وأضاف في حواره إلى لـ "سبوتنيك"، أن روسيا تعد من أهم الحلفاء في مجال الفضاء والبحث العلمي، لما لها من تفوق كبير في هذا المجال… وإلى نص الحوار.
بدايةً معالي الوزير ما هي الأهداف التي يحققها القمر الصناعي الجديد؟
القمر يدعم أغراض البحث العلمي والاستشعار عن البعد، ومجالات التنمية المستدامة المختلفة بمصر على مستوى "الزراعة ـ التعدين ـ التخطيط العمراني ـ البيئة، المزارع السمكية"، وخاصة المدن الجديدة منها "مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ـ جبل الجلالة ـ مشروع مدينة العلمين الجديدة- المنصورة الجديدة"، واختيار أنسب المسارات للطرق الجديدة، وكشف التعديات على الأراضي العمرانية، وتقدير المساحات الزراعية، ومتابعة ظاهرة التصحر، بالإضافة إلى ظواهر نحر الشواطئ، ومتابعة آثار الكوارث الطبيعية.
معدل التصوير اليومي 40 صورة، وهو ما يؤكد أن القمر سيخدم أهداف الدولة في البحث العلمي، ورصد الظواهر، حيث صمم بتقنية عالية تمكنه من خدمة الأهداف العليا، ويتميز القمر الجديد عن السابق بمواصفات فنية عالية، زادت من قدرة ذاكرته باستخدام سعات أكبر ومتابعة أدق.
ويتيح القمر الصناعي المصري بيانات للتنبؤ بالأرصاد الجوية، لمواجهة المخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والهبوط الأرضي، ووضع نظم الإنذار المبكر لحماية المواطنين والمنشآت من تأثير المخاطر الطبيعية والبيئية.
ما هي أهمية التعاون مع الجانب الروسي مستقبلا؟
بكل تأكيد هناك أهمية كبرى، خاصة أن مصر ستكون المقر الدائم لوكالة الفضاء الأفريقية، وهو ما يؤكد أولوية التعاون مع الجانب الروسي في مجال الفضاء والبحث العلمي، خاصة أن موسكو دربت العديد من الخبراء في مجالي الطيران وعلوم الفضاء، وهي من أهم الشركاء الاستراتيجيين لمصر.
ولدينا العديد من أوجه التعاون مع الجانب الروسي منذ فترة طويلة، خاصة أن القمر الصناعي الذي أطلق في العام 2014، كان بالتعاون مع روسيا أيضا، وهو ما يؤكد استمرار التعاون في المجال بين البلدين، كما سنعمل على تعميق التعاون بشكل أكبر، خاصة أن مصر أصبح لديها مدينة فضاء تحت الإنشاء، ومركز تجميع الأقمار الصناعية.
نعمل بشكل منفتح مع العديد من الدول في هذا المجال، بما يساهم في الاستفادة من الخبرات المتراكمة من كل الدول، ولا شك أن روسيا لها السبق في التعاون وتدريب الكوادر المصرية، وسيكون لها النصيب الأكبر في علوم الفضاء والاستشعار عن بعد، والتكنولوجيا بشكل عام في مصر.
من تحمل تكلفة القمر الصناعي الجديد؟
تحملت شركة التأمين التكلفة، خاصة بعد فقد القمر الصناعي الذي أطلق في العام 2015، وبلغت التكلفة نحو 100مليون يورو.
ما الدور الذي تقدمه الوزارة في الوقت الراهن بشأن المشروعات الكبرى؟
في الحقيقة هناك العديد من المشروعات القومية التي تتبناها الدولة، وهي تحتاج إلى عمليات رصد شاملة، تعتمد على البحث العلمي، ونعمل على عمليات الرصد بشكل دقيق لتوفير المكان الملائم لكل مشروع، بحيث تكون التربة مناسبة لطبيعة العمل.
بالفعل تحدثنا في هذا الأمر، خاصة أن التطور الهائل في البحث العلمي، يستلزم وجود مناهج تشمل الاستفادة من طفرة الأقمار الصناعية، منها على سبيل المثال ضرورة تدريب الطلبة بكلية الزراعة على الاستفادة من الصور الصادرة من الأقمار الصناعية، لخدمة أغراض الزراعة والمياه، كما يمكن استغلال التكنولوجيا في تأهيل الكوادر منذ الدراسة في الجامعة لخدمة المجتمع.
إلى أي مدى تساهم مصر في البحث العلمي الدولي؟
ما يقرب من 47%من النشر الدولي المصري العلمي يقوم على اتفاقيات دولية مختلفة معنا، ومصر محور اهتمام المدارس البحثية منذ فترة طويلة، نتيجة وجود قدرة وبنية تحتية متطورة، ووجود كوادر بشرية لديها القدرة على الدخول في مجالات عدة، ولدينا التميز في العديد من المجالات منها "الصيدلة والهندسة والطب" وأخرى.
أهمية التعاون الاستراتيجي مع روسيا بشكل عام؟
العلاقات المصرية الروسية لا تنعكس على الدولتين فقط، بينما تنعكس على الدول العربية بشكل كبير، كما أن التاريخ يؤكد عمق العلاقات بين البلدين في كافة المجالات بما فيها البحث العلمي والأدبي أيضا، خاصة ان العلاقات الشعبية تتميز بالقوة منذ فترات طويلة.
وأطلق في تمام الساعة 6:45 مساء الخميس، بحضور وفد رفيع المستوى من علماء هيئة الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء المصرية التابعة للوزارة، ووفد وكالة الفضاء الروسية ومؤسسة الصواريخ والأقمار الصناعية الروسية "إينرجيا".، وذلك بعد عامين تحت إشراف كامل من الجانب الروسي.
ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري إنفوجراف للتعريف بالقمر الصناعي الجديد، وجاء كالتالي:
أجرى الحوار: محمد حميدة