تعتبر أندونيسيا ثالث أكبر ديمقراطية في العالم بعد الهند وأمريكا بمجموع سكان يصل لحوالي 193 مليون ناخب مسجل للتصويت.
لتوصف هذه الانتخابات بأنها الأكبر عالميا، كونها تجري في يوم واحد على عكس الهند التي تجري فيها على مدة ستة أسابيع، بحسب ما نشرت صحيفة "The Guardian" البريطانية.
أكثر من مجرد انتخابات…"حفلة الديمقراطية"
توصف الانتخابات محليا بـ"pesta demokrasi" أي "حفلة الديمقراطية"، لتشهد انتخابات هذا العام حدثا فريدا وهو تزامن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نفس اليوم لأول للمرة الأولى.
حيث سيتوفر أمام الناخبين 809500 مركز اقتراع، لاختيار المرشحين من بين 250 ألف لشغل 53838 مقعدا ترشيحيا في 5 مستويات حكومية.
منصب الرئاسة بين بائع للأثاث وقائد قوات خاصة
يخوض الرئيس الحالي جوكو ويدودو، السباق الرئاسي لولاية ثانية إلى جانب رفيقه معروف أمين الذي يرتشح لمنصب نائب الرئيس.
الرئيس الحالي أو كما هو معروف باسم "جوكوي" هو رجل أعمال سابق في مجال الأثاث وتحول للعمل السياسي، ليخوض معركة الانتخابات هذه المرة ضد منافسه برابو سوبيانتو، القائد العسكري السابق للقوات الخاصة.
ويدخل سوبيانتو الانتخابات برفقة مصرفي ثري سبق وأن شغل منصب نائب حاكم جاكرتا.
طرائف وغرائب من الانتخابات الأندونيسية
يحق لجميع الأندونيسيين الذين تبلغ أعمارهم 17 عاماً أو أكثر والذين يحملون بطاقة هوية إلكترونية، كما ويمكن للمتزوجين بسن أصغر (السن القانوني لزواج البنات 16عاما).
ويعني شرط التصويت لمن يملك هذه البطاقة بأن الكثيرين في المناطق النائية والبعيدة بأنهم لن يتمكنوا من التصويت، ففي مقاطعة بابوا أقصى شرق إندونيسيا، على سبيل المثال، هناك أقل من 50٪ من الناخبين المؤهلين يحملون بطاقة هوية إلكترونية، وفقا لوزارة الشؤون الداخلية الأندونيسية.
وفي بعض المناطق الجبلية في بابوا، تستخدم بعض القبائل، بشكل فريد، نظام كتلة التصويت المعروف باسم "noken"، حيث يمثل فيه زعيم القبيلة الصوت المجتمعي للقبيلة. توضع بطاقات الاقتراع داخل "noken"، وهي حقيبة تقليدية منسوجة، ويصوّت الزعيم القبلي نيابة عنهم. كما لا يحق لضباط الشرطة والجيش المشاركة، حيث يلزمهم القانون بالحياد السياسي.
ومن أحد الأمور الأكثر إثارة في هذه الانتخابات هي طريقة تسليم أوراق الاقتراع في المناطق النائية، حيث تستخدم الطائرات والسفن الحربية والخيل والزوارق وأحيانا مشيا على الأقدام.