يؤكد لبنان مع الزمن أنه الرقم الصعب في المعادلات الدولية والإقليمية، حيث أن توافد مسؤولي الدول الغربية والعربية علامة إضافية أنه بلد مهم ومتميز من جهة، وأرضية خصبة للخطط والمشاريع الدولية المختلفة التي تجعل من هذا البلد الصغير بحجمه ملعبا كبيرا لسياساتها الضخمة من جهة أخرى.
فشلت الولايات المتحدة الأمريكية من فرض كل شروطها على اللبنانيين خلال تشكيل الحكومة اللبنانية، بالرغم من إرسال مندوبين أمريكيين بدءا بزيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون وبعدها زيارة مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلينغسليا، الذي حمل معه ملفات ورسائل عدة عشية تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري.
وبعد تشكيل الحكومة اللبنانية واتخاذ قرارات متعددة بشأن العلاقات مع سوريا من خلال زيارة رسمية لوزير لبناني إلى دمشق وقدوم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى بيروت وتحديد الرئاسة اللبنانية موعد الزيارة إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. جاءت زيارة ساترفيلد السفير الأمريكي السابق في لبنان، الضليع بالسياسة الداخلية اللبنانية، كجس نبض قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكي مايك بامبيو لوضع لبنان وسياسييه في أجواء المطالب الأمريكية المستجدة.
وبحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الزيارة شملت سياسيين لبنانيين مقربين من الولايات المتحدة الأمريكية هدفها بعث الروح والايجابية عند هذه القوى ودعمها أمريكيا من خلال وقوف واشنطن الدائم إلى جانب حلفائها في لبنان، بالإضافة إلى توجيه سياسي ضد حزب الله وتحذير من التعامل معه ومع إيران. وكل ذلك هو تمهيد لزيارة شخصية مهمة وبارزة على صعيد السياسة الأمريكية، وزير الخارجية الأمريكي شخصيا مايك بومبيو.
زيارة بهذه المستوى تؤكد مجددا بأن لبنان لا يزال أولوية بالنسبة إلى واشنطن التي تريد أن تبقى الأوضاع فيها لصالحها لناحية عدم الذهاب إلى خيارات بعيدة عن توجهات السياسة الأميركية، خصوصا في العلاقة مع الحكومة السورية وملف النازحين السوريين في لبنان.
ثانيا، الأرق الامريكي الدائم من "حزب الله" وتهديده الدائم لإسرائيل والسياسة الأمريكية المتبعة لاحتواءه عبر عقوبات اقتصادية على الحزب وكل الأفراد والشركات اللبنانية المتعاونة معه من جهة. ومنح الدعم المعنوي لحلفائها في الحكومة لمواجهة الاستحقاقات المستقبلية.
فهل ستنجح العظمة الأمريكية في تحقيق ما تريده من بيروت… الأيام كفيلة بكشف ذلك.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها