ففي ذلك الوقت من عام 1966 انطلقت من روسيا رحلة منقطعة النظير حول العالم هي رحلة تحت الماء قامت بها غواصتان.
وأسندت إلى غواصتي K-116 وK133 مهمة تبدو شبه مستحيلة، فعليهما أن تعبرا المحيطين الأطلسي والهادئ تحت الماء في الخفاء من دون أن ترصدهما المحطات الأمريكية لمراقبة الغواصات. وأحيطت الرحلة بالسرية الشديدة حتى أن توقيت انطلاقها من إحدى قواعد الأسطول الروسي لا يزال مجهولا.
وواجه بحارة الغواصتين خلال الرحلة مخاطر جسيمة تهدد حياتهم. ويكفي شاهدا على ذلك عبور الغواصتين لمضيق دريك بين منطقة القطب الجنوبي وأمريكا الجنوبية الذي تجوبه جبال جليدية ضخمة يقدّر طول جزئها السفلي تحت الماء بمئات الأمتار.
ووصلت الغواصتان، مع ذلك، إلى محطتهما النهائية عند شبه جزيرة كامتشاتكا يوم 26 مارس/آذار، بعد أن قطعتا مسافة 20 ألف ميل من دون أن تطفويا على سطح الماء، مسجلتين بذلك رقما قياسيا عالميا.
وذكرت صحيفة روسية أن تلك الرحلة أعقبها إقالة وزير البحرية الأمريكية لأنه لم يقف للغواصتين الروسيتين بالمرصاد.