وقال السيسي، في كلمته، خلال افتتاح القمة، التي تعقد في شرم الشيخ المصرية، إن هناك تحديات تواجهها الدول العربية والأوروبية منها الهجرة والإرهاب، مشيرا إلى أن خطر الإرهاب ينتقل مثل الوباء في العالم بطرق عدة.
وعن القضية الفلسطينية قال السيسي إنها تمثل إحدي النقاط المهمة، وإذا تم حلها سيكون هناك استقرار في المنطقة، محذرا من تداعيات استمرار النزاع الفلسطيني، مؤكدا على حقوق الشعب الفلسطيني العادلة.
وحذر الرئيس المصري من ترك الملفات الملتهبة في ليبيا وسوريا واليمن، مشيرا إلى أنه "سيؤجج الصراعات وسوف نسأل عن ذلك".
وتابع: "لا توجد حلول سحرية لحل المشكلات، ولكن علينا البحث عن خطوات منها إعادة الأمن للشعوب، وعلينا تعزيز التعاون في ظل المواطنة بعيدا عن الطائفية".
وقال: "لا يمكن الاعتداد بدعوات هدم الدول ولكننا مع حقوق الشعوب".
وتساءل: "ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة شاملة لمواجهة شاملة للارهاب"، مضيفا: "في إطار ذلك نؤكد على أهمية التنفيذ الكامل لكل بنودها ومعاقبة المقصرين".
وأضاف السيسي: لقد أصبح من الضرورة القصوى أن تتحول منطقة الشرق الأوسط من منطقة "للنزاعات" إلى منطقة "للنجاحات"، وهو ما يستلزم التعاون الصادق بين منطقتينا الأكثر تضررًا بهذه النزاعات، واللتان ستكونان الأكثر استفادة على الإطلاق من هذه النجاحات، مما يستدعي التغاضي عن المصالح الضيقة، والعمل مع أطراف النزاع، عبر التحفيز وأحيانًا الضغط المحسوب، بهدف تنفيذ القرارات الأممية، والتي تمثل نهجًا ملزمًا متفقًا عليه، لتسوية تلك النزاعات.
ولفت الرئيس المصري، خلال افتتاح القمة العربية الأوروبية الأولى إلى تعدد التحديات المشتركة وتعدد الفرص عن طريق التعاون والاستثمار في إطار التعاون وليس التنافس، مشيرا إلى أن التعاون لضمان الهجرة الآمنة يحقق العديد من المصالح.
ونوه السيسي إلى أهمية منع الاتجار بالبشر وأن نضع أسباب التحديات، مشيرا إلى أن مصر تستضيف ملايين اللاجئين ويتمتعون بكل الحقوق رغم الظروف الصعبة.
وقال: "مصر نجحت في منع الهجرة غير الشرعية عبر شواطئها".
ختامًا، اسمحوا لي أن أوجه حديثي مباشرةً إلى شعوب منطقتينا، وإلى جميع الشعوب المُحبة للسلام وقال: "أيتها الشعوب العظيمة المحبة للسلام، أوجه لكم من هذه القمة رسالة حب وتآخي، داعيًا إياكم إلى عدم الالتفات لدعاة الفرقة والكراهية، أو لهؤلاء الذين يحاولون شيطنة الغير عبر وضعهم في قوالب، أو ادعاء الأفضلية بناءً على عرق أو جنس أو دين، فإن كل فرد منا على اختلافه، يسعى لعالم أفضل له وللأجيال من بعده، وما من سبيل لذلك، إلا من خلال التعاون، والتعلم من الآخر وقبوله، فدعونا ننطلق نحو رحاب أوسع من العمل المشترك، مستندين إلى قيم حضارتنا الإنسانية، وإلى يقيننا في وحدة مصير جميع البشر".
وانطلقت، اليوم الأحد، في شرم الشيخ، وتستمر ليومين، قمة الاتحاد الأوروبي — الجامعة العربية الأولى من نوعها، وذلك وسط حضور كبير من ممثلي الدول الأوروبية والعربية، يصل بمجمله لحوالي 50 وفداً من الطرفين.
ويترأس جلسات القمة من الطرف العربي، رئيس الدولة المضيفة، الرئيس المصري، عبد الفتّاح السيسي، ومن الطرف الأوروبي، رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك.