واليوم لا زالت الولايات المتحدة تستخدم سيناريو العقوبات والحصار الاقتصادي ضد روسيا وإيران وسوريا وفنزويلا، من أجل إخضاع هذه الدول لسياستها وتدميرها اقتصاديا.
وتحاول أمريكا في مؤتمر وارسو، كسب تأييد أكبر عدد من الدول لخططها بالشرق الأوسط الهادفة لشيطنة إيران وتعزيز الدعم لإسرائيل، إلا أن مؤشرات نجاحها بحشد تأييد أطراف جديدة تبدو باهتة.
فكثير من الدول رفضت الحضور وأخرى تحضر بتمثيل باهت، وهنا نسأل ما هو سبب فشل الولايات المتحدة في التجييش والتحشيد ضد إيران؟
— جربت الولايات المتحدة على مدى أربعين عاما كل السيناريوهات لإخضاع إيران وضرب بنيتها الاقتصادية عبر العقوبات والحصار، لكن بدون جدوى، وهنا نسأل على ماذا تعول الولايات المتحدة إذا في مؤتمر وارسو الذي دعت إليه للضغط على إيران؟
يقول الصحفي والمحلل السياسي الإيراني: لأن العقوبات الأمريكية على إيران فشلت ولم تؤثر، ولأن كل السياسات الأمريكية على مدى أربعين عاما، من حرب اقتصادية ضد إيران وحرب نفسية وحرب بالوكالة وحرب الثماني سنوات ضد إيران فشلت ولم تؤثر على إيران، بل مضت إيران بسياساتها ونجاحاتها، نرى اليوم الأمريكي يحضر لهذا المهرجان الخطابي الذي يشبه السيرك التهريجي، ولأن الأمريكي فشل بالعقوبات على إيران مؤخرا، إذ أنه كان يعول كثيرا على هذه العقوبات التي يعتبرها أقسى أنواع العقوبات فرضت على دولة في العالم، لذلك ذهب الأمريكي ليعوض هذا الفشل، ولأنه استنفذ الأمل بفعالية هذه العقوبات، ذهب إلى هذا النوع من المؤتمرات، وهذا دليل واضح بفشل الولايات المتحدة بحربها على إيران.
جدير بالذكر أن ميشال بارانوفسكي مدير مكتب صندوق مارشال الألماني في وارسو قال: إن نتيجة المؤتمر يمكن أن تبرز الانقسامات أو تعزز الاتفاق بشأن إيران. وختم: "ستثبت النتائج النهائية إلى حد بعيد ما إذا كان هذا المؤتمر سيظهر زيادة التوافق أو سيبين اتساع هوة الخلاف".
اقرأ أيضا — خبير عسكري: مؤتمر "وارسو" مقدمة لإعلان الحرب ضد إيران
هل يمكن للولايات المتحدة التأثير على إيران، من خلال هذا المؤتمر، وحشد الأوروبيين لإنشاء حلف، ضد إيران؟
يقول روسلان ماميدوف المستشار الروسي بالعلاقات الدولية: لا يوجد أساس قانوني لمبادرة الولايات المتحدة بعقد هذا المؤتمر، لذلك لن يكتب له النجاح، وروسيا رفضت حضور هذا المؤتمر.
بينما يتابع الصحفي الإيراني محمد غروي قائلا: إن هذا المؤتمر ولد ميتا، وقد أرسلت بولندا التي تحتضن هذا المؤتمر مبعوثين إلى إيران، وطمأنت الجانب الإيراني، بأن بولندا لن تسمح لأي دولة بالتعرض لإيران، وهي طمأنت وأعطت وعودا للجانب الإيراني في هذا الموضوع، ومؤخرا جرى تغيير أسباب المؤتمر من قبل الأمريكيين نفسهم الذين دعوا إلى هذا المؤتمر، وقوالوا إن هذا المؤتمر من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط، والخطوة الثالثة التي أفشبلت هذا المؤتمر أنه أكثر من عشرين دولة كبيرة ومهمة رفضت الدعوة لحضور هذا المؤتمر، أما الدول المتبقية التي ستشارك سيكون مستوى تمثيلها مدنيا جدا، لذلك فإن أساسات هذا المؤتمر رخوة ولن يأتي بنتائج كما تريد الولايات المتحدة، أمام صلابة إيران وموقف إيران ونفوذها الخطابي والسياسي والعسكري، وكما فشلت إسرائيل والولايات المتحدة سابقا بالتأثير على إيران، فإنها ستفشل في هذا المؤتمر أيضا بكل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية.
ونذكر أنه ورغم أن الاجتماع يجري في الاتحاد الأوروبي، إلا أن كبرى القوى الأوروبية خفّضت تمثيلها فيه، باستثناء بريطانيا التي ستوفد وزير خارجيتها جيريمي هانت، الذي أشار إلى أن أولوياته تتمثل بالحديث عن الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
وحتى مضيفة المؤتمر بولندا، التي تسعى لتعزيز علاقاتها بالولايات المتحدة للوقوف في وجه روسيا، أكدت أنها لا تزال ملتزمة موقف الاتحاد الأوروبي الداعم للاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015 لتخفيف العقوبات على طهران مقابل فرضها قيودا على برنامجها النووي، والذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه منه في مايو الماضي إرضاء لإسرائيل.
فيما لم يحضر المسؤولون الفلسطينيون وقالوا: إنهم لن يحضروا مؤتمر وارسو بسبب قرار واشنطن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. غير أن العديد من المسؤولين في الدول الخليجية سيحضرون هذا المؤتمر.
استطاعت فرنسا وألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي إنشاء نظام للتعامل المالي مع إيران من أجل تفادي العقوبات الأمريكية، وهذه الخطوة أيضا أفشلت الخطة الأمريكية والإسرائيلية في عزل إيران وحصارها اقتصاديا.
إعداد وتقديم: نزار بوش