التساؤلات المطروحة إزاء التصنيف المرتقب تتعلق بالانعكاسات والتأثيرات، خاصة في ظل وجود أحزاب إسلامية حاكمة في بعض الدول العربية تمثل تيار "الإخوان المسلمون".
تونس
في تونس تمثل حركة النهضة، التي شاركت في كتابة دستور 2014، وتمثل الكثير من المقاعد في البرلمان الحالي تيار الإسلام السياسي هناك، حيث يقول أحد أعضائها، إنها لا تمثل تيار الإخوان المسلمين، وإنما تمثل تيار الإسلام السياسي الديمقراطي.
يقول عماد الخميري، عضو البرلمان التونسي، إن القرار لن يؤثر على تونس، نظرا لعدم وجود تيارات يمكن تصنيفها بأنها تابعة لجماعة "الإخوان المسلمون".
وأضاف الخميري، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" اليوم الأربعاء، أن حركة النهضة غير تابعة لجماعة "الإخوان المسلمون"، وأنها تونسية المنشأ، حيث يستمد الحزب وجوده من الدستور التونسي، وأنهم كانوا طرفا أساسيا في كتابته، وكذلك تستمد وجودها من القوانين المنظمة للأحزاب التونسية.
وأوضح أن النهضة تونسية المنشأ والمضمون والأهداف كباقي الأحزاب السياسية في تونس.
واستطرد الخميري قائلا إن "بعض التجارب للإسلام السياسي يمكن الإشادة بها في تركيا والمغرب وتونس، وأنها أشبه للديمقراطية المتعلقة بالمسيحية في البلدان الغربية، وأن محاولات وضع الجميع في سلة واحدة سيضرب عملية بناء الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي".
المغرب
من ناحيته يقول عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" في المغرب، الذي يمثل تيار الإسلام السياسي هناك، إن مثل هذا القرار الذي تسعى له الإدارة الأمريكية لن يؤثر على وضع الحزب في المغرب.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" اليوم الأربعاء، أن القرار لن يؤثر على حزب العدالة والتنمية ولا على الشارع المغربي، خاصة أن المغرب له سيادته، ولا يتأثر بمثل هذه المساعي التي تقوم بها الإدارة الأمريكية، والتي وصفها بأنها ناتجة عن "ابتزازات بعض الأنظمة الأخرى".
وأضاف أن القرار لن يؤثر على أي من الدول العربية، كما أنه لن يؤثر على العلاقات الدولية كونها قائمة على احترام السيادة.
تركيا
يقول رسول طوسون، نائب البرلمان التركي السابق، إن المساعي الأمريكية تجاه هذا الأمر لا تتأتى من إملاءات خارجية، وأن "الإمبريالية الغربية" تتخوف من الحركات المحلية.
وأوضح أن "التخوفات الأمريكية تأتي من ظنها أن وصول الحركات المحلية يهددها، ويهدد إسرائيل، لذلك هي تسعى إلى عدم وصولهم للحكم وسيطرتهم في الدول العربية، وأن ذلك يؤثر على العملية الديمقراطية في العالم أجمع"، حسب قوله.
وشدد على أن مثل هذا القرار سيزيد العلاقات التركية الأمريكية توترا، خاصة أنها متوترة في بعض الجوانب، إلا أنها متوافقة في جوانب أخرى، وهو ما تسعى الدولتان للحفاظ عليه.
ولفت إلى أن "إصدار مثل هذا القرار سيؤثر بشكل كبير على العلاقة السياسية، خاصة أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اصطف إلى جانب الشعوب، كما يرفض الرئيس التركي الخضوع للإملاءات الأمريكية، وهو ما قد يؤدي إلى حدة في التوتر القائم"، حسب قوله.
السعودية
يقول جميل الذيابي رئيس تحرير جريدة عكاظ السعودية، إن القرار سيكون له الانعكاسات والتأثيرات على تركيا وقطر وتونس.
