وتحدث رئيس الوفد ووزير التربية في سوريا عماد موفق العزب مع وكالة "سبوتنيك" حول الزيارة والتعاون الروسي السوري في مجال التربية والتعليم، وقال: حضرنا فعاليات هذا المؤتمر، وحصلنا منه على نتائج ممتازة، وبدأنا بإعادة تفعيل الاتفاقية الروسية السورية بشكل عام، وإدخال بنود هذه الاتفاقية موضع التنفيذ.
وتابع الوزير السوري: كما وضعنا برنامج على هامش المؤتمر تم من خلاله لقاء مع وزيرة التربية الروسية، قدمنا خلاله بيانات عن أعداد الطلاب السوريين الذين يدرسون اللغة الروسية، على اعتبار أنها أصبحت مادة اختيارية وغير إلزامية في المدارس السورية، حيث يتجاوز عددهم 18 ألف طالب، وتحدثنا عن الصعوبات التي تواجهنا في هذا المجال، على اعتبار أن الكادر التدريسي لدينا مكون من مواطنات روسيات متزوجين من سوريين، وهم يجيدون اللغة الروسية لكن ينقصهم الخبرة في مجال التدريس، كما أننا بحاجة إلى كوادر أكبر وإلى طرائق وخبرات أكثر لتدريس هذه اللغة، كما قمت بإطلاعها على نماذج من كتب المنهاج للغة الروسية، التي تم تأليفها وطباعتها في سوريا.
وأضاف العزب: وأبدت الوزيرة الروسية إعجابها بمنهاج اللغة الروسية في سوريا، واستعدادا للتعاون في كافة المجالات التي تحتاجها سوريا، وتم الاتفاق على إرسال مدربين من روسيا، ليقوموا بتدريب مدرسي اللغة الروسية، ضمن برنامج متواصل ومستمر.
وحول الاستفادة السورية من الخبرة الروسية في مجالي التربية والتعليم، يرى الوزير أن روسيا من ضمن الدول المتقدمة والصاعدة في مجال التربية والتعليم، لم توليه من اهتمام كبير للطفولة والشباب، ويتابع: من خلال اطلاعي على تجارب التربية في العالم، أستطيع أن أقول أن لروسيا تجربة رائدة ونستطيع أن نستفيد منها بشكل كبير، على الأقل بإمكاننا أخذ الجوانب التي تتوافق مع الواقع لدينا، وأتوقع أن يكون هناك العديد من النقاط المشتركة بيننا، والتي يمكن الاستفادة منها.
وتابع: زرت معهد ومركز سكولكوفا، وهو إنجاز حضاري وصرح علمي يسجل لروسيا، يضاهي أحدث المدن العلمية في العالم، تهتم بالطلاب وتنمية القدرات لديهم، وسأحاول أن أعكس هذه التجربة على الطلاب السوريين، من خلال مدارس المتفوقين المنتشرة في كافة محافظات القطر.
وعن الواقع التعليمي في سوريا حاليا، اعترف وزير التربية السورية أن هناك عدد هائل من المدارس مدمرة كليا أو جزئيا، ويوضح: كان لدينا قبل الحرب أكثر من 24 ألف مدرسة، والآن ونحن على أعتاب نهاية الحرب في سوريا هناك 10 آلاف مدرسة خارج الخدمة، ويمكن تقسيمها إلى 3 فئات، الأولى وهي المدمرة كليا ويبلغ عددها 5 آلاف مدرسة، بينما مدارس متوسطة الضرر تقدر بـ2500 مدرسة، والباقي مدارس متضررة بشكل طفيف.
يواصل العزب: قمنا بإعداد خطة طوارئ عاجلة لإصلاح المدارس بسيطة التضرر، ودراسة لخطة إصلاح للمدارس المتوسطة الأضرار، أما المدارس المدمرة كليا فهي تحتاج إلى موازنة كبيرة، وإنشالله سنقوم بإعادة إعمار هذه المدارس في المستقبل القريب.
واعترف الوزير العزب بأن هذه الأضرار قد أثرت بشكل ما على جودة التعليم، لكنه نوه في الوقت ذاته على أن التعليم لم يتوقف في سوريا، بل أن العملية التعليمية مستمرة في سوريا بشكل جيد جدا، وفق الإمكانيات والمعطيات المتاحة، وقال عن مشكلة الكادر التدريسي: لا يوجد نقص في الكادر التدريسي، على الرغم من أن قسم كبير من المدرسين استشهد أو غادر البلد، لكن ما ينقص في سوريا حاليا هو الخبرات الكبيرة في مجال التدريس، وإعادة توزيع الموارد البشرية بشكل منطقي وصحيح سيكون كفيل بحل هذه المشكلة.