الذكية على بلوغ أهداف في إسرائيل ودول الخليج من مواقعها في إيران. حيث عرضت طهران صاروخاً بالستياً حديثاً برأس حربي "ذكي"، مشددة في الوقت نفسه على الطبيعة الدفاعية والرادعة لبرنامجها الصاروخي، لتجنب التهديدات المحتملة من اللاعبين الإقليميين والدوليين.
أوساط الخبراء العسكريين في إسرائيل، يلفتون الانتباه إلى أن الخطر من طموحات إيران لا يقتصر على الشرق الأوسط وحده. ففي هذا الشأن، يتحدث الجنرالات في تل أبيب، عن إن الجمهورية الاسلامية الايرانية أصبحت قوة خطيرة ومدمرة ليس فقط لإسرائيل، وبقية دول المنطقة، بل ولدول خارج المنطقة، ومنها دول أوروبية أيضاً.
في هذا الاطار يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التأكيد على إن تل أبيب مستمرة في تدمير المواقع الإيرانية في سوريا. وإنه سيبحث السبل لإحباط التموضع الإيراني بسوريا، وصد العدوان الإيراني، ومنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
إيران لا تواجه فقط العنجهية الاسرئيلية في المنطقة والنهج العدواني من قبل بعض بلدان الخليج العربي وإنما نوايا ترامب استغلال العراق ضد الجمهورية الاسلامية، على الرغم من أن بغداد عازمة على إخراج القوات الأمريكية.
بعد أقل من شهرين من إعلان القائد الأعلى للجيش الأمريكي عن الانسحاب من سوريا، تنوي بغداد مطالبة واشنطن بخطوة مماثلة، مع أن هذه القضية لم تكن حتى وقت قريب على جدول الأعمال. لكن الزعيم الأمريكي كان كان قد عبر في وقت سابق عن نيته الحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي في العراق. وقال إن أحد الأسباب التي تدفعه إلى إبقاء قاعدة عين الأسد الجوية هي الرغبة في مراقبة إيران، لأن الأخيرة بحسب تعبيره هي المشكلة الحقيقية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستستجيب الولايات المتحدة لمطلب العراق، فيما لو تم إعلانه. إذا لم تستجب، فإن العلاقات بين بغداد وواشنطن ستعاني اضطرابات مع عواقب مجهولة. أما إذا استجابت فسيتعين على الأميركيين الاختيار: إما خسارة خطيرة في مواقعهم في الشرق الأوسط، أو البحث عن أي خيارات للحفاظ على هذه المواقع. وفي هذا السياق، ربما يعيدون النظر في سحب قواتهم من سوريا، جارة العراق.
دع الكلاب تعوي والقافلة تسير
من الضروري أن تبادر الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه الضربة العسكرية لروسيا…هكذا دعا الأدميرال الأمريكي جون ريتشاردسون أثناء تصريح وجهه لقيادة الولايات المتحدة.
بالطبع لا بد هنا من أن نقول بأن حرس الحدود الروسي أوقف بالفعل ثلاث سفن بحرية أوكرانية في مضيق كيرتش الذي يربط بحر ازوف بالبحر الأسود في حين خرقت حرمة حدود الدولة الروسية. وتم احتجاز السفن الأوكرانية وطواقمها وموظفين في جهاز الأمن الأوكراني. وبيّن التحقيق أنهما قادا عملية خرق حرمة الحدود الروسية لاستفزاز روسيا.
أما شبه جزيرة القرم فقد انضمت أو بالأحرى عادت إلى روسيا في عام 2014 وفق استفتاء شعبي جرى على خلفية الانتهاكات التي ارتكبتها الحكومة الانقلابية بحق كل من ينطق باللغة الروسية على أراضي جمهورية اوكرانيا.
على كل حال ردّت القيادة في موسكو بحدّة على دعوة قائد العمليات في البحرية الأمريكية، الأدميرال جون ريتشاردسون، الرامية لشن هجوم أمريكي ضد روسيا والصين، وقالت إنه يجب أخذ دعوة هذا الأدميرال بعين الاعتبار.
واعتبرت القيادة الروسية تبجح قائد العمليات في البحرية الأمريكية، ودعوته إلى شنّ هجوم وإظهارالمزيد من العدوانية ضد موسكو وبكين، وبشكل عام توجيه الضربة الاستباقية الأولى، تصريح خطير للغاية، وليس مجرد هراء آخر للجيش الأمريكي. لأن هذا الأدميرال ممثل رفيع المستوى لأقوى جيش في العالم، أولاً. وثانياً، لأن أحدا لم يتنصل بعد من تصريحاته.
إفلات السياسة الخارجية الأمريكية العدوانية من العقاب، تشجع كبار القيادات العسكرية الأمريكيين على الإدلاء بمثل هذه التصريحات. فهؤلاء يبدون واثقين تماما من أن امتلاك القوة، وإنه يجيز لهم حق استخدامها.
وخير دليل على ذلك هو أن العالم يناقش الآن بجدية، على سبيل المثال، ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم القوة العسكرية ضد السلطة الشرعية في فنزويلا أم لا، بدلاً من عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي للاتفاق معا على ضرب المعتدي المحتمل وكف يده.
الأدميرال الأمريكي يعتبر أنه يجب على الولايات المتحدة أن تفكر ليس فقط في الرد على اعتداء عسكري، ولكن أيضا القيام مسبقا بممارسة الضغط في عدد من المناطق. في إشارة إلى ضرورة سحب زمام المبادرة من الروس واللعب على الجانب الأبيض من رقعة الشطرنج.
هذه التصريحات السخيفة لممثلي قيادة حلف شمال الأطلسي تتبعها تصريحات تباهي غير منطقية لجهة التفوق العسكري الغربي على الروسي. حيث اعتبر سلاح الجو السويدي أن طائرته المقاتلة Saab Gripen E تتفوق على المقاتلات الروسية "سوخوي" في المعارك.
الخبير العسكري الروسي شدد على أهمية المواصفات الفنية — التقنية التي تتسم بها الطائرات الحربية في ظروف القتال الجوي الحقيقي ومهارات قائد الطائرة، وكذلك قدرتها على خوض المعركة في مختلف الظروف الجوية والقتالية. وبالتالي فإن هذه التصريحات بحسب رأي الخبير الروسي تعكس العقدة الدونية التي أصابت القوات الجوية السويدية.
هذا التعليق يأتي تعقيبا على تصريح أدلى به قائد سلاح الجو السويدي، ماتس هيغيلسون، قال فيه إن "المقاتلات Gripen، لا سيما نسخة E، صممت خصيصا لضرب طائرات "سو" الروسية، وإن المقاتلات السويدية تمتلك الحزام الأسود في هذه الفئة حسب بعض التصنيفات العسكرية.
المصادر العسكرية الغربية شككت بما جاء على لسان جنرالات سلاح الجو السويدي، في إشارة إلى إن مقاتلات سوخوي اكتسبت سمعتها المميزة ومكانتها الأسطورية بفضل قدراتها على المناورة وتنفيذ حركات خطرة وبهلوانية تمكنها من التفوق على الطائرات الأمريكية.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم
