وفي الوقت نفسه شارك آلاف السودانيين، يوم أمس، في واحدة من أوسع المظاهرات نطاقا منذ نحو شهرين احتجاجا على حكم الرئيس عمر البشير، بينما حاكمت محاكم الطوارئ المئات من المواطنين ليلة أمس بسبب التظاهر ضد الحكومة.
وحول هذا الموضوع من لندن قال راشد سيد أحمد مسؤول الحزب الشيوعي السوداني:
"إن القرار الذي اتخذه البشير يحاول أن يجد من خلاله غطاء دبلوماسيا للذين أتهموا في المحكمة الجنائية كمجرمي حرب بشأن قيامهم بجرائم في دارفور ومنهم أحمد هاروون وعوض بن عوف وزير الدفاع ما يدل على أنه يتشبث بالحكم وهذا ما أكده تعيين 18 والي من العسكريين في ولايات السودان من الموالين له والمعروفون بممارسة العنف واستخدام القوة."
وأضاف راشد:"أنها محاولة للعودة إلى 30 حزيران / يونيو عام 1989 أي العودة للنقطة الأولى وهي تأمين البشير بوجوده في الحكم، بالرغم من حديثهم من قبل عن المشاريع الوطنية والتي لم تتم للآن"، مؤكدا أن المعارضة والشارع لا يعنيه ما يتخذه البشير من قرارات ولن يسمح لأحد أن يسرق ثورته المستمرة من أجل اسقاط النظام.. حتى لو تدخلت بعض القوى الإقليمية المستفيدة من وجود النظام لمساندته.
ومن الخرطوم أوضح محمد حسن الأمين عضو اللجنة السياسية بشورى المؤتمر الوطني الحاكم:
"أن الرئيس البشير أعلن أنه سيكون على مسافة واحدة من القوى السياسية ولن يقود الحزب الحاكم في الفترة القادمة ونائب الرئيس هو الذي سيقود الحزب حتى لا يظن البعض أن أي قرار يتخذه نتيجة لالتزامه الحزبي".
وأشار إلى أن المعارضة ظنت بالاحتجاجات أن البشير سيغادر سدة الحكم كما حدث في بعض الدول وهذا خاطئ لأنهم سيعودون مرغمين إلى الحوار الذي طرحه البشير لجمع القوى السياسية بما فيها القوى التي تحمل السلاح كالحركة الشعبية.
وأكد الأمين في تصريحات لبرنامج "في العمق" عبر راديو "سبوتنيك":"هذه الخطوة ستؤدي إلى تهدئة الشارع لأن الذين يخرجون ليس لهم قيادة ولا توجد قوي يمكن أن تكون بديلا للبشير، وطالب الأمين أن يسود الحوار بين الجميع للانتقال لمرحلة جديدة حتى لا تخلق فوضي في البلاد لأن بعض القوى السياسية تريد أن تفرض نفسها بقوة على السطح دون أي مشروعية."
وأوضح الأمين أن البشير يتحدث عن جمع الصف الوطني لاتخاذ خطوة قادمة والجميع مدعو للجلوس وتوقع ألا تكون الانتخابات في موعدها 2020 وقد تتأخر نتيجة الإجراءات التي تأخذ المدد القانونية اللازمة لذلك ووجود الطوارئ ومن ثم تأتي الانتخابات تحت إشراف دولي وربما لا يكون البشير مرشحا في الفترة القادمة.
وقال محمد حسن:"إن حزب المؤتمر الوطني ليس لديه قيادة مهيأة للحكم بديلا للبشير وربما تبرز قيادة جديدة في المستقبل، وأكد في نهاية الحوار أنه لا يستبعد عودة دور للعسكريين في قيادة السودان كمثيلاتها من دول العالم الثالث حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وأن يكون لها دور مهم في الحكم في الفترة القادمة".
إعداد وتقديم حسان البشير