في 20 آذار 1962 .. وُلد الفنان القدير عمر سرميني في حي (الجلّوم) القريب من الجامع الأموي الكبير بحلب فلازم والده الشيخ محمد سرميني الذي تخرّج من مدرسة الخسرفية بحلب وكان من أتباع الطريقة النقشبندية في التصوّف..
"عمر" ذاك الطفل الموهوب كان أصغر أشقائه سناً… فأصبح مدللاً لدى العائلة خصوصاً حين كان والده يصحبه وهو بعمر 9 سنوات إلى معظم حلقات الذكر التي كانت تقام في الزوايا والجوامع بحلب..
وفي لقاء صحفي.. تحدث لنا الفنان سرميني عن بداياته الفنية قائلاً:
" تعلمت أصول الإنشاد والتوشيح الديني من أبي ومن الشيخ "عبد القادر رديف" وذلك في جامع السفّاحية القريب من باب قنسرين الأثري
وأتقنت بعدها أحكام التجويد وقراءة القرآن الكريم على يد عدة أساتذة أمثال الشيخين جميل العقاد ومحمد الملاح ومع بدايات العام 1980 كُلّفت بأذان الفجر في الجامع الأموي الكبير ذاك الجامع الذي كان يؤذن فيه 5 مؤذنين من خيرة الفنانين والمنشدين في المدينة كأمثال الشيخوخ " بكري الكردي و أحمد الخراط وأحمد جاكيري " الذين كانوا يرفعون الاذان من مقامات موسيقية عديدة تظهر براعتهم واحساسهم بعمق¬ الكلمة في النداء الأسمى.. "
وأضاف:
" انضممت إلى معهد حلب للموسيقى في الفترة التي كان فيها الأستاذ نديم الدرويش مدرّساً في المعهد فأعجب بصوتي وقدّم لي لحن لأغنية (تسلم وتعيش) تلك الأغنية التي لاقت رواجاً مميزاً آنذاك.. وبعد تلك الخطوة قررت إكمال تعليمي الموسيقي و العزف على العود بإشراف الأستاذ محمد قصاص..
بعدها وعلى مدى 3 سنوات نهلت من علم الأديب والموسيقي عبد الرحمن مدلل وتعرفت لاحقاً على الأستاذ فؤاد خانطوماني الذي شجعني على الاستمرار.. "
— ولدى سؤالي له عن صداقاته بشكل عام.. استفاض سرميني مستذكراً:
" من خلال صداقتي مع عازف الناي الفنان محمد خير نحّاس تعرّفت على رئيس نادي شباب العروبة آنذاك الدكتور (زهير أمير براق).. فشكلنا لاحقاً (رباعي شباب العروبة) الذي ضمّ بالإضافة لي ثلاث زملاء من الفنانين هم (نهاد نجار –عبود بشير و رضوان سرميني) وذلك بإشراف الأستاذ الكبير عبد القادر حجّار.. "
*إذاعة حلب..*
مع مطلع التسعينيات سجّل الفنان سرميني في أرشيف إذاعة حلب العديد من الموشحات والقدود والأغاني الخاصة من كلمات أنطوان مبيض ومحمد البابا.. وأضاف قائلاً:
عاصرت في تلك الإذاعة في ذاك الوقت عدد من الفنانين منهم فتحي الجراح و خالد ترمانيني
فإذاعة حلب كانت المنصة الأولى التي ينطلق من خلالها فنانو حلب الشهباء من الهواية إلى الشهرة.. "
*المشاركات الفنية*
شارك الفنان سرميني في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية نذكر منها على الصعيد المحلي مهرجان الأغنية السورية ومهرجان ومهرجان قلعة حلب ومهرجان بصرى الدولي ومهرجان تدمر السياحي أضافة لإحيائه حفلات فنية عديدة في معرض دمشق الدولي
وعلى صعيد الحضور العربي جال سرميني في بلدان عديدة فأحيا مع المنشد أديب الدايخ مهرجانات عديدة في العالم.. كما أحيا مع فرقته الموسيقية حفلات في كل من تونس والخليج العربي والجزائر و دُعيَ للغناء في قصر الرئيس اللبناني الأسبق الياس الهراويى
أما على الصعيد الدولي فقد أحيا سرميني حفلات عديدة منها مهرجان أثينا في اليونان ومهرجانات عديدة في عدد كبير من دول القارة الأوروبية والأمريكية والاسترالية
*جمهور المسرح يختلف عن جمهور الصالات !!*
عن هذا الموضوع وعن سوية التذوق الموسيقي لدى الجمهور.. قال الفنان سرميني:
" مما لا شك فيه أن سوية المتذوقين للموسيقى تختلف بحسب المكان الذي سيتم الغناء فيه فرواد المطاعم الراقصة.. يختلفون عن رواد المسارح الذين مازالوا متمسكين بتراثهم الأصيل وهويتهم الموسيقية العريقة كونهم يحضرون إلى المسرح ليحصلوا على جرعة روحية من نبض الكلمة واهتزاز الوتر.. بعيداً عن الرقص و تبادل أطراف الكلام وتدخين النرجيلة..!!
من هذا المنطلق وفي يومنا الحالي لربما بات على (مطرب المسارح) أن يكون محصناً (بفائض مادي) يغنيه عن النزول إلى أماكن السهر والتسلية التي تقام في بعض المطاعم والمقاهي..!!
*الأغنية الشبابية والنصائح للجيل الجديد*
نصح الفنان سرميني المستمعين من الجيل الشاب بتخصيص حيز يومي لسماع أغاني العمالقة كـ أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وصالح عبد الحي وعدم الانجراف مع عاصفة الموسيقى الهابطة التي تعتبر نوع من أنواع الغزو الثقافي الذي نتعرض له..
داعيا المطربين الصاعدين لضرورة اتقان أداء الأدوار والموشحات لما لها من أثر إيجابي في إغناء المخزون الموسيقي لدى كل مطرب.. إضافة إلى أهمية اتقان علم التجويد وذلك للحفاظ على سلامة النطق ومخارج الحروف السليمة
*نشاطاته هذا العام و حفلاته القريبة القادمة*
مع بدايات العام 2019 سافر الفنان سرميني للمشاركة في إحياء فعاليات مهرجان "فيلهارموني" في فرنسا.. كما و دُعي في شهر أيار الفائت للمشاركة في برنامج " مقامات " الذي يقدمه الفنان رشيد غلام على قناة العربي..
أما عن حفلاته القادمة أكد الفنان سرميني أنه سيسافر بعد أيام قليلة لإحياء فعاليات مهرجان " فاس " في المغرب.. معرباً عن سروره وفخره الدائم كونه مازال يستطيع أن يحمل اسم سورية عالياً على أهم المسارح العربية والعالمية .