وأعادت الحكومة الفلسطينية الجديدة، اليوم الأحد، أداء اليمين القانونية مجددا أمام الرئيس محمود عباس أبو مازن، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، بعدما تبين أن هناك عبارة سقطت سهوا من نص اليمين القانوني، مساء أمس السبت.
وتسبب سقوط كلمات "للشعب وتراثه القومي" في إحراج كبير للحكومة الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل الرئيس عباس يطلب ضرورة إعادة اليمين القانونية للحكومة الجديدة.
ونص اليمين القانونية الذي يتلوه عضو الحكومة هو "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن ومقدساته، وللشعب وتراثه القومي، وأن احترم النظام الدستوري والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب الفلسطيني رعاية كاملة، والله على ما أقول شهيد".
وتضم الحكومة وزراء من كافة المحافظات الفلسطينية حيث جرى مراعاة التوزيع الجغرافي، وجرى تعين خمسة وزراء من قطاع غزّة ووزراء من القدس والأغوار ومختلف محافظات الشمال والوسط والجنوب.
وشاركت في حكومة أشتية 7 فصائل فلسطينية منضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية مع تغيب الجبهتين الشعبية والديمقراطية من داخل المنظمة واستبعاد حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وجرى استحداث وزارة جديدة في الائتلاف الحكومي وهي وزارة الريادة والتمكين الاقتصادي التي ستُعنى بتمكين الخريجين الشباب والفئات المهمشة اقتصاديا من أجل الانتقال من الاحتياج إلى الإنتاج.
ولم يجر تعيين وزيرين للداخلية وللأوقاف، ويتولى رئيس الوزراء الإشراف عليهما بشكل مباشر إلى حين تعيين وزيرين.
ومنح الرئيس الفلسطيني الثقة لحكومة اشتية التي ضمت، بالإضافة إلى محمد اشتية، كلا من زياد عمرو نائبا لرئيس الوزراء، ونبيل أبو ردينة نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للإعلام، ورياض المالكي وزيرا للشؤون الخارجية والمغتربين، وشكري بشارة للمالية والتخطيط، ومحمد فهاد الشلالدة وزيرا للعدل، وأحمد مجدلاني للتنمية الاجتماعية.
كما ضمت الحكومة رولا معايعة وزيرة للسياحة والآثار، وفادي الهدمي وزيرا لشؤون القدس، وإسحق سدر وزيرا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وآمال حمد لشؤون المرأة، وخالد العسيلي للاقتصاد الوطني، ورياض عطاري للزراعة، وعاصم سالم للنقل والمواصلات، وعاطف أبو سيف للثقافة، ومجدي الصالح للحكم المحلي، ومحمد زيارة وزيرا للأشغال العامة والإسكان، ومحمود أبو مويس للتعليم العالي والبحث العلمي، ومروان عورتاني للتربية والتعليم، ومي كيلة وزيرة للصحة، ونصري أبو جيش وزيرا للعمل، وأسامة السعدواي وزير دولة للريادة والتمكين.
وكلف الرئيس عباس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، في العاشر من آذار/مارس الماضي، بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة الوفاق الوطني التي ترأسها رامي الحمد الله منذ العام 2014 وباشرت أعمالها حتى مطلع العام الجاري.
ولد رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد في قرية تل بمحافظة نابلس عام 1958، وأنهى دراسته المدرسية فيها، ثم انتقل إلى جامعة بيرزيت ليحصل على درجة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد وإدارة الأعمال عام 1976.
وحصل أشتية على درجة الدكتوراه في دراسات التنمية الاقتصادية من جامعة سسكس في بريطانيا.
عمل أشتية ببداية حياته محررا في صحيفة الشعب، قبل أن يتقلد مناصب أكاديمية وسياسية بارزة أهمها أستاذا وعميدا في جامعة بيرزيت، ورئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار)، ووزيرا للأشغال العامة والإسكان.
وانتخب عضوا في الجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني — فتح-عامي 2009 و2016.
وشغل أشتية مجموعة من المواقع الأكاديمية والأهلية أبرزها رئيسا لمجلس أمناء الجامعة العربية الأميركية، وعضوا في مجلس أمناء جامعة القدس، وعضو مجلس أمناء جامعة الاستقلال، ورئيسا لمجلس إدارة قرى الأطفال SOS. ، ومحافظا للبنك الإسلامي للتنمية، ورئيس جائزة حسيب الصباغ وسعيد خوري للهندسة.
اشترك أشتية في العديد من المبادرات السياسية والتنموية واسندت إليه معظم البرامج التنموية وبرامج إعمار فلسطين، إضافة إلى مشاركته في تأسيس صندوق التنمية الفلسطيني ومجلس الإسكان الفلسطيني، والمعهد الوطني لتكنولوجيا المعلومات" للمساهمة في تطوير المهارات المحلية ومواجهة الاحتياجات التنموية الفلسطينية، كما أسس المركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية والمعهد الوطني للإدارة" لتدريب كوادر السلطة وتحسين الأداء والمساهمة في عملية الإصلاح، وكان عضوا في وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى مفاوضات مدريد ومباحثات واشنطن، ومثل فلسطين في اجتماعات الدول المانحة والبنك الدولي.
وترأس أشتية الوفد الفلسطيني للمفاوضات المتعددة الأطراف المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والإقليمي والتي تتناول مواضيع التجارة والمالية والبنية التحتية والسياحة في منطقة الشرق الأوسط، كما ترأس اجتماعات المؤتمر الاقتصادي والاجتماعي لمجموعة ال 77 والصين عام 2019.
ولرئيس الوزراء الفلسطيني الجديد مجموعة من الكتب والدراسات الاقتصادية والتنموية والسياسية كان آخرها: فلسطين من منظور تنموي، وموسوعة المصطلحات الفلسطينية، والمختصر في تاريخ فلسطين، وتآكل حل الدولتين، وكتاب حول البلديات وهيئات الحكم المحلي ودورها في التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى مجموعة قصص قصيرة بعنوان " إكليل من شوك".