لكن صحيفتين أمريكيتين كبيرتين نشرتا تقريرين يلقيان باللوم على الخطوط الجوية الإثيوبية، بعدما تضررت سمعة شركة بوينغ الأمريكية من التقارير التي تتهمها بإنتاج طراز ذي مشكلات فنية وعيوب نتج عنها سقوط طائرتين منه.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الخميس، إن "هناك اثنين من الطيارين في خطوط الطيران الإثيوبية، تقدموا بشكاوي في 2015 بشأن إجراءات الأمن والسلامة السيئة في الشركة، وذلك قبل بدء استخدام إثيوبيا لطائرة بوينغ مكس 737".
لكن شركة الطيران الإثيوبية أعرب عن رفضها الشديد لما ورد في التقرير، واصفة محتواه بالادعاءات التي لا أساس لها، ومطالبة بسحبه من النشر، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
وجاء في بيان الشركة الإثيوبية، اليوم الجمعة: "الخطوط الجوية الإثيوبية، تدحض بشدة كل الادعاءات التي لا أساس لها والتي وردت في مقال "واشنطن بوست" بتاريخ 21 مارس/آذار 2019".
وأضاف البيان: "كل الادعاءات في المقال افتراءات مزيفة ودون أية أدلة، وهي مجمعة من مصادر غير معروفة وغير موثوقة لإزاحة الانتباه عن طائرات بي-737".
وتحطمت طائرة إثيوبية، الأحد 10 مارس/آذار، في رحلة كانت متجهة من أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي وعلى متنها 149 راكبا و8 من أفراد الطاقم، في ثاني كارثة من نوعها تشمل هذا الطراز الجديد من طائرات بوينغ بعد تحطم طائرة قبالة إندونيسيا في أكتوبر/تشرين الأول كان على متنها 189 شخصا.
وشوهد عدد كبير من طائرات "بوينغ 737 ماكس" وهي مجمعة في مطار الشركة في مدينة سياتل الأمريكية، وأظهرت الصور عددا كبيرا من الطائرات تتوقف على مدرج بوينغ، وذلك بعد أن توقفت شركات عالمية كثيرة عن الطيران بهذا النوع من الطائرات، عقب سقوط الطائرة الإثيوبية.
ولم تلبث الخطوط الجوية الإثيوبية أن ترد على "واشنطن بوست" حتى نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا آخر تقول فيه إن الطيارين في الطائرة التي تحطمت لم يتدربوا على جهاز محاكاة الطيران للطائرة بوينغ 737 ماكس 8.
وردت الخطوط الجوية الإثيوبية، بأنها دربت طياريها بصورة كافية على قيادة هذا الطراز، مؤكدة أن الطيارين أكملوا التدريب الانتقالي عليه من أجل تأهيلهم لقيادته قبل ضم الطائرات إلى الأسطول، على النحو الذي أوصت به شركة بوينغ ووافقت عليه إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية.
وأضافت أنه "تم إخطار الطيارين بالمبادئ الإرشادية التي أصدرتها إدارة الطيران الاتحادية عقب تحطم طائرة ليون إير في إندونيسيا في أكتوبر الماضي".
ووصفت شركة الخطوط الجوية الإثيوبية التقرير بأنه "مخيب للآمال"، مضيفة أن جهاز محاكاة الطيران للطائرة 737 ماكس 8 لم يكن مصمما لمحاكاة مشكلات برنامج التحكم المثير للجدل "إم سي ايه إس"، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
ودعت جميع المعنيين إلى الامتناع عن الإدلاء ببيانات غير صحيحة وغير مسؤولة ومضللة خلال فترة التحقيق في الحادث، إذ تتطلب اللوائح الدولية من جميع أصحاب المصلحة الانتظار بصبر لنتيجة التحقيق.
وتحطمت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في رحلتها رقم 302 بعد فترة قصيرة من إقلاعها من أديس أبابا مطلع الأسبوع الماضي مما أدى إلى مقتل 157 شخصا، وذلك في ثاني كارثة من نوعها تشمل هذا الطراز الجديد من طائرات بوينغ بعد تحطم طائرة قبالة إندونيسيا في أكتوبر/تشرين الأول كان على متنها 189 شخصا.
وأخرجت هيئات طيران في جميع أنحاء العالم أساطيل 737 ماكس من الخدمة بينما أوقفت الشركة الأمريكية المصنعة للطائرات تسليم طلبيات بآلاف الطائرات من طراز كان من المفترض أن يصبح العمود الفقري لمستقبل الصناعة.
وأثارت أوجه الشبه بين الواقعتين ذعر الركاب في جميع أنحاء العالم وتسببت في خسارة أسهم الشركة 26 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وقالت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية إن معلومات جديدة تم استقاؤها من حطام الطائرة وبيانات منقحة بشأن مسار الرحلة تشير إلى بعض التشابه بين الكارثتين.
وقال مصدران مطلعان لوكالة رويترز إن محققين عثروا على قطعة من زعنفة التثبيت في حطام الطائرة الإثيوبية في وضع غير معتاد يشبه ما كانت عليه الزعنفة في طائرة شركة ليون إير التي تحطمت العام الماضي. وزعنفة التثبيت في مجموعة الذيل بالطائرة مسؤولة عن تحريك مقدمة الطائرة للأعلى أو الأسفل.
ورفضت إدارة الطيران الأمريكية وشركة بوينغ التعقيب.
وكان الطيار الإثيوبي قد أبلغ عن مشاكل داخلية وطلب العودة لأديس أبابا في آخر اتصالات أجراها.
وقالت بوينغ، أكبر شركة مصنعة للطائرات في العالم، إن الطائرة 737 ماكس آمنة. واستمرت في الإنتاج بكامل سرعتها في مصنعها قرب مدينة سياتل لكنها أوقفت الشحنات.
ويمتلك مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي بيانات الرحلة وتسجيلات قمرة القيادة لكن إثيوبيا هي التي تقود رسميا التحقيق. كما يوجد خبراء أمريكيون في باريس وأديس أبابا.