موسكو- سبوتنيك. ومع تعافي صناعة إنتاج الزيت والزيتون في سوريا تدريجيا، يعول الكثيرون على إنهاء الأزمة في البلاد بشكل كامل وعودة البلاد إلى الحياة السلمية، حيث يعتبر الزيتون شجر سلام.
وأعلن أنطون بيتنجانة، عضو مجلس إدارة اتحاد المصدرين السوريين، أن سوريا لم تعد بعد إلى إنتاج زيت الزيتون بمستوياتها، التي كانت تحققها قبل الأزمة، كاشفا أن كثيرا من كميات زيت الزيتون يتم تهريبها من مناطق شمالية عبر تركيا، مضيفا مع ذلك، بأن كثيراً من المعامل المحلية عادت إلى إنتاجها بعد توقف.
وتابع بيتنجانة أن "سوريا [كانت] رابع أكبر منتج زيتون في العالم، وكانت تنتج مليون طن زيتون سنويا، وكان ينتج منه 200 ألف طن زيت زيتون قبل الأزمة في سوريا. حاليا هناك الكثير من المعامل الحديثة ونوعية زيت زيتون مباركة لأن أول شجرة زيت زيتون في العالم ظهرت في سوريا، في شمالها، على الحدود التركية — السورية بالقرب من حلب، وفعلا الأرض تعطينا نوعية عالية جدا".
ويعد الزيتون من أقدم الأشجار التي عرَفها الإنسان منذ 4 آلاف عام.
كما ذكر بيتنجانة بأنه "كانت عندنا مليون شجرة، الآن تأثرت الأوضاع قليلا، حيث كثير من الناس أصبحوا يقطعون الخشب لاستخدامه لتدفئة البيوت من شجرة أُشير إليها في التوراة والإنجيل"، مضيفا أن هناك مناطق كثيرة من أشجار الفستق الحلبي لكن أصبحت الأمور تتعافي قليلا".
ويأتي هذا التصريح في الوقت، الذي حذر فيه مؤخرا الخبراء الزراعيون في سوريا من خطر جديد يهدد موسم الزيتون في البلاد، وينذر بخسائر تصل إلى 25% من المحاصيل قد يسببها مرض "عين الطاووس".
وحسب تصريحات مدير مكتب الزيتون في مدينة طرطوس الساحلية، محمد عبد اللطيف، التي نقلتها صحيفة "تشرين" فإنه بعد "ذبابة الزيتون" التي أدت لخسائر مني بها قطاع الزيتون، في السنة الماضية، ونتجت أساسا عن قلة الأمطار، فإن غزارة الأمطار في العام الحالي، أدت إلى انتشار مرض "عين الطاووس" حيث أصيبت آلاف الهكتارات به.
كما توقع عبد اللطيف أن تكون نسبة الخسائر التي يشكلها المرض عادة، بين 20-25% مرشحة للارتفاع.
لكن رغم وجود هذه التحديات، تصدر سوريا زيت زيتون إلى أسواق خارجية.
وحول أسواق التصدير لزيت الزيتون السوري، قال بيتنجانة: "نحن نبيع زيت زيتون لإيطاليا بكميات كبيرة، لكن يوجد في إيطاليا حماية كبيرة وجمارك عالية، ويعملون إعادة تصدير".
وردا على سؤال حول حجم تصدير زيت الزيتون من سوريا حاليا، قال بيتنجانة إنه من الصعب إعطاء أرقام محددة، حيث "هناك كميات كبيرة من زيت الزيتون يتم تهريبها عبر تركيا من مناطق شمالية، مثل منبج وإدلب. كثير من الكميات تهرب عن طريق الجمعيات التعاونية التركية".
وأشار بيتنجانة إلى أن المنتجات السورية أصبحت مطلوبة أيضا في لبنان ودول الخليج، في الإمارات والسعودية وكذلك ماليزيا وروسيا.
كما شدد بيتنجانة على أنه هناك "جيل جديد من الشجرة ونوعية الزيت عالية جدا"، مضيفا بأنه على مدار الـ 20 عاما الأخيرة تمت زارعة أشجار جديدة في البلاد.
وحسب بيانات المجلس الدولي للزيتون فإن إسبانيا احتلت عام 2018 المرتبة الأولى في حجم إنتاج زيت الزيتون في العالم، حيث بلغ إنتاج في هذا البلد الأوروبي أكثر من 1.251 مليون طن، وتنتج إسبانيا ما يقارب نصف الإنتاج العالمي، وتليها إيطاليا، التي أنتجت العام المنصرم أكثر من 428.9 ألف طن، في حين تحتل اليونان المرتبة الثالثة عالميا مع إنتاج زيت زيتون عند مستوى 364 ألف طن، أما سوريا فتأتي في المرتبة السابعة عالميا نتيجة العام الماضي، حيث بلغ حجم إنتاج زيت الزيتون في 2018 ، حسب المجلس الدولي، إلى حوالي 100 ألف طن.