وتتمحور اجتماعات أستانا التي تعقد بين إيران وروسيا وتركيا، حول مساعدة الحكومة السورية على تحرير سائر الأراضي السورية من سيطرة الإرهابيين.
وتعقد "ثلاثية أستانا" اجتماعها الجديد في مدينة سوتشي الروسية، في 14 فبراير، بحضور رؤساء روسيا وتركيا وإيران. ورأت أوساط المراقبين أن تحديد مستقبل منطقة خفض التصعيد في إدلب سيكون الموضوع الرئيسي على جدول أعمال قمة سوتشي.
وكانت "ثلاثية أستانا" قد قررت المساهمة في خفض التصعيد العسكري في محافظة إدلب السورية والفصل بين المعارضة السورية المسلحة وجبهة النصرة الإرهابية.
استعادة السيطرة
ويشار إلى أن تنظيم "جبهة النصرة" سيطر على محافظة إدلب بعد استسلام مجموعات المعارضة المسلحة للتنظيم الإرهابي. ويأمل المسؤولون السوريون أن تتكلل مباحثات الرؤساء الروسي والتركي والإيراني بالاتفاق على عودة محافظة إدلب إلى نطاق سيطرة القوات الحكومية السورية.
وأكد مسؤول روسي إمكانية وضع محافظة إدلب تحت سيطرة الحكومة السورية من جديد. وقال السيناتور الروسي أيكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الإعلامية في الغرفة العليا للبرلمان الروسي، في تصريحات صحفية إن عودة محافظة إدلب إلى نطاق سيطرة الدولة السورية هي المسألة المحورية لتحديد مستقبل سوريا، مشيرا إلى أن استعادة الدولة السورية وحدتها تستوجب وقف النشاط المناوئ للحكومة في محافظ إدلب.
الإرهاب
ويتواجد 30 ألفا إلى 60 ألف مسلح في محافظة إدلب الآن حسب السيناتور الروسي.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قد شددت على ضرورة ألا تتحول منطقة خفض التصعيد في إدلب إلى ملجأ لآلاف الإرهابيين من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في تصريحات صحفية إن الطرف الروسي يؤكد تمسكه بتنفيذ الاتفاق الروسي التركي حول استقرار الوضع بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، والذى تم التوصل إليه في 17 سبتمبر/أيلول 2018، مشددة على ضرورة منع إفشال نظام وقف إطلاق النار وضمان الانسحاب الكامل للجماعات المتطرفة ونزع السلاح في إدلب.
تركيا
يُذكر أن تركيا لم تعلن موقفها من سيطرة جبهة النصرة الإرهابية على إدلب وهو ما يؤكد، في نظر بعض المراقبين، موافقة تركيا بشكل ضمني على وضع المحافظة السورية تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.
وفي ظن المحلل السياسي التركي توغرول إسماعيل فإن الطرف التركي سيدعو خلال اجتماع القمة الثلاثية إلى ضرورة المحافظة على الوضع القائم في محافظة إدلب. وتوقع المحلل التركي أن يستمر الطرف التركي في معارضة عمليات الجيش النظامي السوري في إدلب.
ومن جهة أخرى، ليس مستبعدا أن يكون موقف الطرف التركي تأثر بمباحثات وزيري دفاع روسيا وتركيا في أنقرة في هذا الأسبوع، حيث كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن خبراء الدولتين العسكريين أنجزوا في فترة ما بين 31 يناير/كانون الثاني و2 فبراير عملا كبيرا لتحقيق التوافق حول المسائل الأكثر أهمية خصوصا تحقيق الاستقرار في إدلب.
إسرائيل
ومن جانبه لم يستبعد الخبير الروسي فلاديمير فيتين من معهد الأبحاث الاستراتيجية، إمكانية إن يتناول اجتماع الرؤساء الروسي والتركي والإيراني في سوتشي مناقشة الضربات الصاروخية الإسرائيلية على سوريا.
وقال الخبير في تصريحات صحفية إن من الممكن أن يرجو الطرفان التركي والإيراني الطرف الروسي أن يضغط على الإسرائيليين لجهة وقف الضربات لاسيما وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في 21 فبراير.