أجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا مع رجل الدين نيفون، (لبناني الأصل)، تحدث به عن دور الممثلية الأنطاكية وعن تاريخها، وعن الدور الذي تقوم به في روسيا، وعن الكنيسة الأنطاكية للروم الأرثوذكس بشكل عام.
بداية، شرح المطران تاريخ ممثلية الكنيسة الأنطاكية في روسيا، فقال: هناك تمثيل كنسي بين الكنيسة الأنطاكية والكنيسة الروسية منذ زمن، والممثلية في روسيا أقامها المطران فيلاريت دروزدوف عام 1848، وفي ذلك الوقت تم افتتاح ما يسمى بالأنطس الأنطاكي لمساعدتنا، كون كنيستنا كانت فقيرة جدا ماديا، والمطران دروزدوف الذي طوب قديسا فيما بعد كان مطران موسكو، حيث لم يكن هناك بطريركا آنذاك، إنما كان هناك مجمع مقدس، وتوالى على تمثيل الكنيسة الأنطاكية كبار رجال الكرسي الأنطاكي.
ويكمل المطران: البطريرك أليكسي الأول ترأس سيامته أسقفا عام 1913، والبطريرك غريغورس حداد، الذي أتى إلى روسيا لتعيين 300 سنة لعائلة رومانوف، وذهب من مدينة سان بطرسبورغ إلى نوفغورد، وترأس سيامة الأرشمنديت أليكسي، الذي أصبح فيما بعد بطريركا على روسيا، بعد الحرب العالمية الثانية.
ويتابع المطران صقيلي: طلب البطريرك أليكسي إعادة العلاقات بين الكنيسة الأنطاكية والكنيسة الروسية، وأعيد افتتاح الأنطس عام 1948، وبأمر من ستالين أعطينا هاتين الكنيستين، لإعادة العلاقات الروحية بين الكرسي الأنطاكي والكنيسة الروسية.
ويشرح رجل الدين المسيحي عن الدور المنوط بالممثلية الأنطاكية، وأهميتها بالنسبة للعلاقات الثنائية العربية الروسية، ويبين: الكنيسة هي الشعب وعندما تكون هناك علاقة بين كنيسة وكنيسة، فهي علاقة بين الشعب، ونحن لا نقيم علاقات مباشرة مع الدولة، لكن عندما تكون هناك علاقات مع الشعب، تكون هناك علاقات مع الدولة، ودور الممثلية هو تمتين العلاقات بين الكنيسة الأنطاكية والروسية، والاهتمام برعايا الجالية اللبنانية والسورية الموجودون في روسيا.
وكشف المطران نيفون عن مسؤولية ممثلية كنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس لرعاياها في روسيا، ويقول: نقدم مساعدات لرعايانا هنا، على الرغم من عدم وجود رعايا كثر في روسيا، لأن الهجرة العربية لم تكن كبيرة باتجاه الاتحاد السوفيتي ومن قبله روسيا القيصرية، بل هناك عدد قليل من العوائل العربية، أو الذين تعلموا ودرسوا وتزوجوا وبقيوا هنا، وفي السنتين الأخيرتين أصبح عدد الرعايا أكبر، حيث المهجرين الذين أتوا من سوريا بسبب الحرب، ونقدم مساعدات لهم.
ونفى صيقلي ترشحه لانتخابات أبرشية زحلة في لبنان عم 2015، على الرغم من مطالبة العديد من الأشخاص هناك بترشيح أسمه، وأكد في الوقت ذاته أن مطالبة الناس بترشيحه، لا تعني أن المجمع المقدس سينتخبه.
وعن تصريح الرئيس بشار الأسد حول المحاولات الولايات المتحدة لتقسيم الكنيسة الأنطاكية، أكد المطران نيفون عدم إمكانية تقسيم الكنيسة، ووضح: لن يحدث هذا التقسيم، لأن ذلك غير معقول كوننا كنيسة واحدة في سوريا ولبنان، ومركز الكرسي هو دمشق.
وواصل: نحن فخورون بوجوده هناك، حيث طريق القديس بولس والعديد من الأماكن المقدسة الأخرى، وليس من المعقول أبدا أن يكون هناك انقسام بين لبنان وسوريا، والسياسة لن تلعب دورا في هذا المجال أبدا.
وأوضح المطران صيقلي أن لا معلومات لديه حول الأنباء عن افتتاح كلية لاهوت في جامعة دمشق، وتمنى أن يكون هذا الأمر صحيحا، كونه يصب في مصلحة العائلتين الروحيتين الإسلامية والمسيحية.
وشدد رجل الدين نيفون على أن سر صمود المسيحيين في سوريا ضد الهجمة الإرهابية التي تعرضوا لها كما الأقليات كلها، هو الوطنية الموجودة في الناس، ويضيف: أهم شيء هو محبة الأرض، ومحبة الناس، وهذا هو الصمود بحد ذاته.
وأعرب المطران صيقلي عن أسفه لعدم الاهتمام العالمي بقضية المطرانين يوحنا ابراهيم ميتروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، وبولس اليازجي مطران حلب والأسكندرون للروم الأرثوذكس، ويتابع: لا تزال الجهود مستمرة، لكن كما نرى هناك برودة في العالم حول هذا الموضوع، وكما يهمنا أخوينا المطرانين يهمنا كل المخطوفين في سوريا وغير سوريا.
ويكمل: نجد أن العالم غير مهتم كما لو حدث الأمر مع صحفي أو شخص أخر، حيث كان العالم لينتفض من أجلهم، لكن بكل أسف القضية غير مهمة بالنسبة للعالم.
وتحدث المطران نيفون عن الأعمال الخيرية التي تقوم بها كنيسة أنطاكية وممثليتها في موسكو: لدينا هنا في الممثلية غداء خيري للرعايا الروس، ويجري مرة كل شهر، كما أن البطريركية الأنطاكية توزع مساعدات كبيرة في سوريا لكل الطوائف، وهي تأتي إلى الكرسي البطريركي في دمشق من مختلف أنحاء العالم، ومن روسيا أيضا.
ويختم: لدينا مكتب نشاطات مهم جدا يترأسه الأب أليكسي شحادة، وهو فعال ويقدم المساعدة في كافة أنحاء سوريا.
أجرى الحوار: أيهم مصا