وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، قد ذكرت قبل نحو أسبوع أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيبحث خلال زيارة قريبة إلى إيران مع المسؤولين في هذا البلد التوترات الأخيرة بين إيران وأمريكا.
تعقيباً على ذلك، قال الكاتب والباحث المتخصص في الشئون الأمريكية، إميل أمين، إن:" الرئيس الأمريكي لم يتراجع عن طرحه الخاص بإيران، بل يتعامل مع القيادة الإيرانية برؤية فلسفية جوهرها إن أردت السلم فاستعد للحرب، فضلًا عن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأن، فليس من مصلحة الرئيس الأمريكي قيام حرب جديدة في الشرق الأوسط، على الأقل حتى يضمن بقاءه في البيت الأبيض لولاية ثانية، ولكن إذا صعدت إيران فكل الاحتمالات واردة".
وأضاف إميل أمين في حديثه مع برنامج "بين السطور" المذاع عبر أثير "سبوتنيك" قائلاً:
"الخلاف الأمريكي مع إيران أعمق من النووي الذي يمثل قمة جبل الثلج، لكن السبب الجوهري يتمثل في النفوذ الإيراني، ووجود قوة تشارع وتنازع واشنطن في الشرق الأوسط، فضلًأ عن التخوف الأمريكي من أن يكون ما يحدث في الشرق الأوسط تعاونًا جيواستراتيجيًا جديدًا بين روسيا والصين وإيران ".
وعن سبب قبول إيران بالوساطة اليابانية حتى لو ضمنيًا، أكد الإعلامي الإيراني، محمد غروي:"أجواء الوساطات بين واشنطن وطهران بدأت تعمل، ويبدو أن امريكا باتت أكثر جدية من أي وقت مضى، لكن الجانب الأيراني يطلب عدة أمور منها رفع العقوبات، التي فرضت بعد الاتفاق النووي، ومن ثم طهران تطالب واشنطن بالعودة للاتفاق النووي".
وأوضح غروي في حديثه مع برنامج "بين السطور":"التطورات التي شهدتها المنطقة وخاصة في الخليج، بعد التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، جعل واشنطن تعترف بأهمية وجود تقارب بينها وبين طهران عن طريق الحوار وليس بالتهديدات العسكرية".
وعن سبب اختيار اليابان للقيام بدور الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، تحدث الباحث المتخصص في شئون الشرق الأقصى، نور الحضيري، بأن " اختيار ترامب اليابان يرجع لعدة أسباب، أهمها العلاقات القوية التى تربط اليابان بالولايات المتحدة، فضلًا عن علاقة طوكيو الجيدة مع طهران، ووفق للاحصائيات فهي سادس مستورد للنفط الإيراني على مستوى العالم، بالإضافة إلى تمتعها بموقف محايد من الأزمة الأمريكية الإيرانية؛ مما جعلها مؤهلة للقيام بهذا الدور".
إعداد وتقديم هند الضاوي