كما أنه شدد العقوبات الاقتصادية على روسيا، حتى أن حلف الناتو بدأ يقترب من الحدود الروسية، وينفذ مناورات استفزازية، وينصب منظومات صاروخية في رومانيا وبولونيا وغيرها من الدول الأوروبية، وكأنما فقدت الولايات المتحدة الأمريكية لغة الدبلوماسية منذ زمن، وحتى أن سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى موسكو جون هانتسمان قال: إن كل حاملة طائرات أمريكية في مياه المتوسط تعادل 100 ألف طن من الدبلوماسية العالمية على حد تعبيره.
هل تبحث الولايات المتحدة عن حرب جديدة، من خلال هذا التصعيد إن كان بالتصريحات أو بالحشود العسكرية في البحر الأسود والمتوسط وعلى حدود روسيا، وماذا تريد الولايات المتحدة؟
يقول الدبلوماسي الروسي فياتشيسلاف ماتوزوف: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستقدم على إعلان حرب عالمية ثالثة، لكن الأمريكان يحاولون استغلال القدرة العسكرية لتحقيق الأهداف الدبلوماسية والسياسية".
وأضاف ماتوزوف: "الولايات المتحدة فقدت لغة الدبلوماسية من القاموس الأمريكي، لذلك روسيا مضطرة لمواجهة الولايات المتحدة ولغتها الجديدة، وكل العقوبات الأمريكية ضد إيران وروسيا هي بدون فائدة، ولن تخرج بأي نتيجة".
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قال في وقت سابق: "لا أشاهد في الدبلوماسية الأمريكية حاليا سوى الإنذارات، وفي حال قوبلت بالرفض، فالتهديد بفرض العقوبات!… لقد اختفت من ترسانة الدبلوماسية الأمريكية غير هذه الأدوات، وهذا أمر محزن".
كما عبر الوزير الروسي عن اعتقاده بأن ابتعاد الشركاء الغربيين عن الحوار مع موسكو يدل على ضعف مواقفهم.
وأضاف لافروف أن مفهوم الحلف الاستراتيجي الجديد في الشرق الأوسط التي تحاول واشنطن فرضه يعمق التناقضات الإقليمية وينشئ انقسامات جديدة، وخاصة وفقا للمبدأ الطائفي الخطير.
فيما يقول المحلل السياسي هادي محمدي حول كيفية مواجهة إيران للعقوبات الأمريكية: أذكر بمقولة السيد خامنئي حين قال: إنه لا حرب تقع ولا مفاوضات مع الأمريكي ما دام ترامب في السلطة، ولن تقع حرب شاملة مع أمريكا، ولكن ربما تكون هناك مناوشات روتينية بين إيران والأمريكان في المياه الدافئة، سواء خارج مضيق هرمز أو داخل الخليج الفارسي".
وأضاف هادي محمدي حول الردود الإيرانية على الولايات المتحدة: "لقد بدأت إيران بالتحضير منذ أن جاء ترامب إلى البيت الأبيض، ووعد بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران، منذ تلك اللحظة بدأت إيران بالاستعدادات على مختلف الصعد وعلى كل المستويات، الاقتصادي والأمني والرئاسي والدبلوماسي، وبدأت إيران بسيناربوهات المواجهة، من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، سواء ما يتعلق بالحرب النفسية أو بالحرب العسكرية والاقتصادية، وخيارات إيران مدروسة إلى أبعد الاحتمالات، وحتى أننا مستعدون للحرب العسكرية، وهذا ما سمعناه على لسان قائد القوة البحرية للحرس الثوري، عندما سئل إذا منعت أمريكا بالقوة صادرات النفط الإيراني، قال سنغلق المضيق، ولا يوجد أي مبرر بأن تصدر دول المنطقة نفطها من خلال مضيق هرمز بينما نحن محاصرون، وهذا لا نتحمله، ولن نتعامل معه بهدوء، قطعا سيكون هناك إعلاق مباشر للمضيق، وفق القوانين الدولية للبحار، وهذا يعني أن إيران مستعدة لكل للمواجهات".
قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، إن سعي واشنطن إلى تصفير صادرات النفط الإيراني لن يصل إلى نتيجة، مشيرا إلى أنه من الأفضل لإيران أن تقلل من اعتمادها على مبيعات النفط.
فيما قال اللواء حسين سلامي، القائد العام لحرس الثورة الإسلامية علينا في الخطوة الثانية للثورة أن نحول الحكم الإسلامي إلى حضارة، وعلى الحرس الثوري أن يوجد لديه القابلية لأداء دوره في الخطوة الثانية للثورة.. علينا أن نوسع نطاق اقتدارنا من المنطقة إلى العالم، لئلا تبقى أي نقطة آمنة للعدو في أنحاء العالم.
فيما رد الجنرال الروسي المتقاعد، فياتشيسلاف بوبوف، على السفير الأمريكي في موسكو هانتسمان، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة بحاملات طائراتها تغيير سياسة روسيا في الشرق الأوسط والمنطقة.
واعتبر بوبوف أن الواقع العسكري يعكس كل الأمور ويدحض السيطرة والنفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، حيث لروسيا وجود أقوى من خلال الغواصات النووية.
إعداد وتقديم نزار بوش