وذكر مصدر عسكري رفيع المستوى لـ"سبوتنيك" أن "التعزيزات العسكرية الجديدة للجيش السوري تأتي ضمن إطار تمكين جبهات ريف حماة وإدلب، والاستعداد لشن عمل عسكري باتجاه المنطقة "منزوعة السلاح" بين ريفي حماة وإدلب، والتي تتمركز بها المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي يعمل ومنذ سيطرته على كامل مناطق إدلب منذ أسابيع قليلة، على مهاجمة مواقع الجيش السوري واستهداف القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس في ريفي حماة وإدلب".
وتأتي تعزيزات الجيش السوري الجديدة باتجاه ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي بعد أيام على استهداف الجماعات الإرهابية المسلحة لنقطة عسكرية سورية بالقذائف المذخرة بغاز الكلور السام، ما يثير المخاوف من إمكانية استهداف هذه التنظيمات التكفيرية للمدنيين في القرى المنتشرة على طول حدود المنطقة منزوعة السلاح، وخاصة أن "جبهة النصرة" والجماعات المرتبطة بها تعتدي بشكل متكرر بالقذائف الصاروخية على الأحياء السكنية المتاخمة لمناطق سيطرتها، وقد عمل تنظيم "جبهة النصرة" خلال الأشهر الماضية على نقل ونشر الأسلحة الكيميائية التي تصله عبر الحدود التركية في كافة جبهات المنطقة منزوعة السلاح وبحوزة مختلف الفصائل المتحالفة معه.
وعن المشهد الميداني في إدلب قال الكاتب والمحلل السياسي قصي عبيدو لـ"سبوتنيك":
"أن الدولة السورية تعلم تماما بأن معظم الإرهابيين الأجانب لن يخرجوا من إدلب، ولن يلقوا السلاح وهؤلاء يقدر عددهم بعشرات الآلاف، ويريدون مواجهة الجيش العربي السوري".
وأضاف عبيدو: "لذلك، فقد أعد الجيش العدة، وتحضر لهذه المعركة التي ستكون نهاية الأوراق العسكرية التي يمكن لأمريكا وعملائها في المنطقة استخدامها، ولربما ستكون إدلب لحظة اليقظة من أحلام الغرب بعد عقد دموي دعاه الغرب بـ"الربيع العربي".
وتعد "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) القوة الإرهابية الضاربة في شمال غرب سوريا، وتتبع لها وتتحالف معها عدة تنظيمات وفصائل إرهابية أخرى تتنوع في انتماءاتها وولاءاتها بما في ذلك "داعش" و"حراس الدين" و"أجناد القوقاز" و"الحزب التركستاني" وغيرهم.
وينضوي تحت ألوية هذه التنظيمات عشرات آلاف المقاتلين الأجانب من جنسيات صينية وآسيوية وشيشانية وأوربية وأمريكية وإفريقية وعربية وغيرها.