قدم أبو سيف رؤية السلطة الفلسطينية حول مؤتمر البحرين ومقاومة مخرجاته بالإضافة إلى رسالة بعث بها إلى الشعوب العربية.
سبوتنيك: ما مخاوفكم من انعقاد مثل هذا المؤتمر؟
مثل هذه المؤتمرات تثير شكوكا حول نوايا انعقادها، لأن عقد مؤتمر يرفضه الفلسطينيون يعني أن هذا المؤتمر يأتي ضد أهداف الشعب الفلسطيني، وضد نضاله وضد تطلعاته، لذا نحن ننظر لهذا المؤتمر على أنه أحد المحاولات الالتفافية التى يُسعى من خلالها للالتفاف حول حقوق الشعب الفلسطيني ولتصفية القضية الوطنية الفلسطينية.
الإدارة الأمريكية ليست وسيطاً ولا طرفا، ولا يمكن لها أن تكون كذلك فى أي عملية متعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، لأنها قررت مسبقاً الانحياز لمطالب دولة الاحتلال من خلال نقل مستوطناتها، بين قوسين، سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وبالتالي المخاوف كبيرة من مثل هذه المؤتمرات لأنها ستحاول أن تصفي القضية الفلسطينية، لذا نحن نرفضها جملة وتفصيلا، ونحن ندرك أن أى مؤتمر أو اتفاق يرفضه الشعب الفلسطيني بكل مكوناته على هذا النحو سيكون جزءا من حكايات الماضي، مثله في ذلك مثل مؤتمر "روجر" في الخمسينيات لتوطين اللاجئين، ومجمل المقترحات الفاشلة التي حاولت تصفية القضية الفلسطينية.
سبوتنيك: إذن هل تتوقعون فشل هذا المؤتمر بسبب هذا الرفض؟
المؤتمر فاشل جملة وتفصيلا لأنه لا يمكن لأحد أن يقرر نيابة عن الشعب الفلسطيني، لو اجتمعت الكرة الأرضية كلها والفلسطينيون قالوا لا، فلن يتم فرض شيء علينا، هذه البلاد لنا.
مشروع النكبة وإقامة دولة الاحتلال على أنقاض شعبنا جاء بقرار أممي عام 1948 ولكن استطاع الشعب أن يفشل فكرة إزالة وجوده من على هذه الأرض. لن تتمكن لا إدارة ترامب ولا كل حلفائه ولا كل أصدقاء دولة الاحتلال ولا العنصرية العالمية أن تزيل حقوق الشعب الفلسطيني.
على كل من يريد أن يحقق سلاما على هذه الأرض أن يدرك أن الطريق الوحيد هو استعادة كامل الحقوق الفلسطينية المثبتة فى القانون الدولي، وعلى رأسها حق العودة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس والتحرر من ربقة الاحتلال.
القضية الفلسطينية قضية سياسية بامتياز، وليست قضية قطعة من الخبز واللبن، القصة قصة حقوق سياسية وليست قصة دولارات ولا ثمانية مليار ولا تسعة مليار، مرة أخرى الإدارة الأمريكية جزء من المؤامرة على الشعب الفلسطيني.
سبوتنيك: سيادة الوزير كيف إذن ستواجهون مخرجات هذا المؤتمر أو ما سيسفر عنه من قرارات؟
أولاً: القيادة الفلسطينية بكل مؤسساتها، سواء المجلس الوطني أو اللجنة التنفيذية أو الحكومة الفلسطينية أو اللقاءات الوطنية المستمرة، فى حالة اجتماع دائم لمناقشة هذا المؤتمر، ومحاصرة تداعيات هذا المؤتمر التى لا يمكن أن تمس حقا من حقوق شعبنا. لا يوجد فلسطيني يمكن أن يستلم فلسا واحدا مقابل أي حق سياسي، فذلك أمر مرفوض من جانب الكل الوطني.
ثانياً: نحن نتوقع أن تكون مخرجات هذا المؤتمر هزيلة مثل المؤتمر نفسه، ستصبح مجرد محاولة فاشلة لفتيان ترامب: كوشنير وغرينبلات وهم يلعبون في ساحة السياسة الشرق أوسطية، وهي لعبة فاشلة لن تكون لها أي تداعيات.
نحن نقول إن هذه مواقف متعلقة بهذه الدول لبعض الاعتبارات دون أن نبرئ أحدا. ورغم ذلك نتطلع لتضامن عربي قوي فى منع المؤامرة التي يحاولون نسجها فى هذا المؤتمر. إذا كانت هذه ورشة عمل لمناقشة بعض القضايا فهم أحرار فيما يفعلون، لكنهم ليسوا أحراراً في التدخل في شئون قضايا الشعب الفلسطيني وحقوقه. لذا فنحن لا نعفي أحدا من مسئولياته تجاه هذه الحقوق وواجباته القومية، وينبغي أن تصاغ الأمور وفق موقفنا نحن الفلسطينيين.
سبوتنيك: لكن هل هناك دول استجابت لدعواتكم بمقاطعة المؤتمر؟
المشاركة هزيلة جدا، ونحن قمنا بجهد دبلوماسي واسع لمحاصرة هذا المؤتمر وللوصول لهذه النتيجة، الإدارة الأمريكية كانت تخطط لمؤتمر ضخم، وها هم يتحدثون عن ورشة عمل. ما يحدث ليس أكثر من سيمنار عملياً.
انخفاض تمثيل بعض الدول العربية المهمة وحضورها فقط لاعتبارات تتعلق بعلاقاتها الدبلوماسية مع واشنطن، ولكن بعيدا عن الغايات الأمريكية، كل هذا يشير لفشل الولايات المتحدة في مسعاها لجلب العرب طواعية لتقبيل يد إسرائيل والقول لها شكرا لأنك أخذت فلسطين.
سبوتنيك: سيادة الوزير ما هي الفعاليات التي يتم تنظيمها ثقافياً وعبر القوى الناعمة لمجابهة هذا المؤتمر؟
القوى الناعمة هي أساس القوة في مثل هذا الصراع، بمعنى تثوير الرأي العام العربي وهو ما نقوم به بشكل كبير من خلال المواقف الفلسطينية، والفعاليات الكثيرة المتواصلة منذ أمس واليوم لمناهضة هذا المؤتمر.
سبوتنيك: كلمة أخيرة توجهها للشعوب العربية في هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ القضية؟
نحن في فلسطين ما زلنا نؤمن بقوة العمق العربي لقضيتنا الوطنية الفلسطينية، وفلسطين هي قضية العرب الأولى، وهي نجمة العرب التي تضيء سماءهم، وصدقني يوم سرقت فلسطين سرقت الأمة العربية، وبالتالي فرسالتنا للأمة العربية: حافظوا على فلسطين في قلوبكم، حافظوا على حقكم في الدفاع عن فلسطين وحق فلسطين عليكم.
أجرى الحوار: خالد عبد الجبار