وتعمل السلطات السورية على تأهيل البنى التحتية وإعادة الخدمات للمدينة السياحية والتاريخية، وأسواقها التي تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن إنشاءها يعود إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح، إلا أن بناءها في صورتها الأخيرة قبل أن تنال منها يد الإرهاب، يعود إلى العهد البيزنطي.
ويعد سوق السقطية واحداً من بين الأسواق الشعبية السبعة والثلاثين التي تحيط بقلعة حلب الأثرية والتي ظلت لقرون طويلة تستقطب التجار والسياح من مختلف بلدان العالم، إلى أن عاثت بها التنظيمات الإرهابية فسادا وتدميرا وأخرجتها من الخدمة خلال السنوات الأخيرة.
ويمتد سوق السقطية على طول نحو مئة متر في المدينة القديمة التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على قائمتها للتراث المهدد بالخطر جراء الأضرار والدمار والنيران التي لحقت بها خلال الحرب.
وتتضمن عملية ترميم سوق السقطية إعادة تأهيل الواجهات الحجرية والقباب والبنى التحتية التي تضم شبكات الماء والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي بهدف إعادة الألق لهذا السوق والحفاظ على هويته وطابعه العمراني.
أما أعمال الترميم المتعلقة بسطح السوق المطل على قلعة حلب والمدينة القديمة بأكملها فتشمل صب طبقة إسمنتية جديدة لكامل السطح إضافة لأعمال العزل وإزالة جميع التعديات التي كانت موجودة وإعادة بناء القباب وتركيب ألواح الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء وتأمين الإضاءة للمحال التجارية.
ويشتهر سوق السقطية بأنه أكبر سوق للمأكولات الشعبية المصنوعة "على أوصولها" ومن المقرر أن يشهد مطلع الشهر القادم افتتاح السوق بعد انتهاء عمليات الترميم التي عملت على إزالة آثار الدمار والإرهاب من جهة، وإزالة التعديات التي تراكمت عبر مئات السنين والتي طمست معالم السوق الأثرية وقببه وحجارته، من جهة أخرى، بهدف إعادة الحياة والألق إلى هذه السوق من خلال عودة التجار إليه، وليكون فاتحة لترميم ما يجاوره من أسواق لا تزال تنتظر إعادة الحياة إلى شرايينها.