وأعاد الأسد تأكيده استمرار التحالف الإخواني الأمريكي رغم كل محاولات التعمية على ذلك، مشيراً إلى أن إعادة إنتاج الدور الإخواني عبر دفع تركيا إلى احتلال الشمال السوري تحت شعارات "المنطقة الآمنة"، يأتي محاولة لاستدراك الفشل الذي منيت به الخطط الأمريكية في سوريا تباعا منذ انطلاق الحرب الإرهابية "برعايتها" على سوريا عام 2011، ما اضطرها لإعادة تعويم "الأجير الصغير" لمتابعة المهمة.
وألمح الرئيس الأسد إلى أن مختلف الفصائل الإرهابية المسلحة الناشطة في الشمال السوري ومعها التنظيمات في شرق حلب "ألوية السلاطين" التي يدين مسلحوها بالولاء للقومية التركية، هم مجرد عملاء للتركي وخونة للوطن، ولا مكان لهم في مستقبل سوريا.
وخاطب الأسد بلغة مباشرة (المجموعات العميلة للأمريكي)، بقوله: "لن يحميكم… ستكونون أداة بيده للمقايضة…"، قبل أن يقول لهذه المجموعات "التي تراهن على الأمريكي… لن يحميكم ولن يضعكم لا في قلبه ولا في حضنه بل سيضعكم في جيبه".
وبلغة أكثر وضوحا، تناول الأسد أيضا القوات الأجنبية المتواجدة على الأراضي السورية دون موافقة حكومتها "أي أرض أو شبر من سوريا سوف يتحرر… وأي متدخل هو عدو وأي محتل سنتعامل معه كعدو… هذا ليس رأيا سياسيا… هذه بديهية وطنية غير خاضعة للنقاش… هذا موضوع محسوم".
وأردف الأسد "أنا لا أتحدث وليس من عادتي أن ألقي الكلام جزافا، نحن نتحدث عن وقائع، فالمنطقة الآمنة التي يعمل عليها التركي، هي نفسها التي كان يدعو إليها منذ العام الأول للحرب، 8 سنوات وهو ليس يدعو فقط وإنما يستجدي الأمريكي أن يسمح له بالدخول إلى المنطقة الشمالية في سوريا والمنطقة الشرقية وكان الأمريكي يقول إبق جانبا دورك لم يأت بعد".
وتابع الرئيس السوري "لماذا، لأنه في تلك المرحلة كان الإرهابيون ينفذون المهام، بشكل جيد نسبة للمخطط المرسوم ولم يكن هناك حاجة للدور التركي، وبعد تحرير حلب، بدأت الأمور بالتبدل، وبعد تحرير دير الزور وفك الحصار أصبحت الأمور سيئة بالنسبة لواشنطن وحلفائها، وبعد تحرير ريف دمشق وريف حمص وجزء من ريف حماة والمنطقة الجنوبية، أصبح الوضع خطيراً فلم يبق لديهم سوى إدلب وبعض المناطق التي فيها مجموعات تقاتل لصالح الأمريكي، وهنا أصبح دور التركي ضروري وأساسي من أجل خلط الأوراق".
وقال الرئيس السوري إن مخطط التقسيم قديم، وأشار إلى أنه لا يشمل سوريا فقط، بل وكل دول المنطقة.
وأكد أن ثبات وصمود الشعب السوري لم يتغير وقال "الأعداء لا يتعلمون من الدروس. فمخطط الهيمنة الذي يقوم به الغرب بقيادة أمريكا لم يتغير كما لم يتغير ثبات شعبنا"، مؤكداً أن الوطن ليس سلعة وهو مقدس، وله مالكون حقيقيون وليسوا لصوصاً".
ولفت الرئيس الأسد إلى أن البعض رهن نفسه للبيع وتم شراؤه، ورغم كل ذلك لم يحقق المهام التي طلبها منه داعموه، مشيرا إلى أن الأفق أمام ما اختاروه مسدود، و"السبيل الوحيد للتراجع عن الضلال هو الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح".
وأضاف الأسد أن "القوات المسلحة السورية هي أفضل تعبير عن مناعة وقوة سوريا وأشار إلى أنها "تمكنت من دحر الإرهابيين بكل أرجاء الوطن، وهذا تحقق بفضل الدعم الشعبي الواسع".
دعم شعبي من داخل مناطق المسلحين
ولفت إلى أن الدعم الشعبي الواسع كان موجودا حتى في مناطق انتشار المسلحين، حيث كان وجود مؤيدي الدولة قسريا هناك نظرا لصعوبة خروجهم من تلك المناطق ومنهم من ساعد الدولة السورية، والبعض منهم دفع الثمن.
وقال الأسد في كلمة ألقاها أمام رؤساء المجالس المحلية السورية: "وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد وهي مجرد أدوات".
وتابع "نحن أمام الجيل الرابع من الحروب وهي الإنترنت وصفحات ظاهرها وطني، ولكن في الحقيقة هي مواقع خارجية".
وأشار الأسد إلى أن النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ولكن يجب أن يكون النقد موضوعياً.
وتابع: "علينا ألا نعتقد خطأ بأن الحرب انتهت، فالحرب لم تنته وما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب، هي حرب عسكرية، وحرب الحصار، وحرب وسائل التواصل الاجتماعي، وحرب الفاسدين… الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون لخلق الفوضى من داخل المجتمع السوري".