وعلى الرغم من أهمية الحدث الذي شهدته الجزائر، وهي أكبر دولة عربية وأفريقية من حيث المساحة، إلا أن هناك أربع دول فقط أصدرت بيانات وتعليقات رسمية على استقالة بوتفليقة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان: "الشعب الجزائري أظهر في الأسابيع الأخيرة، من خلال تعبئة متواصلة وكريمة وسلمية، أنه عازم على إسماع صوته".
وأضاف: "نحن واثقون من قدرة الجزائريين على مواصلة هذا التحول الديمقراطي بنفس روح الهدوء والمسؤولية" التي سادت خلال الأسابيع الفائتة.
واعتبر لودريان أن "صفحة مهمة من تاريخ الجزائر تطوى" مع استقالة بوتفليقة.
وكان الوزير الفرنسي قد عبر، قبل استقالة بوتفليقة، عن انبهاره "بحضارية" المظاهرات في الجزائر، مضيفا: "أنا منبهر بعزة وفخر الشعب الجزائري، الجزائريون عاشوا حقبة صعبة في الماضي، لكن اليوم نحن نشهد مظاهرات حضارية ملحوظة وعلى الجزائر أن تكون سيدة مصيرها".
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، إن الولايات المتحدة شاهدت التقارير المتعلقة باستقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من منصبه، وترى أن الأمور المتعلقة بالمرحلة الانتقالية تعود إلى الشعب الجزائري.
وأضاف: "أنا على دراية بما حدث، ليس لدي أي رد فعل محدد بخلاف الولايات المتحدة، وبشأن الأسئلة المتعلقة بكيفية المرحلة الانتقالية في الجزائر، فإن هذا أمر يقرره الشعب الجزائري".
وفي اليوم الثاني للاستقالة، أصدرت موسكو تعليقها الأول، إذ قالت إنها تتابع بدقة الوضع في الجزائر والذي يعتبر شأن داخلي جزائري ولا ينبغي أن يكون هناك تدخل خارجي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسي، ديميتري بيسكوف: "نتابع الوضع بدقة في الجزائر ونأمل أن المستجدات السياسية الجديدة لن تؤثر على العلاقات بين روسيا والجزائر".
وأضاف: "إن ما يحدث في الجزائر هو شأن داخلي على الشعب والسلطات تقريره وبالتالي لا ينبغي أن يكون هناك تدخل خارجي من أي دولة للتأثير على الوضع في هذه البلاد".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين تثق في الشعب الجزائري وقدرته على إدارة عملية انتقال ديمقراطي سلس للسلطة.
وفي أول تعليق لبكين على استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من منصبه، قال متحدث باسم الخارجية الصينية، إن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر.
وأضاف: "الصين ملتزمة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، كما أنها تثق في أن الشعب الجزائري لديه الحكمة والقدرة على إيجاد المسار المناسب لظروفه".
أما دول المغرب العربي، فكان الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، قد علق على الأحداث في الجزائر ولكن قبل استقالة بوتفليقة.
ففي 25 فبراير/ شباط، أطلق الرئيس التونسي أول تعليق رسمي تونسي، على الاحتجاجات التي اندلعت في الجزائر.
وجاءت تصريحات السبسي، خلال مشاركته في فعاليات الاجتماع الـ40 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وقال السبسي: "بلادنا (تونس) لا يمكن أن تقدم دروسا للآخرين، وما يحدث في الجزائر شأن خاص".
وتابع: "الشعب الجزائري، الذي قاوم الاستعمار لمدة 130 عاما، يعرف بطبيعة الحال ماذا يفعل"، مضيفا "ومن حقه أن يعبر مثلما يشاء، وأن يختار حكامه بحرية، ولكنني بالتأكيد لا يمكن أن أقدم دروسا لأحد".
وقال السبسي، في مقابلة مع قناة "العربية": "زرت الجزائر وقابلت بوتفليقة، فهو صديق قديم، وأنا شخصيا أعرف جيداً هذا البلد، فجانب كبير من حرب الاستقلال في الجزائر مر في تونس".
وأضاف: "بوتفليقة قام بواجبه لكن الشعب رأى أن هذه التجربة يجب أن تنتهي".
وقال عند سؤاله عما إذا كان ينصح بوتفليقة بالتخلي عن الحكم، أجاب "نحن لا نعطي دروسا لأحد ولا ننصح أحدا، ولا نتدخل في شؤون الدول الأخرى".
وأكد أنه مطمئن على الوضع في الجزائر، "فالجزائريون دفعوا دما ليرووا أرضهم، وقادرون بالتالي على التعامل بحكمة مع الوضع الحالي".
وعلى الرغم من مضي نحو ثلاثة أيام على استقالة بوتفليقة، فإن جميع الدول العربية التزمت الصمت حيال الأحداث في الجزائر.