وبدأت المجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة على طول جبهة ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي منذ صباح اليوم الجمعة قصفا متواصلا بالقذائف الصاروخية تركز على الأحياء السكنية المجاورة للمنطقة "منزوعة السلاح"، وخاصة مدينة محردة التي شهدت اليوم وقوع إصابات بين صفوف المدنيين جراء القصف المتواصل.
وأضاف المراسل إن الأيام الأخيرة شهدت موجات متلاحقة من القصف العنيف الذي شنته المجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في المنطقة المصنفة على أنها "منزوعة السلاح"، في جبهات ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، حيث دمر القصف أقساما من محطة محردة الحرارية وأخرجها من الخدمة "مؤقتاً" كما ألحق أضرارا كبيرة في ممتلكات المواطنين في مدينتي محردة والسقيلبية وبلدات الصفصافية وجورين وناعور شطحة والمحروسة شمال وشمال غرب حماة.
وقال مصدر عسكري سوري لمراسل "سبوتنيك" إن "مسلحي تنظيم "حراس الدين" المتمركزين بالقرب من النقطة التركية بمحيط مدينة مورك شمال حماة، قاموا باستهداف الأحياء السكنية الشمالية من مدينة صوران بعدد من القذائف الصاروخية التي أحدثت خسائر مادة فادحة بمنازل وممتلكات المواطنين، وذلك على مرأى ومسمع القوات التركية، لافتاً إلى أن مسلحي التنظيم يتخذون من نقطة المراقبة التركية بمحيط مورك ملاذا لهم يحتمون به".
وأضاف أن وحدات الجيش السوري ردت على مصادر إطلاق القذائف عبر سلاح المدفعية واستهدفت برمايات دقيقة مواقع المسلحين في المزارع الجنوبية من مدينة مورك.
بدوره، أكد مصدر ميداني لوكالة سبوتنيك أن قوات الجيش السوري رصدت تحركات معادية للمجموعات الإرهابية المسلحة أثناء محاولة المسلحين نقل عتاد وذخيرة وأسلحة الى مواقعهم، فتعاملت قوات الجيش مع هذه التعزيزات عبر سلاحي المدفعية والصواريخ ما أدى لمقتل وإصابة عدد من المسلحين وتدمير عدة آليات كانت بحوزتهم.
وتنتشر في ريف حماة الشمالي عدة تنظيمات إرهابية متحالفة مع تنظيم "جبهة النصرة"، ويعد تنظيم "جيش العزة" أبرز حلفاء "هيئة تحرير الشام"، ويسيطر على قرى وبلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين والزكاة والأربعين في ريف حماة الشمالي المتاخم لريف إدلب الجنوبي، ويضم في صفوفه مقاتلين من الشيشان وأوزبكستان ينتشرون شمال غربي سوريا، وخاصة في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب والمناطق المحيطة به، وقد تم تزويد التنظيم بصواريخ مضادة للدبابات من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك صواريخ تاو أمريكية الصنع.
أما فصيل "حراس الدين" فيتكون من مقاتلين متشددين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص انشقاقا عن "جبهة النصرة"، تحت اسم "حراس الدين" محافظين على ولائهم لزعيم "تنظيم القاعدة" في أفغانستان أيمن الظواهري، ويقود تنظيم "حراس الدين" مجلس شورى يغلب عليه المقاتلون الأردنيون ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز، ولهم باع طويل في القتال بصفوف "تنظيم القاعدة".