ويتضمن برنامج الفعالية أنشطة مختلفة موجهة إلى الأطفال المشردين والمتسولين والمهمشين للتنبيه إلى خطر هذه الظاهرة التي بدأت بالتفشي في شوارع سوريا كما في غيرها من البلدان التي تعيش أزمات وحروب، وما تفرزه من ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة.
ونظمت مؤسسة "ع سيار" مع "أفكار للخدمات الاستشارية والتسويقية" فعالية أبناء الشمس للسنة الثالثة وهي فعالية سنوية تقام في الأول من يوليو/ تموز للفت النظر إلى قضية الأطفال في الشوارع، وذلك بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزارات الثقافة والإعلام والسياحة وبرعاية من الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان.
وانطلقت الفعالية في حدائق وأماكن عامة في دمشق والسلمية ومصياف وحمص وحماة والسويداء وطرطوس واللاذقية وحلب وجبلة، مع فعاليات موازية في الأردن والعراق ولبنان.
"سبوتنيك" جالت في ثلاثة مواقع أقيمت فيها هذه الفعاليات بدمشق هي حديقتا المدفع والمواساة والمركز الثقافي بمنطقة برزة، حيث عاش الأطفال أجواء من الفرح التي أضفتها هذه الفعاليات وما تضمنته من ألعاب وعروض.
قالت لمى نحاس رئيسة مجلس أمناء مؤسسة "ع سيار" (منظمة الفعالية) لوكالة "سبوتنيك": إن "الهدف من هذه الفعاليات هو إعادة الأطفال الذين يعيشون خارج الطفولة والإنسانية إلى مكانهم الطبيعي في الحياة لأنهم أطفال فاقدين الحياة، وهناك العديد من الأطفال المكتومين غير المسجلين في السجل المدني وليس لهم أي وجود رسمي، ونحن نعمل على إعادتهم إلى التعليم والدراسة كحق من حقوق الأطفال، ليكون لديهم أحلام يستطيعون تحقيقها، بدلاً من أن يكونوا في المستقبل عالة على المجتمع ".
وأضافت السيدة نحاس: "أصبح الأول من شهر يوليو/تموز يوماً يعنى بتذكير المجتمعات بفئات الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية والمتسولين والمشردين والمتسربين والمنقطعين عن المدارس وكل ما يندرج تحت ذلك، وتهدف الفعالية إلى دعوة الأطراف الحكومية وغير الحكومية للاهتمام بهؤلاء الأطفال والعمل الجدي لإجراء تغييرات جذرية في التعاطي مع هذه القضية لإعادة دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع من خلال العملية التربوية والتعليمية وإيجاد فرص تضمن حياة كريمة لهم".
وتابعت السيدة نحاس بالقول: "تتضمن فعاليات هذه السنة معارض فنية تستمر عدة أيام لمنتجات يدوية من صنع الأطفال والمتطوعين الذين يعمل معهم سيار في مختلف المناطق وذلك في صالات المراكز الثقافية المنتشرة في المحافظات وصالات المدارس كما تتضمن حملات توعوية من خلال صفحات سيار على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة للتوعية حول انتشار المواد المخدرة بين الأطفال والبالغين منهم، وكذلك توعية الناس في الشارع أنه من الممكن أن نساعد الأطفال ونخرجهم من الحفر التي وقعوا بها وخصوصاً بعد الحديث الكبير عن موضوع إدمان الأطفال وشم الشعلة، وأن تكون هذه المساعدة بعدم إعطائهم المال لكي لا يقوموا بشراء المواد المذيبة الذين يقومون باستنشاقها."
وختمت السيدة نحاس بالقول: "قمنا بتسمية هذه الفعاليات "أبناء الشمس" لسببين: الأول وهو أنها تهتم بأطفال يقضون نهارهم الكامل تحت الشمس، أما السبب الثاني فهو يبعث الأمل في أنهم سيشرقون كالشمس من جديد".