ومن ناحيته، قال عضو البرلمان العراقي عن تيار الحكمة، حسن فدعم، إن "العراق يقوم بوساطة بين الطرفين في الوقت الراهن على المستوى السياسي والحكومي، وأن موقع العراق الجغرافي وعلاقاته مع كافة الأطراف تؤهله للقيام بدور فاعل في المشهد".
وتابع أن "تراجع المواقف أصبح واضحا بعد اللقاءات التي جرت، وقد تتجه الأوضاع نحو الاستقرار، إلا أن شبح الحرب يلوح في الأفق حتى الآن، وهو ما يثير المخاوف حال قيام أي طرف بإطلاق الطلقة الأولى، كما حدث في واقعة الصاروخ الذي سقط بالمنطقة الخضراء بالقرب من السفارة الأمريكية".
جلسات سرية
وتابع "فدعم" أن عمار الحكيم لديه علاقات قوية مع الجانب الإيراني وكذلك الأمريكي، وأنه لعب هذا الدور من خلال لقاءاته المتعددة، حيث تفهم القادة من الجانبين الأمريكي والإيراني القلق العراقي إثر التوترات المتصاعدة.
وأشار إلى أن جلسات الحوار تجرى بين بعض القادة من الجانبين الإيراني والأمريكي بشكل شبه سري، بوساطة عراقية متعددة، من جهات سياسية وحكومية، ودول إقليمية، وأن الشروط الأمريكية المعلنة غير الموجودة على الأرض (غير المعلنة)، وأن بعضها يمكن لإيران التعامل معها.
وأكد أن عقد اجتماعات بين الطرفين في العراق خلال الفترة المقبلة غير وراد حتى الآن، وأن قرار التراجع أصبح أقرب، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر بالضغط الاقتصادي.
توريط العراق
وشدد على أن بعض الأطراف غير العراقية تسعى لإشعال الحرب، وأنها تستغل عملائها في الداخل العراقي الذين يعملون مقابل الأموال والمغريات الأخرى للزج بالعراق في الصراع، وأن الجميع سيدفع الثمن حال إقحام العراق في الصراع الراهن.
خسائر العراق
من ناحيته، قال النائب، جاسم موحان، عن تيار الحكمة، إن "التصعيد الأخير بين طهران وواشنطن، وصل إلى مرحلة اللاعودة، وهو ما دفع عمار الحكيم إلى طرح المبادرة، وعرض الوساطة من أجل حلحلة التوتر، خاصة أن العراق أول المتأثرين حال اندلاع الحرب".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أن "العراق يمكن أن يلعب الدور الأبرز في ظل التوترات لما له من علاقات مع الجانبين، وأن يقرب وجهات النظر للجلوس على طاولة الحوار، وأن هناك قابلية من الطرفين للتفاوض".
وأكد أن العراق حكومة وشعبا ينأى بنفسه عن التوترات الراهنة أو الدخول فيها.
لقاء الحكيم
واعتبر رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي، عمار الحكيم، أن التصعيد الأميركي الإيراني يبعث القلق لدى جميع دول المنطقة ويهدد أمنها.
وقال الحكيم خلال استقباله، جوي هود، القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد "إن التصعيد الأميركي الإيراني الأخير يبعث القلق لدى جميع دول المنطقة ويهدد أمنها واستقرارها ونرحب في هذا الجانب ببعض التصريحات الأخيرة التي تشير إلى حرص الطرفين على تخفيف حدة الصراع". وأضاف: "دعونا إلى أن يكون ذلك مقدمة للوصول إلى حلول مناسبة وتجنيب شعوب المنطقة ويلات الحروب وسياسات الحصار وأن للعراق علاقات وثيقة مع الطرفين تمكنه من أن يؤدي دور الوسيط لتقريب وجهات النظر وإنهاء حالة التوتر".