وأطلق على الصورة اسم "الرغبة في الحياة"، لتفوز بالعديد من الجوائز العالمية، أهمها كانت جائزة أندريه ستينين الدولية عن فئة الرياضة العام الماضي، لتقوم على أثرها الجهة المنظمة للمسابقة وهي وكالة "روسيا سيغودنيا" بدعوة الطفل قاسم إلى موسكو، لرؤية روسيا، ولتلقيه العلاج وتقديم طرف صناعي له.
والتقت "سبوتنيك" مع المصور تيسير المهدي صاحب الصورة، وتحدث عن الصورة وما تعنيه له، ويقول: "التقطت صورة قاسم عام 2017، عندما كنت أتجول في ضواحي مدينة كربلاء، وتلك المنطقة تعتبر من المناطق الفقيرة، عندها شاهدت مجموعة من الأطفال يتوسطهم قاسم، التقطت عندها مجموعة من الصور، واخترت منها هذه الصورة العفوية لقاسم وهو منطلق على عكازيه والكرة معه، كأنما يريد تسجيل هدف الحياة".
ويكمل المهدي: "قاسم يسكن على مسافة غير بعيدة عني، وكان هناك معرفة بسيطة مع أهله، وكانت مجرد صورة التقطتها لطفل، ولم أكن أتوقع أن تفوز هذه الصورة وتأخذ كل هذا الصدى، وقد فازت بجائزة في إسبانيا، لكن انتشارها وشهرتها جائت من مسابقة أندريه ستينين الدولية في موسكو، وبعد ذلك استطعت التواصل مع قاسم ووالده، وتطورت العلاقة بيننا".
وعن قيمة هذه الصورة وتأثيرها يقول المصور العراقي: "بصراحة كان لها تأثير كبير عليّ كمصور، فاليوم المصور يبحث عن اللقطة المميزة، أو عن مجموعة صور لكي يوثقها، ويكون صاحب شهرة من خلالها، لكن فرحتي بالصور والجوائز التي حصدتها من خلال عدستي، لم تكن بقدر فرحتي بأن هذه الصورة التي أطلق عليها العديد من الأسماء، استطاعت أن تحكي للعالم بأن الأطفال أقوى من الإرهاب الذي يعصف ببلداننا العربية، وبأن أطفالنا يتحدون الإرهاب".
ويختم تيسير: "لن أتوقف عن التصوير، وهذه الصورة لن تنمحي من ذاكرتي، لأنها صورة واحدة التقطت في لحظة واحدة، غيرت حال هذا الطفل، والذي كان يحلم برجل ليمشي عليها، وكان يحلم بلعب كرة القدم، فالتصوير الآن هو لسان يحكي ما يجري للأجيال القادمة".