وعاشت العاصمة السودانية الخرطوم مساء أمس ليلة دامية، سقط خلالها أكثر من 5 قتلى وما يقارب الـ100 جريح وفق آخر الإحصاءات، ويرى مراقبون أنها كانت فارقة في مسار الثورة التي لن يقبلوا بعودتها للوراء.
وأضاف عابدين في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن أصابع الاتهام توجه من داخل الاعتصام إلى "مليشيات مسلحة تابعة لقوات الدعم السريع".
وتابع أن"الدعم السريع ينقسم إلى عدة أقسام منها القوات التي كانت تقاتل مع البشير، والشق الثاني يضم القبائل العربية الموجودة في دارفور، والشق الثالث من بقايا الحركات المسلحة التي تم تطويعهم ودمجهم، أما الشق الرابع وهم من الوحدات التي تم حلها من جهاز الأمن والمخابرات وتم دمجهم داخل الدعم السريع".
وأضاف أن "الشق الرابع من قوات الدعم السريع والمتمثل في عناصر العمليات من جهاز الأمن والمخابرات في اعتقادي هم من قاموا بقتل وإصابة المعتصمين أمام القيادة العامة وذلك بناء على عمليات الرصد والمتابعة من الثوار داخل ميدان الاعتصام، ونحن كنا حضور وشهود عيان على ما حدث مساء أمس".
وحمل عابدين المجلس العسكرى المسؤولية الأمنية الكاملة عما حدث وطالبه بحل جهاز الأمن والمخابرات الوطني وإعادة هيكلته بصورة واضحة وتجريد المليشيات التي كان يستخدمها البشير لقمع المتظاهرين من السلاح وهى منتشرة في الكثير من الأجهزة بما فيها التعليمية.
وأوضح رئيس اللجنة العليا لمنبر تجمع قوى الهامش، أن من مصلحة الشعب السوداني أن يحفظ الأمن، وعلى المجلس العسكري أن تكون هناك خطوات جادة لتسليم السلطة للمدنيين، حتى يتم هيكلة المجلس وقطع الطريق على مليشيات "النظام" السابق والتي تجر البلاد إلى العنف والحرب الأهلية.
ورأى أن هناك تصعيدا ثوريا كبيرا جدا في الخرطوم وحضرت وفود من الكثير من أرجاء السودان لمؤازة الإعتصام، وهذا التصعيد هو رد طبيعي لما حدث بالأمس بالإضافة إلى تباطؤ المجلس العسكري في تسليم السلطة.
وأشار إلى أن كل ما يجرى يساهم في إشعال حماس الثوار ويدفعهم لتحدي كل الظروف لتحقيق أهداف الثورة.
وحول مستقبل الحوار مع المجلس العسكري قال عابدين، البيانات والتصريحات التي تصدر عن المجلس تمثل عملية التفاف ومرواغة من جانب فلول النظام السابق من أجل تدمير المجلس العسكري من أجل العودة مرة وأخرى، وإن لم يستطع المجلس السيطرة الكاملة على الأوضاع أرى أن المستقبل غير مشرق.
وكان المعتصمون أمام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية قد تعرضوا لهجوم مسلح من جانب مليشيات مجهولة قتلت 5 بينهم ضابط بالجيش وأصابت العشرات مساء أمس الاثنين.
واتهم المجلس العسكري في بيان ما وصفه بـ"جهات تتربص بالثورة أزعجتها النتائج التي تم التوصل إليها اليوم وتعمل علي إجهاض أي اتفاق يتم الوصول إليه وإدخال البلاد في نفق مظلم".
وجاءت التطورات بعد ساعات من إعلان الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير على "هيكل السلطة والمهام والسلطات على المستويات الثلاثة (السيادية والتنفيذية والتشريعية) خلال الفترة الانتقالية".