لا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها خلال السنوات الأخيرة وهذا مؤشر خطير على أن المنطقة التي لطالما تميزت بالهدوء بدأت مهددة بالأزمات والمخاطر الأمنية. وتستدعي حادثة أمس التنبه خصوصا لما جرى على الأرض من محاولة لمنع لبنانيين من ممارسة حقهم الديموقراطي في التعبير عن رأيهم السياسي في أي منطقة لبنانية.
تحضر وزير الخارجية اللبنانية ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، لجولة سياسية إلى منطقة جبل لبنان بالرغم من التراشق السياسي والإعلامي بين تياره والحزب التقدمي الإشتراكي التابع للنائب السابق وليد جنبلاط الذي يملك ثقلا وازنا في الجبل ولطالما اعتبر منطقة تابعة له سياسيا وأمنيا.
لكن مع التبدلات والمتغيرات السياسية في المنطقة عموما وفي لبنان خصوصا باتت معادلات اتفاق الطائف السياسية منتهية الصلاحية والتسويات السياسية السابقة لا تتلائم مع المستجدات السياسية الحالية وبالتالي ولدت على الساحة اللبنانية قوى وتيارات سياسية جديدة لها ثقلها وحضورها القوي اليوم. وتحاول هذه القوى الجديدة من توسيع رقعة نفوذها السياسي على حساب القوى السياسية المتراجعة ما دفع الإشتراكيين إلى اتخاذ قرار بغلق المنطقة على الوافدين القادمين من "الشباك" وليس من الباب بحسب وزير التربية اللبناني أكرم شهيب الذي قال "إننا من دعاة حفظ الوفاق والعيش المشترك، ولكن هناك فرق بين الممارسة السياسية الديمقراطية وخلع الأبواب الحزبيين".
أغلق مناصرو جنبلاط الطرقات الجبلية اعتراضا على جولة باسيل السياسية بعد تعبئة سياسية ومذهبية بلغت ذروتها قبل مرور الوزير صالح الغريب في منطقة قبرشمون الجبلية ما أدى إلى وقوع الاشتباك المسلح بعد محاولة التعرض للوزير شخصيا ما فتح اشتباكا بين عناصر الحزبية وأدى ذلك إلى توتر هو الأول من نوعه وبهذا المستوى في منطقة جبل لبنان.
وأعلن النائب اللبناني ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني، طلال ارسلان، أن سيارة الوزير صالح الغريب فيها تلقت نحو 18 أو 19 رصاصة واحداهن أصابت مخدة السيارة خلف رأسه. بالإضافة إلى مقتل اثنين من مرافقيه بعد اشتباك مسلح مع مناصري جنبلاط في المنطقة.
كما كشفت مصادر لوكالة "النشرة" اللبنانية أن المجلس الأعلى للدفاع بعد اجتماعه اعتبر أن ما حصل أمس الأحد هو محاولة اغتيال لوزراء ونواب.
ومن جهتها أشارت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في مقال لها أن الحادثة أتت عن سابق تصميم من قبل الزعيم الإشتراكي وليد جنبلاط المنزعج في الفترة الأخيرة من موضوع التعيينات في الوظائف بين القوى السياسية بالإضافة إلى عدم قدرته على التأقلم مع وجود قوى سياسية أخرى تلعب دورا في منطقة اعتبرت تاريخيا "اشتراكية".
رحم الله القائد اللبناني الوطني كمال جنبلاط فمثله لن يأتي…
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)