وأوضح أن القرار اقترب من الحسم، متمنيا أن يصدر قريبا، وألا تطيل الإجراءات الخاصة بإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب. مطالبا بأن تعمل الدول العربية على اتخاذ مواقف جادة تجاه الجماعة التي استغلت مناخ الحرية وفرخت الأجيال التي تبث الحقد والكراهية ونشر ثقافة التكفير، وأن يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات على هذا النحو، بحسب نص قوله.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب يتخذ القرارات وينفذها بالفعل، كما حصل في الانسحاب من الاتفاق مع إيران، وأن القرار الخاص بإدراج الجماعة سيعمل الرئيس الأمريكي على تفعيله بما يتناسب معه تجاه كل الدول التي تأوي تلك الجماعات، بحسب قوله.
قطر
من ناحيته يقول الأكاديمي والإعلامي القطري، الدكتور علي الهيل، إن الإدارة الأمريكية تسعى بهذا التصنيف إلى إرضاء إسرائيل.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، "أن الإخوان لهم تاريخهم الطويل في مقاومة إسرائيل ورفض الاعتراف بها، وهو ما دفع اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية لاتخاذ مثل هذا القرار".
وتابع "الخطوة تتعلق بالمخطط الصهيوني الخاص بحروب الجيل الرابع، الذي يهدف إلى تآكل المنطقة العربية وثرواتها، وأنها تسميها الشرق الأوسط لوجود إسرائيل فيها ولا تسميها بالمنطقة العربية".
وأضاف أن تصنيف جماعة الإخوان ضمن القوائم الإرهابية يتعلق بتصنيفات أخرى لا تريدها الولايات المتحدة الأمريكية كحزب الله، وأن كل الأهداف تتعلق بإسرائيل.
وأوضح أن العلاقات القطرية الأمريكية لن تتأثر بمثل هذا القرار، وأن قطر لا علاقة لها بالإخوان أيدولوجيا، خاصة أنها حين فتحت أبوابها للقيادات والأفراد باعتباراتهم العربية والإسلامية بعدما أغلقت جميع الأبواب في وجوههم، وان قطر تركت لهم الخيار بالبقاء أو المغادر، مع اشتراط عدم ممارسة أي نشاط أو إصدار أي بيانات من داخل قطر، وأن يعيشوا كباقي الأفراد في قطر لا يمثلون أي تيار.
البيت الأبيض
وأعلن البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية، الأمر الذي من شأنه فرض عقوبات على أقدم حركة إسلامية في مصر.
وقالت سارة ساندرز، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد استشار الرئيس فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، وهذا التصنيف يسير في طريقه من خلال عملية داخلية"، وذلك بحسب وكالة "رويترز
حزب "العدالة والتنمية" في تركيا
علق حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا على تصريحات البيت الأبيض، التي أعلن فيها أن الإدارة الأمريكية تعمل على تصنيف جماعة "الإخوان المسلمون" كمنظمة أجنبية إرهابية.
وقال متحدث الحزب، عمر جليك، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" اليوم الأربعاء، إن توجه الولايات المتحدة لتصنيف جماعة "الإخوان المسلمون" منظمة إرهابية من شأنه أن يعزز معاداة الإسلام في الغرب وحول العالم.
وأضاف جليك أن القرار الأمريكي المحتمل "سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، وسيؤدي إلى تقديم الدعم الكامل للعناصر غير الديمقراطية، وهذا أيضا يعتبر أكبر دعم يمكن تقديمه للدعاية لتنظيم داعش".
وكانت مصر قد صنفت الإخوان المسلمين جماعة الإرهابية عقب الاحتجاجات التي آلت إلى عزل الرئيس محمد مرسي، المنتمي للجماعة، عام 2013.
فيما أدرجت المملكة العربية السعودية "جماعة الاخوان المسلمين" على "لائحة أولى" للمنظمات الإرهابية والمتطرفة التي يحظر الانتماء إليها أو تأييدها في العام 2014.