يعد مشروع "نساء يعدن الحياة" بالإبرة والخيط لتدوير الأقمشة التالفة، الأول من نوعه في محافظة السويداء ويعتمد على تدوير التالف من الألبسة وإعادة خياطتها بالإبرة والخيط للاستفادة منها من خلال إنتاج سلع جديدة وتصنيع لوحات فنية بالغة الجمال مستمدة في معظمها من تراث المحافظة.
كاميرا "سبوتنيك" زارت المعرض الدائم "نساء يعدن الحياة" في السويداء واطلعت على ما تضمنه من منتجات حيكت بعناية وصبر.
وأوضحت مديرة المعرض السيدة جنان كمال الدين لسبوتنيك أن المشروع يعتمد فقط على الأقمشة التالفة الموجودة في المنزل، وأن باستطاعة أي سيدة أن تستفيد من هذه الأقمشة بطريقة صحيحة لتصنع منها مفارش للأسرّة والطاولات وأغطية شتوية وشراشف، أو لوحات فنية تعتمد على ذوق كل امرأة في اختيار الألوان وخلق التآلف فيما بينها، في حين يقدم هذا المشروع للسيدات الطرق الصحيحة في العمل.
وقالت السيدة كمال الدين: كقيمين على المشروع، نسعى لنشر هذه الثقافة بين السيدات السوريات عامة من أجل الاستفادة من "نفايات الأقمشة" وإعادة تدويرها وتسخيرها لإنتاج مواد جديدة في مجالات مختلفة.
وأضافت: يؤمن المشروع دخلا ماديا إضافياً للسيدات المشاركات وذلك من خلال مساهمتهن في الكثير من المعارض إضافة إلى استغلال أوقات فراغهم، وقد شاركنا لغاية اليوم في 15 معرضا في دمشق والسويداء، ونسعى حالياً للمشاركة في معارض جديدة خارج البلاد.
وأوضحت السيدة كمال الدين: إضافة إلى تأمين دخل إضافي للسيدات، فهذا العمل البسيط يوفر لهن راحة نفسية بعيداً عن ضغوط الحياة، فالمشاركات يعملن على تطوير منتجاتهن وإبداع أفكار جديدة من أجل المشاركة في إقامة مراكز دائمة لعرض هذه المنتجات وبيعها، ولكن الأهمية الأكبر للمشروع تأتي من كونه ولد خلال سنوات الحرب التي تعيشها البلاد، وانطلاقا مما يقدمه من دخل إضافي للأسر الفقيرة، أما فيما يتعلق باعتماد "الإبرة والخيط" أي الخياطة اليدوية، فهذا الأمر مرتبط بواقع الكهرباء وساعات التقنين الطويلة.
وتابعت بالقول: من خلال تجربتي الشخصية، يولد هذا العمل طاقة إيجابية لدى المرأة ويؤدي إلى الاستقرار ويساعدها على الصبر في تحمل مشقات الحياة ويعيد تكوينها داخليا، ويخفف عنها ضغوطات الحياة، ويفتح أمامها آفاق الإبداع، فالمشروع استطاع أن ينتقل من المستوى البسيط إلى المستوى الفني من خلال استغلال تآلف ألوان الأقمشة وأنواعها لإنتاج لوحات فنية بالغة الجمال والابتعاد عن الفن التقليدي المعروف، وذلك كله مبني على فن "الرقع" المعروف عند سيدات المنطقة منذ القدم، ولكن في السابق كان العمل يتم يطريقة عشوائية بينما نعمل اليوم ضمن إطار هذا الفن بطرق عصرية وجميلة ومبتكرة تناسب العصر الحالي.