أما القمم الطارئة فيرتبط انعقادها بالأمن القومي العربي والدولي بالإضافة إلى قضايا مختلفة أهمها الصراع العربي الإسرائيلي وسلوك إيران خصوصا بعد الثورة الخمينية عام 1979 وغياب وعودة مصر إلى عضوية الجامعة العربية، والسبب وراء انعقاد القمة في مكة الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى محطتي ضخ نفطية في المملكة ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
Nine years ago, at an Arab summit in Libya. Everyone in the front row is now out of power. (photo: AFP) pic.twitter.com/SPSDQgah46
— Gregg Carlstrom (@glcarlstrom) April 11, 2019
أول قمة طارئة في مصر
وسعت القمة العربية الطارئة الأولى لتأكيد حق الدول العربية على الاستقلال ودفاعا عن القضية الفلسطينية بدعوة من ملك مصر الملك فاروق وحضور الدول العربية السبع (المغرب والسعودية والأردن واليمن والعراق ولبنان وسوريا) وانعقدت في مدينة مصرية صغيرة أنشاص عام 1946.
ولم تصدر القمة بيان بل عدة قرارات، قضية فلسطين قلب القضايا القومية باعتبارها قطراً لا ينفصل عن الأقطار العربية، بإيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين وقفا تاما وضرورة الوقوف أمام الصهيونية باعتبارها خطراً لا يداهم فلسطين وحسب وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية.
القمة الطارئة الثانية في بيروت
تم عقد القمة عام 1956 أي بعد 12 عاما من القمة الأولى وذلك بعد تعرض مصر للعدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وصدر منها أول بيان ختامي في تاريخ القمم اجتمع فيها القادة العرب على حماية مصر ضد الدول المعتدية عليها.
أقيمت القمة عام 1970 إثر الاشتباكات المسلحة في الأردن بين المنظمات الفلسطينية مع الحكومة الأردنية التي عرفت بأحداث أيلول الأسود وقاطعت هذه القمة كل من سوريا والعراق والجزائر والمغرب.
القمة الطارئة الرابعة في السعودية
تم عقدها في الرياض عام 1976 بهدف حل أزمة الحرب الأهلية في لبنان بمشاركة كل من السعودية ومصر والكويت وسوريا ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، ودعت إلى وقف لإطلاق النار وتطبيق "اتفاق القاهرة" وقررت تعزيز قوات الأمن العربية.
القمة الطارئة الخامسة في المغرب
انعقدت في فاس عام 1982 وشارك فيها 19 دولة ما عدا ليبيا ومصر واعترفت فيها الدول العربية بوجود إسرائيل، وتم إقرار مشروع السلام مع إسرائيل بشرط انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
أقيمت في الدار البيضاء عام 1985 وبحثت القمة القضية الفلسطينية وتدهور الأوضاع في لبنان والإرهاب الدولي.
القمة الطارئة السابعة
انعقدت في عمان عام 1987 وبحثت موضوع الحرب العراقية الإيرانية والتضامن مع العراق، والنزاع العربي الإسرائيلي، وموضوع عودة مصر إلى الصف العربي.
القمة الطارئة الثامنة
انعقدت في الجزائر عام 1988 ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى بالإضافة إلى بحث موضوع المؤتمر الدولي حول السلام.
القمة الطارئة التاسعة
أقيمت في الدار البيضاء، المغرب عام 1989، خلالها تم إعادة عضوية مصر مع غياب لبنان بسبب تنازع فيه سلطتين آنذاك.
I've seen this montage from the thrilling Arab Summit posted so many times today. pic.twitter.com/yZ3QWMwzLL
— Marc Lynch (@abuaardvark) March 30, 2017
القمة الطارئة العاشرة
أقيمت في بغداد، العراق في شهر مايو/أيار عام 1990 غاب عنها لبنان وسوريا وبحثت التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي واتخاذ التدابير اللازمة حيالها كما أدان تكثيف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل.
اليوم في تاريخ #العراق
— العراق زمان (@IraqZaman2) May 28, 2019
٢٨ أيار ١٩٩٠
عقد القمة العربية في #بغداد بدعوة من الرئيس العراقي صدام حسين لبحث التهديدات للامن القومي العربي في ظل استمرار هجرة اليهود الى فلسطين وشهدت القمة خلال جلسة سرية تحذيرا من صدام للكويت والإمارات دون تسميتها بسبب زيادتهما لإنتاج النفط. pic.twitter.com/0AuVYlqam4
القمة الطارئة 11
أقيمت في القاهرة، مصر في شهر أغسطس/آب عام 1990 إثر العدوان العراقي على الأراضي الكويتية وتغيبت عنها تونس.
القمة الطارئة 12
عقدت في القاهرة، مصر عام 1996 قمة استثنائية بعد وصول اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل ومصير عملية السلام وحضرتها جميع الدول العربية باستثناء العراق.
القمة الطارئة 13
أقيمت في القاهرة عام 2000 ، إثر أعمال العنف التي تفجرت ضد الفلسطينيين بعد أن دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون الحرم القدسي الشريف، وهناك أيضا قمة غزة الطارئة، المنعقدة في الدوحة في يناير/كانون الثاني 2009، إثر الهجوم على قطاع غزة، لكن انعقاد القمة شهد خلاف عربي بشأن مشروعيتها في ظل عدم اكتمال النصاب القانوني لها، فضلا عن تأثيرها على قمة الكويت الاقتصادية، والتي عقدت في وقت لاحق وتطرقت أيضًا إلى هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
#الأمانة_العامة للجامعة العربية تعمم دعوة عقد #قمة_عربية_طارئة على الدول الأعضاءhttps://t.co/tgRCOeTlYF pic.twitter.com/GSmqlwzKG6
— جامعة الدول العربية (@arableague_gs) May 21, 2019
والجدير بالذكر، أن القمة غير الطارئة الأولى على الإطلاق تم عقدها في مصر عام 1964 بدعوة من جمال عبد الناصر، وشهدت تلك الفترة تحولا خطيرا في الأحداث لإعلان إسرائيل عزمها تحويل مجرى نهر الأردن لتستفيد من مياه بحيرة طبرية، وكان ذلك.
وكانت الساحة العربية تشهد صراعات حدودية وقطيعة بين السعودية واليمن من ناحية واتهامات سورية لمصر بالتردد في الدخول في حرب أخرى ضد إسرائيل وغيرها من الخلافات العربية.