وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ"سبوتنيك" اليوم إن "السعودية بحاجة إلى طاقة نووية مستدامة متعددة المزايا، لضمان بيئة نظيفة، وكهرباء، ومياه صالحة للشرب، بجانب الزراعة، والصحة، والصناعة وغيرها من مجالات الحياة، وما يعود عليها وعلى شعبها وعلى مصالحها بالمصلحة".
وأضاف أن "العالم يعلم أن السعودية تعمل على إنشاء مشروعات نووية سلمية وفقا لرؤية 2030" مشددا على أن المملكة لا تعمل بالخفاء، بل تسير بخطى واضحة وشفافة للجميع، وأنها لا تعتزم على امتلاك أسلحة نووية للاستخدامات العسكرية، ولكن تسعى لتحقيق مصالحها، ومصالح شعبها، وما يخدم السلام في العالم، إذ إنها ليست من الدول الداعية للحروب، وفقا لقوله.
وأكد المصدر أن السعودية لن تمتلك مفاعلا نوويا عسكريا إلا إذا حصلت إيران على قنبلة نووية، لافتا إلى أن الرياض تعمل دوما على تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب.
وأشار المصدر إلى أن السعودية تتمتع بكوادر بشرية متخصصة في كافة مجالات الطاقة النووية، وتقوم بتعليم الفيزياء الذرية في جامعاتها الأكاديمية، إضافة إلى إجراء البحوث العلمية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة.
"ما ذكرته وسائل إعلام بشأن أن السعودية على وشك الانتهاء من أول مفاعل نووي يحمل عددا من المغالطات، والصحيح أن السعودية تشارك في أبحاث تعليمية للطاقة النووية السلمية وفقا للقوانين والأنظمة الدولية، والسعودية مازالت ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار المفاعلات النووية غير السلمية، ولا يمكن لمن أراد أن يجري أمرا مخالفا ومجرما دوليا أن يقوم به على العلن بل سيكون بالخفاء، وتؤكد السعودية دوما بأن ما تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أبحاث دراسية سلمية".
وأضاف المصدر:" نأمل أن تكون السعودية من الدول المتقدمة في استخدام مجالات الطاقة في تحلية المياه، وفي الكهرباء، والتقليل من استخدام النفط في عملية تشغيل محطات الكهرباء وتحلية المياه، وإيجاد هواء بعيدا عن انبعاثات الغاز المحترق من محطات التوليد، والاستفادة من التقنيات الجديدة، ولا شك بأن الطاقة الدولية تدعوا الجميع إلى استخدام الطاقة النووية لانخفاض تكلفتها، وتعدد مزاياها".
وأوضح أن عدد المحطات النووية في العالم تتجاوز الـ450 محطة، وتقلل هذه المحطات من كمية غاز الكربون المحترق من الوقود المشغل للمحطات التقليدية بحجم 700 مليون طن، الذي هو كفيل بتهديد حياة البشر والحيوانات والنباتات الكائنة في الكرة الأرضية، وبهذا المبدأ تعمل السعودية ودول العالم للبحث عن البديل لضمان حياة آمنة واقتصاد مستدام، والاتجاه نحو استخدام الطاقة النووية السلمية بوصفها حلا بديلا للنفط ومشتقاته في توليد الكهرباء، وتحلية المياه، والأمن الغذائي خلال الزراعة وزيادة المحاصيل الزراعية.
وبين أن السعودية سبق أن أرسلت إلى كوريا الجنوبية 40 مهندسا سعوديا للمشاركة في تصنيع المفاعل النووي، وأنها تعمل برامج تدريبية للعمل في محطات نووية بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، إضافة إلى أن الحكومة السعودية وافقت على تنظيم هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، وتعمل على سن قوانين خاصة في البرنامج السعودي النووي سيعلن عنه قريبا.
وقال إن المملكة تلقت من الدول المتقدمة في مجال الطاقة النووية عروضا للمشاركة في بناء محطات طاقة نووية داخل السعودية، ووقعت عقدا مع شركة ASSYSTEM E الفرنسية لعمل دراسة للمواقع المناسبة لأول مفاعل نووي سعودي، إضافة إلى دراسة تأثير المفاعل النووي بيئيا وديموغرافيا وتأثيره على شبكة الكهرباء.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال إن واشنطن لن تسمح للسعودية أن تصبح قوة نووية.
وأضاف بومبيو في حوار مع قناة "سي بي إس" الأمريكية، مساء الجمعة، أن الإدارة الأمريكية لن تسمح للمملكة العربية السعودية بأن تصبح قوة نووية وتهدد إسرائيل، قائلا: "لن نكتب شيكا بـ150 مليار دولار إلى السعودية ونمنحهم القدرة على تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل".
وفي السياق نفسه، نشرت وكالة "بلومبرغ"، قبل يومين، تقريرا بناء على صور للأقمار الصناعية، يقول إن السعودية قريبة من إتمام بناء أول مفاعل نووي لها غرب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا في الرياض.
وصرح المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، روبرت كيلي، للوكالة بأن هناك احتمالا كبيرا للغاية بأن هذه الصور تظهر أول منشأة نووية في السعودية.
فيما أعلنت وزارة الطاقة السعودية في بيان لها أن الغرض من المنشأة هو المشاركة في أنشطة علمية وبحثية وتعليمية وسلمية، وأن بناء المفاعل يجري بشفافية، وأن المملكة وقعت على كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بعدم الانتشار النووي، مؤكدة أن المنشأة مفتوحة للزوار.