وقال وزير النفط الباكستاني غلام ساروار خان عن هذه الاتفاقية، التي وقعت خلال الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باكستان، أنها ستجعل من السعودية شريكا مهما للممر الاقتصادي الباكستاني الصيني، فيما أشار وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بدوره إلى أن هذا المشروع والشراكة مع باكستان في الممر الاقتصادي، سوف يجعل التنمية الاقتصادية لباكستان مستقرة.
وتعليقا على توقيع الاتفاق من الناحية الصينية، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية جين شوانغ عن استعداد الصين لإنشاء آلية للتفاعل على أساس حوار مثمر مع باكستان والمملكة العربية السعودية، وقال الدبلوماسي الصيني أن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني يعد مشروعا معقدا ولا يستبعد إمكانية إشراك طرف ثالث، وإن ميزان المصالح في مثل هذه المشاريع مع دول أخرى يتم على أساس متساو من المنفعة المتبادلة.
ويعتقد وانغ زيمين خبير المعهد الصيني للاقتصاد والتجارة الخارجية، أن الصين هي التي أنشأت منصة التعاون بين باكستان والمملكة العربية السعودية، ويقول عن ذلك: كان ميناء جوادر مجرد منفذ بحري عادي، لم يكن هناك بنية تحتية وكان هناك مشاكل مع النقل والطاقة، وفي مثل هذا المكان كان من الصعب الاعتماد على جذب الاستثمار الأجنبي، ولكن بما أن العديد من منشآت البنية التحتية قد تم بناؤها فعلا في ميناء جوادر، فإن الاستثمارات السعودية هي انعكاس للاعتقاد في التطوير الناجح لمشروع جوادر، وهذا مثال على إنتاجية رأس المال.
ويتابع الخبير الصيني: "يتطلب تنفيذ مشروع "حزام واحد- طريق واحد" استثمارات كبيرة، والتمويل من الجهة الصينية محدود، لذلك ظهرت حاجة إلى جذب المزيد من رؤوس الأموال الدولية، والآن من الصعب تحديد إذا ما كانت السعودية أو أية دولة أخرى، ستشارك في مشاريع أخرى ضمن إطار المشروع، وبما أن العالم أصبح أكثر دراية بمشروع "حزام واحد- طريق واحد"، ويفهم بعمق جوهره، فأن المزيد من البلدان ستنضم إلى التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف لهذا المشروع".
ولفتت الخبيرة ناتاليا زامارايفا إلى أن السعودية تقوم بمشروع هيدروكربوني لأول مرة على الأراضي الباكستانية، وشددت على أن المؤسسة العسكرية ولا سيما الجنرال راحيل شريف هو المسؤول عن جلب رأس المال السعودي إلى بلاده، وشغل راحيل منصب القائد الأعلى للجيش الباكستاني، ثم تولى قيادة التحالف العسكري في اليمن والذي تقوده السعودية.
وأضافت زامارايفا: "إن المشروع الاقتصادي الصيني الباكستاني هو مشروع معقد، ويجري تنفيذه، ولذلك فإن بناء مصفاة النفط السعودية لا يعني إدراج طرف ثالث في المشروع، ولكنه مهم ومربح مع وجود أكبر مشروع صيني على الأراضي الباكستانية، وبالطبع فإن مجمع تكرير النفط ومدينة جوادر الصينية، سيقومون بتنفيذ مهمة معالجة النفط الخام من دول الخليج وتوصيل المنتجات النهائية إلى السوق المحلي في باكستان والصين، لذلك يجب أن يكون هناك تعاون دبلوماسي".
وفي الوقت ذاته يعتبر المشروع إشارة إلى بكين بأن إسلام آباد تنتهج سياسية مرنة ومتنوعة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى بلادها، وهذا إشارة إلى إيران بأن السعودية ستدخل أراضي باكستان بمشروع طاقة يبتعد 100 كم فقط عن حدودها.
ومما لا شك فيه أن الهند قد لاحظت ردة الفعل الصينية على المشروع، حيث لدى الهند حساسية بالغة ضد مشروع "الحزام والطريق" كونه مع باكستان، لأنه يؤثر على المنطقة الحساسة في كشمير، التي تشكل أساس المشكلة الهندية الباكستانية، حيث وقع مؤخرا في كشمير أكبر هجوم إرهابي في الثلاثة عقود الماضية، وهذا أدى إلى تفاقم العلاقات السيئة أصلا، كما أن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني أصبح منبرا للتعاون المتعدد الأطراف، ما يشكل إشارة إضافية إلى نيودلهي لتقييم جميع مزايا وعيوب المشاركة أو تجاهل مشروع "الحزام والطريق".