وتستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في المنطقة، وهي قاعدة العديد، يعتمد عليها الجيش الأمريكي في عملياته في المنطقة، وكانت قد قامت بتطويرات عديدة على القاعدة، بالإضافة إلى إرسالها لقاذفات استراتيجية، في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران.
أهمية اللقاء للطرفين
لم تستطع "سبوتنيك" الحصول على أي تعليق من الجانب القطري حول هذا الاجتماع، فيما تحدث المحلل السياسي الإيراني أحمد مهدي لـ"سبوتنيك" قائلا: أمريكا لديها قاعدة عسكرية في قطر، وهناك اتفاقيات بين الولايات المتحدة والبلدان الخليجية في مجال التسليح والتعاون العسكري وتدريب القوات والتنسيق حول الشؤون الأمنية، وهذا اللقاء يصب ضمن اللقاءات الدورية بين الجانبين، ولا أعتقد أن هناك شيئا جديدا في الأمر، أو يخص الوضع مع إيران وخفض التوتر، والوضع على ما هو عليه، والأمور تتوجه صوب الاستقرار.
ويتابع مهدي: مجالات التعاون بين الجانبين مفتوحة وقديمة، وتصب في الأطر التقليدية للتعاون والتنسيق بين هذه الدول، سواء كان ذلك مع السعودية أو قطر أو الإمارات، وبالنسبة لإيران لا أعتقد أن شيئا جديدا قد يحصل على أرض الواقع.
فيما يرى رئيس قناة "إي تي إن" الأمريكية للأخبار أحمد فتحي مصري الأصل بأن الولايات المتحدة لديها أكبر قاعدة عسكرية في قطر، ويوجد هناك محاولات للتنسيق بين الأطراف المختلفة في الشرق الأوسط في ظل التصعيد مع إيران، لأن هذا يصب في مصلحة القوى العسكرية الأمريكية، سواء حصلت مواجهة عسكرية أم لم تحدث.
ويضيف فتحي: أتصور أن هذا اللقاء هو جزء من اللقاءات الدورية المعتادة، وبالنسبة لقطر فهي دولة صغيرة لا تستطيع أن تغير في القرار الأمريكي شيئا، ولديها ما يكفي من المشاكل مع جيرانها والمنطقة، وبالتالي هي حريصة أن تبقى على علاقة قوية مع الدول ذات النفوذ.
تنسيق العلاقات مع إيران والولايات المتحدة
وعن التوازن في العلاقات التي تحققها قطر بين إيران والولايات المتحدة يؤكد الخبير الإيراني: قطر تمتلك علاقات جيدة مع الجانبين وتحاول مسك العصا من الوسط، وتسغى إلى التوازن في علاقة الجيرة مع إيران، ولديها معها علاقات سياسية واقتصادية جدية مع الجمهورية الإيرانية، لا سيما بعد فرض دول الخليج الحصار عليها.
ويكمل: وفي الوقت ذاته قطر لا تستطيع تجاوز علاقاتها مع الولايات المتحدة، بسبب وجود القاعدة العسكرية، ومن المعروف أن الولايات المتحدة تستغل الخلافات بين بلدان المنطقة، من أجل الابتزاز وعقد مزيد من صفقات الأسلحة وتسيير خطط الشركات الأمريكية، وصفقة الأسلحة الأمريكية لصالح السعودية والإمارات والأردن تصب في هذا المجال.
ويقلل فتحي من أهمية هذه العلاقات فيما إذا أرادت الولايات المتحدة القيام بالحرب، ويشرح: لنفترض ونتخيل أن الولايات المتحدة اتخذت قرارا بالحرب على إيران، ماذا تستطيع كل من قطر والسعودية والإمارات أن تفعل، هذه الدول مجرد منفذين للأوامر والرغبات الأمريكية، وعلى أرض الواقع هذه الدول لا حول ولا قوة لها في الصراعات الكبرى، والقوة الأمريكية لا تأخذ في الاعتبار مصالح هؤلاء الذين يفترض أن يكونوا حلفاء.
المناورات القطرية
وحول المناورات القطرية المزمع أن تقوم بها قطر خلال الفترة المقبلة يتحدث المحلل السياسي مهدي: التدريبات القطرية موجودة دائما كما هي الإيرانية، ولا تتعرض لأي جانب آخر، وهي إجراءات روتينية من أجل الاحتفاظ بالجهوزية، وهو ما كان سابقا من تدريبات لدول الخليج وبعض بلدان المنطقة، وهذه المناورات مختصرة وداخل حدودها الإقليمية، ليس أكثر من ذلك.
وبدوره لم يعطي رئيس تحرير القناة الأمريكية أهمية لهذه المناورات، ويستطرد: أجمالي القوى العسكرية القطرية حوالي 30 ألف بين بحرية وجوية وبرية، فماذا يمكن لهؤلاء أن يفعلوا مع جيوش المنطقة، وهي دولة تستطيع أن تقوم بمناورات وتدريبات كما تشاء في إطار حدودها الإقليمية، وحتى لو قامت بهذه المناورات مع إيران، فإيران قواتها العسكرية محدودة رغم عدد سكانها الكبير ومواردها النفطية، ولكن عليها عقوبات، والآلة العسكرية الإيرانية متهالكة ولم يتم تجديدها بالشكل المطلوب.
ويختم فتحي: قطر تستطيع أن تفعل ما تشاء لكن العبرة في الخواتيم، حيث لا يوجدد لديها تأثير عسكري، وإنما تأثير إعلامي في المقام الأول، واقتصادي ثانيا، حيث يمكنها دعم طرف ما بالأموال.